نفى وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الأنباء التي تتحدث عن تعرض رئيس النظام المخلوع بشار الأسد لمحاولة تسميم، مؤكداً أن موسكو تواصل دعمها للحكومة السورية الجديدة.
تفكيك سوريا
وقال لافروف في تصريحات صحافية لممثلي وسائل الإعلام العربية، إن الأوضاع في سوريا خلال السنوات الماضية كانت صعبة للغاية، وإن روسيا "لم تكن لديها مصالح خاصة هناك؛ بل وقفت إلى جانب الشعب السوري، ودعمت سوريا بوصفها دولةً متعددة القوميات والطوائف تقوم على مبدأ الوفاق الوطني".
وأضاف أن بلاده تواصل دعمها للحكومة السورية الجديدة، وكذلك مساعيها لتهدئة الأوضاع في سوريا، في حين اتّهم الولايات المتحدة بالسعي إلى تفكيك سوريا و"تأجيج النزعة الانفصالية الكردية" في شمال شرقي البلاد.
وتابع أنَّ ذلك أدى إلى خلق مشكلات للسوريين ولتركيا وللدول الأخرى التي توجد فيها أقليات كردية، في حين كانت موسكو في المقابل، تدعو دوماً إلى وحدة الأراضي السورية.
السيادة السورية
وأكد الوزير الروسي أن موقف بلاده لم يتغير بعد انتقال السلطة في سوريا خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، موضحاً أن موسكو تنطلق من فكرة ضرورة مشاركة دول المنطقة في إعادة إعمار سوريا، والحفاظ على وحدة أراضيها.
وشدد على أن الدعوات الإسرائيلية لنزع السلاح في السويداء وجنوبي دمشق تمسّ سيادة سوريا ووحدة أراضيها، لافتاً إلى أن بلاده تدعم المبادرات التي تتخذها الحكومة الجديدة لتهدئة الأوضاع.
وعلّق لافروف على الأنباء التي تتحدث عن تعرض بشار الأسد للتسميم، قائلاً: "غير صحيحة.. بشار الأسد موجود برفقة عائلته في موسكـو لأسباب إنسانية، والحديث عن محاولات تسميمه شائعات".
وأضاف أن موسكو استقبلت الأسد وعائلته لأسباب إنسانية، ذلك تجنباً لتكرار سيناريو الانتقام منه كما حصل مع القذافي في ليبيا.
وقبل أيام، قال لافروف إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكد مراراً أن روسيا لن تبقى في سوريا رغماً عن إرادة دمشق، لكنه أوضح في الوقت نفسه، أن "القيادة السورية إضافة لعدد من دول المنطقة مهتمة ببقاء" الوجود الروسي.
وأكد الوزير الروسي ضرورة إعادة صياغة وظيفة الوجود العسكري الروسي في سوريا، الذي لم يعد يهدف إلى دعم السلطات ضد المعارضة، مضيفاً أن موسكو ستدعم "شركاءها السوريين بكل الطرق الممكنة، وهي مستعدة للتعاون مع الدول الأخرى التي لها مصالح في سوريا".