تركيا تجهّز فرق إنقاذ لغزة وسط تعثّر تنفيذ اتفاق وقف النار

المدن - عرب وعالمالأربعاء 2025/10/15
غزة (getty)
اتفاق غزة تحت الضغط: خلاف على الجثث واستعداد تركي للتدخل (getty)
حجم الخط
مشاركة عبر

 

قالت وسائل إعلام تركية إن هيئة إدارة الكوارث والطوارئ "AFAD" جهزت فريقاً يضم 81 عنصراً، مزودين بقدرات متقدمة للتعامل مع الأخطار الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، بما يشمل معالجة ذخائر غير منفجرة. لكن مسؤولاً تركياً شدّد لموقع "المونيتور" أن "الطاقم جاهز، إلا أن قرار إرساله لم يُتخذ بعد".

وأضاف أن تركيا أعدت العشرات من فرق البحث والإنقاذ استعداداً لإرسالها إلى قطاع غزة، في إطار الجهود المبذولة للعثور على جثامين الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا في القطاع. لكن المصدر نفسه أوضح أن إرسال هذه الفرق ما زال مشروطاً بقرار نهائي من أنقرة وبالتنسيق مع أطراف إقليمية ودولية معنية.

وتلعب تركيا، إلى جانب قطر ومصر، دور الوسيط في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي رعته الولايات المتحدة، وينص على إعادة جميع الرهائن – أحياءً أو أمواتاً – إلى إسرائيل. وحتى مساء الأربعاء، كانت حركة "حماس" قد سلّمت جثث سبعة رهائن، في حين تؤكد التقديرات الإسرائيلية أن 21 جثة أخرى لا تزال داخل القطاع.

 

خلاف حول الجثث

وتعترض عملية تسليم الجثث عقبات إضافية بعد أن أعلنت إسرائيل أن إحدى الجثث الأربع التي سلمتها "حماس" لا تعود لأي من أسراها، بل "لعميل فلسطيني من أريحا كان يرتدي زياً عسكرياً"، وفق مصدر أمني نقل عنه موقع و"اللا". وأوضح المصدر أن الحادثة على الأرجح "خطأ غير متعمد من حماس"، بينما أكدت الحركة أن الجثة تعود لجندي إسرائيلي قُتل في اشتباك بجباليا عام 2024.

وذكر الجيش الإسرائيلي أن الفحوص أثبتت أن ثلاث جثث من أصل أربع تعود إلى تمير نمرودي، وأورئيل باروخ، وإيتان ليفي، بينما الرابعة ليست ضمن قائمة الأسرى الإسرائيليين. واعتبرت حكومة بنيامين نتنياهو أن تسليم جثة فلسطيني "خرق للاتفاق"، مجددة مطالبتها حماس بإعادة جميع الرهائن "الأحياء والقتلى حتى آخرهم".

 

تبادل واتفاق غامض

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن الثلاثاء بدء "المرحلة الثانية" من اتفاق غزة، مؤكداً أن إطلاق سراح الرهائن الأحياء أزال "عبئاً كبيراً" لكنه لم ينه المهمة بعد، في ظل تأخر تسليم الجثث المتبقية. وسبق أن أعادت "حماس" جميع الرهائن العشرين الأحياء، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو ألفي أسير فلسطيني، بينهم محكومون بالمؤبد، في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

لكن آفاق خطة ترامب للسلام ما تزال غامضة، مع استمرار إسرائيل في فرض قيود على دخول المساعدات إلى غزة، وإبقاء الحدود مغلقة لساعات طويلة، في وقت واصلت فيه "حماس" استعراض قبضتها على القطاع بتنفيذ عمليات إعدام علنية.

 

مساعدات مقابل ضغوط

بالتوازي، أعلنت وزارة الصحة في غزة استلام 45 جثماناً لفلسطينيين من إسرائيل عبر الصليب الأحمر، ليرتفع إجمالي الجثامين المستعادة إلى 90 منذ بدء تنفيذ الاتفاق.

ووفق الخطة التنفيذية، مُنحت حماس 72 ساعة لتسليم جميع الرهائن الأحياء والجثث المتوفرة، لكنها لم تسلّم سوى جزء محدود، ما ينذر بأزمة قد تعصف بالاتفاق. وتقول الحركة إن "البحث عن الجثث المتبقية يتطلب وقتاً"، بينما تصر إسرائيل على أن "أي تأخير يعرقل المرحلة المقبلة".

وتبقى مشاركة الفرق التركية مرهونة بالقرار السياسي والتنسيق مع الأطراف الدولية، في وقت يشهد الاتفاق اهتزازاً متصاعداً مع الضغوط الإسرائيلية، فيما يترقب الوسطاء مصير المرحلة الثانية من اتفاق غزة.

 

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث