شدّد الرئيس السوري أحمد الشرع على ضرورة انسحاب إسرائيل من كل نقطة احتلتها بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، فيما أكد أن إعادة إعمار سوريا يتطلب ما بين 600 إلى 900 مليار دولار.
إعلان حرب
وقال الشرع في مقابلة مع شبكة "سي بي سي" الأميركية، إن إسرائيل قصفت القصر الرئاسي مرتين، إحداهما عندما كان بالقرب من الموقع، معتبراً أن الاستهداف "ليس رسالة بل إعلان حرب"، مضيفاً أن سوريا لا ترغب في خوض حروب أو تشكيل تهديد لأي طرف.
وفيما يتعلق بالمفاوضات مع إسرائيل، شدد الرئيس السوري على ضرورة انسحاب الاحتلال من كل نقطة احتلها الجيش الإسرائيلي بعد 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، مؤكداً أن سوريا لم تستفز إسرائيل منذ وصول الحكومة الجديدة إلى دمشق.
وحول الادعاء الإسرائيلي بالتدخل لحماية الدروز في سوريا، قال إن هذه "قضية داخلية يجب أن تُحل قانونياً داخل سوريا".
وبخصوص العلاقة مع روسيا الداعم الأبرز لنظام الأسد، اعتبر الشرع أن الدخول في صراع معها حالياً سيكون مكلفاً للغاية، ولا يخدم مصلحة سوريا.
خسائر كبيرة
وفي الشأن الداخلي، قال الرئيس السوري إن الشعب السوري تكبّد خسائر كبيرة خلال سنوات الحرب القاسية، مشيراً إلى أن كل غرفة في المباني المدمرة تحمل ذكريات لأولئك الذين عاشوا فيها.
وأضاف أن أجيالاً كاملة عانت من صدمات نفسية شديدة، وأن عملية إسقاط نظام الأسد في منح الناس أملاً جديداً بالعودة إلى ديارهم وإعادة إعمار وطنهم.
ولفت إلى أن إعادة إعمار سوريا ستتطلب ما بين 600 إلى 900 مليار دولار، مؤكداً أن ذلك لن يتم دون دعم المجتمع الدولي، فيما انتقد تقاعس المجتمع الدولي عن إيقاف المأساة السورية التي استمرت 14 عاماً، مشدداً على ضرورة أن يدعم العالم سوريا. واعتبر أن كل من يعرقل رفع العقوبات هو شريك في الجريمة.
محاكمة الأسد
وأكد الشرع أن الحكومة السورية ستستخدم كل الوسائل القانونية الممكنة للمطالبة بمحاكمة بشار الأسد، كما أكد التزام الحكومة بمحاسبة كل من ارتكب جرائم ضد المدنيين، بغض النظر عن انتمائه، في أحداث الساحل.
وأوضح أن الانتخابات العامة ستُجرى فور إعادة إعمار البنية التحتية للبلاد وإصدار الوثائق الرسمية للمواطنين، مؤكداً ضرورة أن تكون سوريا دولة يُسمح فيها لكل فرد بالتصويت.
لا توافق مع "داعش"
وفيما يتعلق بماضي الرئيس السوري وعلاقته بالقاعدة و"داعش"، قال الشرع قال إن التنظيم الذي كان يقوده لم ينفذ أي عمليات خارج الحدود، ولم يستهدف سوى قوات النظام المخلوع.
وأضاف أن بعض الأحداث التي شارك بها قبل 25 عاماً تعود إلى فترة كان فيها شاباً في السابعة عشرة أو الثامنة عشرة من عمره، موضحاً أن مستوى الوعي اليوم يختلف كثيراً عمّا كان عليه قبل عقدين من الزمن.
وشدد الشرع على عدم وجود أي توافق سابق مع تنظيم "داعش"، قائلاً: "لو كنت اتفقت معهم لما تركتهم"، مؤكداً أن أن حكومته أنقذت الشعب من قمع نظام الأسد.