شرعت مصلحة السجون الإسرائيلية، ليل الجمعة- السبت بتجميع الأسرى الفلسطينيين المتوقّع الإفراج عنهم ضمن اتفاق غزة.
ونقلت المصلحة الأسرى من خمسة سجون مختلفة، إلى المنشآت التي يُتوقع أن يُفرج عنهم منها. ويُنقل الأسرى الذين سيُفرج عنهم إلى غزة أو سيبعدون إلى الخارج عبر معبر رفح، إلى سجن كتسيعوت في النقب، بينما يُنقل أسرى الضفة الغربية المحتلة إلى سجن عوفر.
وأفاد موقع "واينت" العبري اليوم السبت، بأنه في الوقت الذي تستكمل فيه مصلحة السجون الاستعدادات للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، تستعد أيضاً لـ"التحدي الذي سيأتي بعدها"، على حد تعبير مسؤول رفيع في مصلحة السجون، عبّر عن خشيته من اندلاع اضطرابات بين من لم تشملهم قائمة المفرج عنهم.
وحذّر وزير المالية الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش، في منشور، من "إفراغ السجون"، علماً أنه ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، صوتا ضد صفقة وقف الحرب وتبادل الأسرى. لكن مسؤولين في سلطة سجون الاحتلال، يقولون إن الحديث عن إفراغها، هو أمر بعيد جداً عن الواقع، حتى بعد الإفراج عن 250 من المحكومين بالسجن المؤبد ونحو 1700 معتقل من غزة أسروا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
تجميع الأسرى في معسكر "عوفر"
وبحسب بيانات إسرائيلية، نشرها "واينت" اليوم السبت، فإن عدد الأسرى الفلسطينيين في الوقت الراهن والموزعين في منشآت اعتقال مختلفة في دولة الاحتلال، يبلغ نحو 12 ألفاً، من بينهم حوالي 700 لا يزالون محتجزين في منشآت تابعة للجيش الإسرائيلي ومن المتوقّع نقلهم إلى مصلحة السجون. وتبلغ نسبة إشغال السجون حوالي 145%، ويوجد نحو أربعة آلاف أسير ينامون من دون سرير.
وطبقاً للخطة الإسرائيلية، سيجري عناصر جهاز الأمن العام (الشاباك)، والاستخبارات محادثات تحذيرية مع عائلات الأسرى الفلسطينيين لمنعها من تنظيم احتفالات عند الإفراج عن أبنائها. وصدرت تعليمات للجنود الإسرائيليين، بمداهمة وتخريب أي استعدادات لتنظيم احتفالات في منازل الأسرى، وكذلك في مراكز المدن والقرى.
ووفقاً للتقديرات، سيتم تجميع معظم الأسرى المُفرج عنهم من مختلف السجون والمعتقلات في معسكر "عوفر" المقام على أراضي بلدة بيتونيا، غرب مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، وبعضهم قد يتم تجميعهم في سجن كتسيعوت في الجنوب، وذلك وفقاً للقرار بشأن كل أسير وإلى أين سيتوجه. ومن هناك سيتم نقلهم إلى نقطة توزيع واحدة، ومنها سيتوجه كل واحد منهم إلى قريته أو مدينته بشكل مستقل.
وأوضح مسؤولون في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، بحسب ما نقلته وسائل إعلام عبرية، في اليومين الماضيين، أنّ تتبّع ورصد أنشطة الأسرى المُفرج عنهم في الضفة الغربية بات أسهل. وأضافوا: "لقد غيّرنا الواقع (أي في الضفة)، القوات موجودة في قلب مخيمات اللاجئين، وحرية العمل داخل المخيمات والقرى والمدن في ذروتها. ومع ذلك، نحن نعيش أياماً متوترة، إذ شهدنا سلسلة من العمليات الفردية (في الآونة الأخيرة)".
استعدادت إسرائيلية لقمع الاحتفالات الفلسطينية
في موازاة ذلك، تستعد قوات الاحتلال الإسرائيلي لقمع أي مظاهر فرح من قبل عائلات الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم في إطار الاتفاق مع "حماس"، بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وتزامناً مع بدء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بالاستعداد لبدء تنفيذ الاتفاق، أصدر قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال آفي بلوت تعليمات بمنع إقامة احتفالات من قبل عائلات الأسرى عند وصولهم إلى القرى والمدن الفلسطينية.
من جانبه، أجرى قائد "شرطة يهودا والسامرة" (التسمية الإسرائيلية للضفة الغربية المحتلة)، موشيه بينتسي تقييماً للوضع، ونشر قواته بهدف ضمان أن تمرّ عملية الإفراج بسلاسة وسرعة. وتستعد شرطة الاحتلال على عدة مستويات، من بينها التنسيق مع مصلحة السجون في معسكر "عوفر" وتنظيم حركة المرور حول السجن. كما نُشرت قوات من الشرطة وحرس الحدود في مواقع يصنّفها الاحتلال باعتبارها نقاط احتكاك، تحسباً لاندلاع اضطرابات أو وقوع عمليات على محاور الطرق في تلك المناطق.
