"أنصار" نتنياهو يتسلّحون بطلب ترامب: لإلغاء المحاكمة

المدن - عرب وعالمالأربعاء 2025/10/15
نتنياهو وترامب (Getty)
طلب ترامب يشجع أنصار نتنياهو على الدعوة لإلغاء محاكمة رئيس الحكومة (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر

استأنفت المحكمة المركزية في تل أبيب، صباح اليوم الأربعاء، جلسات محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في خطوة كان لـ"أنصار" رئيس الحكومة المكوّن من وزراء وأعضاء كنيست، الثقل فيها إذ حضروا إلى قاعة المحكمة مطالبين بإلغاء المحاكمة، متسلحين بطلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من نظيره الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، منح العفو لرئيس الحكومة الذي يُحاكم بتهم فساد جنائية.


ليفين: محاكمة نتنياهو ما كان ينبغي أن تبدأ
وفور بدء المحاكمة رأى وزير القضاء ياريف ليفين، أن "محاكمة رئيس الحكومة ما كان ينبغي أن تبدأ أساساً، وانعقادها نقيض للعدل ولمصالح الدولة"، وطالب في بيان أصدره "بالدفع بمشروع قانون قدّمة عضو الكنيست أرئيل كلنر (من الليكود)، هدفه السماح لوزير الأمن بإلغاء جلسات محاكمة نتنياهو من خلال التشاور مع وزير القضاء". 
وقال ليفين الذي لم يحضر جلسة المحاكمة خلافاً لوزراء ونوّاب آخرين، إنه أعلن قبل أسابيع دعمه لـ"الدفع السريع لمقترح القانون المهم الذي قدّمه كلنر، والذي من شأنه أن يكفل لرئيس الحكومة الوقت الكافي للتفرغ لإدارة شؤون البلاد في هذا الوقت". وأشار إلى أنه "سينقل المقترح إلى اللجنة الوزارية لشؤون التشريع فور وضعه على الطاولة".
تقصير وتيرة الجلسات
ووفقاً لمقترح كلنر فإنه بإمكان وزير الأمن، في أوضاع الطوارئ أو الحرب، ومن خلال التشاور مع وزير القضاء، تقصير وتقليص وتيرة الجلسات في المحاكم" في حال وجود خشية من المساس بأمن الدولة"، علماً أن نتنياهو كان قد أبلغ المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية في إسرائيل) سابقاً بأن لا مشكلة لديه في القيام بمهامه في إطار منصبه رئيساً للحكومة بموازاة محاكمته، وبناء على ذلك تقرّر أن بإمكانه تشكيل الحكومة على الرغم من لائحة الاتهام المقدمة ضده.
وعلى الرغم من ذلك، أُلغيت منذ شرع نتنياهو في الإدلاء بشهادته، جلساتٌ عدّة لأسباب مختلفة، بينها زيارات سياسية، أو بسبب خضوعه لعمليات جراحية، ما أفضى إلى تأخيرات وتأجيل للمحاكمات، وسبَّب مطالبة القضاة برفع عدد الجلسات إلى أربع أسبوعياً، لكن دفاع نتنياهو رفض ذلك.
 

متظاهرون: دعم نتنياهو عار
في غضون ذلك، تظاهر عشرات الإسرائيليين صارخين بوجه أعضاء الكنيست الذين وصلوا لدعم نتنياهو، ووصفوا دعمهم بـ"العار". فيما هاجم وزراء: الرياضة ميكي زوهار، الاقتصاد نير بركات، التربية والتعليم يوآف كيش، الاتصالات شلومو كرعي، التطوير والتكنولوجيا غيلا غلميئيل، حماية البيئة عيديت سيلمان، ورئيس "الكنيست" أمير أوحنا، وأعضاء "الكنيست" نسيم فاتوري، وطالي غوتليف، وأوشر شكليم، وتساغا مالكو، المتظاهرين، حتّى إن بعضهم اشتبك مع المحتجين لحظة دخول نتنياهو القاعة.
وقبل بدء الجلسة، أصدر وزير التعليم يوآف كيش بياناً دعا فيه إلى إلغاء محاكمة نتنياهو، مشيراً إلى أنه "بينما إسرائيل تقبع في ساعة مصيرية كهذه، وفي الوقت المطلوب أن يكون فيه الدفاع مُركزاً بالكامل على الأهداف الوطنية، لا يُعقل أن يضطر رئيس الحكومة إلى تخصيص ساعات طويلة من وقته لمحاكمة مدبّرة وفاقدة لكل مبدأ، وقد تحولت منذ زمن إلى سيرك جماهري وقضائي". واستشهد بمطلب ترامب من هرتسوغ منح نتنياهو العفو، للدلالة على "أحقية المطلب".
 

ترامب يدهش أعضاء "الكنيست"
وأصاب ترامب الإثنين الماضي، دهشة أعضاء "الكنيست" بتوجهه خلال خطابه إلى الرئيس هرتسوغ، متسائلاً: "لماذا لا تمنح العفو لنتنياهو؟". وقال: "لديّ فكرة يا سيادة الرئيس، لماذا لا تمنحه عفواً؟". وبدا هرتسوغ مذهولاً من المبادرة المباشرة، في حين ابتسم نتنياهو، وصفّق معظم الحاضرين، سواء من الائتلاف أو من المعارضة.
وخلال خطابه الطويل، الذي استمر لأكثر من ساعة، خرج ترامب عن النص المكتوب، وقال: "هذا لم يكن في الخطاب المكتوب، لكنني أحبّ هذا الرجل (نتنياهو). السيجار والشامبانيا؟ من يعبأ بذلك أصلاً؟ إنه أحد أفضل القادة الذين كانوا هنا في زمن الحرب". وتابع الرئيس الأميركي: "لا أعتقد أن الأمر عليه خلاف. أنت (نتنياهو) شخص شعبي جداً، لأنك تعرف كيف تنتصر". ثم توجه بعد ذلك مباشرة، إلى الرئيس هرتسوغ متطرقاً إلى موضوع العفو.
وقد سُئل ترامب بالأمس عن توجهه غير المتوقع إلى هرتسوغ. وخلال حديثه مع الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية، في ختام زيارته للمنطقة، سأله أحدهم إن كان قد أبلغ نتنياهو مسبقاً بنيته التوجه إلى هرتسوغ بهذا الطلب، فأجاب بأن المبادرة كانت عفوية، وأنها جاءت نتيجة انطباعه من التصفيق الحار الذي ناله نتنياهو خلال الخطاب.
وأشار الرئيس الأميركي إلى أن الخطوة لم تكن مخططة مسبقاً، وقال إنه فعل ذلك فقط بسبب التصفيق الذي ناله نتنياهو من أعضاء "الكنيست". وقال: "في الواقع، قلت (لنتنياهو) إنني لن أتطرق إلى مسألة العفو. لكن اللحظة كانت مثالية ببساطة. كان توقيتاً جيداً، أليس كذلك؟". وأضاف: "لأنه تلقى تصفيقاً جيداً جداً، ثم توقفت وقلت: لماذا لا تمنح هذا الرجل عفواً؟ لو لم يتلق تصفيقاً جيداً، لما كنت سأفعل ذلك". واعترف ترامب بأنه "خاطر مخاطرة صغيرة" بهذه الدعوة، مشيراً إلى أن هذه "قضية مؤلمة إلى حد ما في إسرائيل".

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث