نتنياهو يرضخ لترامب: تسوية تُبقي الجيش في نصف غزة

المدن - عرب وعالمالجمعة 2025/10/10
غارات غزة (Getty)
إسرائيل تخرج من حرب غزة بلا انتصار كامل على حماس (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر

كشف تقرير موسّع للصحافي عاموس هرئيل في صحيفة "هآرتس"، أن الاتفاق الذي أُنجز بين إسرائيل وحركة "حماس"، جاء نتيجة ضغوط أميركية غير مسبوقة، قادها مبعوث الرئيس دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، الذي هبط في شرم الشيخ أول من أمس، بهدف "إنجاز الصفقة بأي ثمن".

ووفقاً للتقرير، مارست واشنطن ضغطاً مكثفاً على إسرائيل و"حماس" والوسطاء – قطر ومصر وتركيا – لوضع حدّ للحرب المستمرة منذ عامين ويومين. واعتبرت الإدارة الأميركية أن استمرار إسرائيل في إبقاء نار الصراع مشتعلة يحمل "تداعيات إقليمية خطيرة"، خصوصاً بعد فشل محاولة اغتيال وفد التفاوض التابع لـ"حماس" في الدوحة، والتي أثارت غضب ترامب بسبب مصالحه المتشابكة مع قطر.

وتسمح التسوية التي فرضها الأميركيون لإسرائيل بالاحتفاظ بالسيطرة على 53% من قطاع غزة، وفق "الخط الأصفر" الذي رسمته الخرائط الأميركية، على أن يُربط أي انسحاب إضافي بسلوك "حماس"، لكن التقرير يشير إلى أن هذه الصيغة الموصوفة بـ"الغموض البنّاء" تبقى رهينة ضغوط الوسطاء ومطالب لاحقة بانسحاب أوسع.

 

صفقة الأسرى

وتشمل المرحلة الأولى من الاتفاق إطلاق سراح 48 رهينة وجثامين إسرائيليين مقابل نحو 2000 أسير فلسطيني، بينهم 250 محكوماً بالمؤبد. غير أن "حماس" قد تعلن تعذر العثور على بعض الجثامين بسبب الدمار الهائل في القطاع.

وبحسب هرئيل، فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أيدت الصفقة رغم معارضة وزراء اليمين الديني، إذ رأى قادة الجيش والشاباك أن إعادة الرهائن تستحق التنازلات. وفي هذا السياق، قال أحد كبار المسؤولين الأمنيين للصحيفة: "لو استطعت، لملأت بنفسي استمارات ترشيح ترامب لجائزة نوبل".

 

الدور العسكري و الانعكاسات السياسية

ونسب التقرير الفضل في إنجاح المفاوضات إلى اللواء احتياط نيتسان ألون، منسق شؤون الأسرى والمفقودين، ورئيس الأركان إيال زامير، الذي تجنّب اندفاعاً برياً واسعاً في غزة بعد أيلول/سبتمبر، حفاظاً على أرواح الجنود والرهائن.

ويرى أن نتنياهو اضطر للخضوع لترامب، رغم محاولاته سابقاً إفشال صفقات مماثلة عبر التصعيد العسكري. ومع أن رئيس الوزراء قدّم الاتفاق كإنجاز، إلا أن الفجوة بين وعود "القضاء على حماس" والنتيجة النهائية تبقى كبيرة. ويقول هرئيل: "الحركة هُزمت عسكرياً لكنها لم تُبَد ولم يُقتل أو يُنفَ قادتها".

كما أشار التقرير أيضاً إلى أن انتهاء الحرب قد يفاقم الانقسامات في اليمين الإسرائيلي، ويعيد إلى الواجهة مطالب بتحقيق رسمي في إخفاقات 7 تشرين الأول/أكتوبر، على غرار "لجنة أغرانات" بعد حرب يوم الغفران، وهو ما يسعى نتنياهو لتفاديه.

وبحسب "هآرتس"، فإن الحرب التي بدأت بعملية "طوفان الأقصى" قبل عامين، وانتهت اليوم بتسوية فرضها ترامب، خلّفت نكبة ثانية للفلسطينيين مع تدمير شبه كامل لغزة ومقتل أكثر من 65 ألف مدني، كما أضعفت إسرائيل دولياً وقادت إلى "انهيار القيم" داخل جيشها.

ويرى هرئيل أن الدرس الأوضح يتمثل في أن "إسرائيل لا يمكنها البقاء تحت قيادة رجل واحد مهووس يحيط نفسه بمتطرفين عديمي الكفاءة".

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث