حظي تعيين ضابطين بارزين في مواقع قيادية في الجيش السوري باهتمام واضح من قبل الأوساط السياسية والعسكرية، وهما اللواء سليم إدريس الذي عين مستشاراً للأكاديمية الوطنية للهندسة العسكرية، والعميد حسن حمادة الذي تسلم مهمة نائب رئيس أركان القوى الجوية.
وتباينت التفسيرات بشأن تعيين الضابطين البارزين، بين من يرى أن التعيين جاء بطلب تركي، نظراً إلى العلاقات التي تجمعهما بأنقرة أثناء عملهما السابق في "الجيش السوري الحر"، وبين من أدرج الخطوة في إطار الرغبة بالاستفادة من خبرات الضباط المنشقين، لبناء جيش جديد احترافي.
اللواء سليم إدريس
بعد انشقاقه عن جيش النظام البائد في العام 2012، انتقل اللواء سليم إدريس إلى تركيا، وشغل منصب رئيس هيئة أركان "الجيش الحر".
وتسلم إدريس حقيبة وزارة الدفاع في "الحكومة المؤقتة" المدعومة من تركيا، واستقال من وزارة الدفاع في العام 2021.
وبجانب اعتداله، يُعرف عنه علاقاته الواسعة مع تركيا، وحتى مع الولايات المتحدة، وكان من بين أبرز الضباط الذين حاربوا لتشكيل جيش موحد.
العميد حسن حمادة
أحدث انشقاق العميد الطيار حسن حمادة عن جيش النظام البائد وقعاً كبيراً، وذلك بسبب انشقاقه بالطائرة العسكرية (ميغ 21) التي كان يقودها في العام 2012، وتوجهه إلى الأردن، حيث قدم طلب لجوء سياسي.
انتقل حمادة إلى تركيا، وقاتل في الشمال السوري ضد نظام المخلوع بشار الأسد، بعد أن أسس أكثر من فصيل منهم "لواء يوسف العظمة" و"الفرقة 101 مشاة".
تولى حمادة، منصب وزير الدفاع في "الحكومة المؤقتة"، في العام 2021، وبقي على رأس الوزارة حتى سقوط النظام البائد.
ماذا عن خلفيّات التعيين؟
لم تشمل التعيينات الجديدة كل الضباط المنشقين عن جيش النظام البائد، وهنا يشير السياسي المعارض سمير نشار، إلى "قرب" إدريس وحمادة من تركيا.
ويقول لـ"المدن"، إن "الغرض من خطوة وزارة الدفاع هو تعزيز القوات المسلحة من الضباط المنشقين السنّة الذين يوالون تركيا، أو لا يشكلون تهديداً مستقبلياً".
ويدعم نشار تقديره، بالإشارة إلى أسماء ضباط منشقين لم يتم تعيينهم في وزارة الدفاع السورية، قائلاً: " باعتقادي الجيش السوري في المستقبل، سيكون لاعباً رئيسياً في الداخل السوري".
لكن الضابط السوري السابق، الباحث المتخصص في الشؤون العسكرية والسياسية رشيد حوراني، لا يتفق مع وجود صلة لتركيا بذلك، ويقول لـ"المدن" إن "تعيين إدريس وحمادة يأتي ضمن هيكلة الجيش السوري بشكل عام، ورفده بالتخصصات العلمية والعسكرية التي من شأنها زيادة الكفاءة".
ويضيف أن "ما جرى في وزارة الدفاع منذ سقوط النظام وما تلاه من تشكيل الحكومة السورية وتأسيس وزارة الدفاع فيها، هو العمل على الاستفادة من الضباط المنشقين كل بحسب اختصاصه وكل ضابط أجرى مقابلة في إدارة شؤون الضباط عرض عليه أن يختار مكاناً يناسب تخصصه، أو أن يتم تعيينه من قبل الادارة بالمؤسسة التي تناسب تخصصه".
أما عن سبب عدم تعيين كل الضباط المنشقين إلى الآن في وزارة الدفاع، يقول حوراني: "بعضهم لم يتواصل حتى الآن مع وزارة الدفاع بهدف تعيينه، كما أن بعضهم فضل عدم الرجوع إلى المؤسسة العسكرية، والوزارة احترمت خيارهم".
بذلك، يبدو أن تعيين إدريس وحمادة في مناصب رفيعة بالجيش السوري الجديد، يحقق أكثر من هدف للحكومة السورية، أبرزها الاستفادة من علاقاتهما السابقة مع تركيا وغيرها من الدول الفاعلة مثل قطر، وحتى الولايات المتحدة.
