قررت إسرائيل رفع العقوبات المفروضة على قطاع غزة، وأعلنت أنها ستبقي على معبر رفح مفتوحاً بالاتجاهين، وذلك إثر تسليم "حماس" 4 جثث لرهائن إسرائيليين، كانوا قد قتلوا في قطاع غزة. لكن صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلت عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إن المعبر لن يفتح اليوم، ولا موعد محدداً لفتحه بسبب صعوبات لوجيستية.
وجاء قرار المستوى السياسي في إسرائيل عقب تعهد حركة "حماس" بتسليم المزيد من الجثث اليوم الأربعاء، في خطوة اعتبرت بأنها مؤشر على استمرار التنسيق بين الأطراف لضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
إلغاء العقوبات
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن المستوى السياسي، قرر إلغاء العقوبات التي كان من المقرر فرضها على حركة "حماس" ابتداءً من اليوم والتي تتمثل بإغلاق معبر رفح وتقليص المساعدات، بعد أن سلمت الحركة 4 جثث لإسرائيليين الليلة الماضية.
ووفقاً للقرار الإسرائيلي، سيتم فتح معبر رفح كما هو مخطط له، وستواصل إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ووفقاً لهيئة البث، هناك نية لدى "حماس" لتسليم جثث إضافية خلال اليوم الأربعاء.
وسلمت "حماس" مساء أمس الثلاثاء، 4 جثث لرهائن إسرائيليين، ووصلت الجثث، إلى معهد الطب العدلي في أبو كبير من أجل استكمال التعرف عليها.
في الأثناء، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنه من المقرر إدخال نحو 600 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح خلال الساعات المقبلة، في إطار الجهود الدولية لتخفيف الأوضاع المعيشية الصعبة في القطاع.
ويأتي هذا التحرك بعد اتفاقات تنسيق بين الأطراف المعنية لضمان استمرار تدفق المساعدات، مع تشديد الرقابة على المواد التي تدخل إلى غزة.
خطر المجاعة لم يغادر غزة
من جهته، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن خطر المجاعة لم يغادر قطاع غزة في ظل استمرار تقليص المساعدات والذي يعكس إصرار إسرائيل على استخدام التجويع كأداة إبادة جماعية. وأوضح المرصد، في بيان، أن الكميات المحدودة من البضائع والمساعدات التي سُمح بدخولها إلى القطاع لا تمثّل سوى جزء ضئيل من الاحتياجات الفعلية.
وقال المرصد إنه لم يُسمح بدخول أي شاحنات أول الإثنين الماضي، بحجة الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، كما لم يُسمح بدخولها أمس الثلاثاء بحجة الأعياد اليهودية. وأكد المرصد أن تحكّم إسرائيل في حجم المساعدات وعدم التزامها بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار يعني استمرارها في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، مشدداً على أن إدخال المساعدات الإنسانية ليس امتيازاً تمنحه إسرائيل، بل واجب قانوني غير قابل للمساومة. ودعا المرصد إلى وقف نهائي لجميع العمليات العسكرية ورفع فوري وشامل للحصار المفروض على قطاع غزة، مطالباً بتوفير ضمانات دولية تحول دون إعادة فرض الحصار أو عرقلة المساعدات تحت أي ذريعة.
نتنياهو يفسّر خطة ترامب
من جهته، تطرق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع قناة "سي بي إس" نيوز عن الخطوات المقبلة في اتفاق إنهاء الحرب على غزة، وعن ملامح خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ذات النقاط العشرين.
وأشار إلى أن شروط الخطة "واضحة للغاية"، لافتاً إلى أن الهدف لا يقتصر على استعادة المحتجزين الإسرائيليين، بل يشمل أيضاً "نزع السلاح وإزالة الطابع العسكري لقطاع غزة".
وقال نتنياهو: "اتفقنا على إنجاز الجزء الأول من الخطة، وعلى منح الفرصة لتنفيذ الجزء الثاني منها سلمياً"، مشيراً إلى أنه في حال فشل التنفيذ السلمي، فإن "أبواب الجحيم ستفتح"، في إشارة إلى تهديد ترامب باستخدام القوة في حال إخلال الأطراف بالاتفاق.
خروقات إسرائيلية لوقف النار
في غضون ذلك، جددت المدفعية الإسرائيلية صباح اليوم الأربعاء، قصفها لمحيط تل المنطار شرقي حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ما أدى إلى وقوع أضرار في المنازل والممتلكات.
وفي الوقت نفسه، أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية النار باتجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين قبالة سواحل مخيم الشاطئ شمالي القطاع، مما اضطرهم إلى مغادرة البحر تجنباً للإصابة. كما أطلقت نيران أسلحتها الرشاشة بشكل مكثف تجاه مراكب الصيادين في عرض بحر رفح، جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن إطلاق النار تسبب بحالة من الهلع في صفوف الصيادين، ودفعهم إلى مغادرة البحر فوراً، من دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.
ويأتي هذا التصعيد في ظل استمرار الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، وسط تحذيرات من اتساع دائرة التوتر في القطاع.
