أكدت مصادر مطلعة أن حركة "حماس" أبلغت الوسطاء العرب أنها تحتجز 20 أسيراً إسرائيلياً على قيد الحياة، في أول اعتراف رسمي من الحركة بعد عامين من الغموض، وأنها مستعدة لبدء الإفراج عنهم في أيّة لحظة. وفق صحيفة "وول ستريت جورنال"، التي نقلت عن مسؤولين أن الجيش الإسرائيلي يستعد لاستقبال الرهائن مساء الأحد، لكنه يرجّح أن تتم العملية صباح الاثنين، تزامناً مع وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إسرائيل لإلقاء خطاب أمام الكنيست، قبل أن يتوجه لاحقاً إلى شرم الشيخ لحضور قمة دولية بشأن إنهاء الحرب.
وأعلنت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بيدروسيان، أن عملية التسليم ستجري دفعة واحدة، يعقبها مباشرة إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. وأشارت إلى أن بعض عائلات الأسرى القتلى أُبلغت بأن أبناءها لن يُعادوا في المرحلة الأولى؛ إذ إن جثامين 28 محتجزاً ما زالت موزعة في غزة، ولم يُحدد موقعها بالكامل.
قوة مهام متعددة الجنسيات
وفقاً للمصادر، أبلغت "حماس" الوسطاء بأنها تواجه صعوبة في الالتزام بالمهلة المحددة في خطة ترامب (72 ساعة) لتسليم جثامين القتلى، بسبب فقدان أماكن بعضهم. وتعتقد أجهزة المخابرات الإسرائيلية أيضاً أن الحركة لا تعرف موقع جميع الجثث. لهذا يجري تشكيل قوة مهام مشتركة متعددة الجنسيات تضم تركيا والولايات المتحدة وقطر ومصر، للبحث عن رفات الرهائن. وكشفت صحيفة "معاريف" العبرية، أن 200 جندي أميركي وصلوا بالفعل إلى قاعدة لخيش العسكرية للمشاركة في العملية، بالتنسيق مع فرق مصرية وقطرية.
قوائم الأسرى الفلسطينيين
وقال مصدر مطلع على المفاوضات، إن "حماس" أنهت التحضيرات لتسليم الرهائن الأحياء، لكنه شدد على أن الحركة تصر على أن تفرج إسرائيل عن 7 قادة فلسطينيين في عملية التبادل.
وقال المصدر إن "حماس تصر على أن تشمل القائمة النهائية القادة السبعة الكبار، وأبرزهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات وابراهيم حامد وعباس السيد"، وهو الأمر الذي أكده مصدر آخر.
على الجانب الآخر، نشرت وزارة العدل الإسرائيلية قائمة بأسماء 250 أسيراً فلسطينياً مدانين بجرائم قتل وجرائم خطيرة، تمهيداً للإفراج عنهم. وتشمل الصفقة أيضاً إطلاق سراح نحو 1700 معتقل فلسطيني احتجزوا بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إضافة إلى 22 قاصراً وجثامين 360 مسلحاً.
وأكدت "حماس" عبر مكتب إعلام الأسرى أن المفاوضات مع الوسطاء ما زالت مستمرة لتحسين القوائم، وأن الاحتلال رفض الإفراج عن شخصيات بارزة مثل البرغوثي وسعدات.
القيادي في الحركة حسام بدران قال إن حماس سلّمت قوائم تضم نحو ألفَي اسم، وإن الجهود متواصلة لتأمين الإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى.
ثلاثة محاور
وقال مصدر قيادي في الحركة، إنَّ المقاومة أنهت إحصاء الرهائن الأحياء وتوزيعهم على نقاط داخل القطاع، مؤكداً أن عملية التسليم ستتم عبر ثلاثة محاور مختلفة بالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي. وأضاف أن الحركة ملتزمة بالإطار الزمني المتفق عليه، مع إقرارها بصعوبة تسليم الجثامين في المرحلة الحالية.
وفي إسرائيل، رفعت مصلحة السجون حالة التأهب إلى الدرجة القصوى استعداداً للإفراج، وتحركت حافلات الصليب الأحمر إلى جنوب البلاد بانتظار الرهائن. وأكد نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس أن الإفراج "قد يتم في أيّة لحظة"، لكنه استبعد إرسال قوات برية أميركية إلى غزة.
