نقلت القناة الإسرائيلية "13"، عن مصدر مطّلع، أن حركة "حماس" تعمل في قطاع غزة على تجهيز دفعة من الرهائن للإفراج عنهم، مؤكدة أن العملية قد تتم "في أي لحظة" بفعل الترتيبات الجارية عبر الوسطاء.
وأوضح المصدر الإسرائيلي أن الدفعة الأولى قد تشمل نساءً وأطفالاً وكبار سنّ، وهو ما جرى التفاهم عليه في إطار الاتفاق المرحلي الذي دخل حيّز التنفيذ مع بدء وقف إطلاق النار. وقال المراسل للقناة: "كل المؤشرات تشير إلى أننا أمام لحظة حساسة، الاستعدادات قائمة والإفراج قد يتم قبل الموعد المعلن".
إفراج مبكر قبل الإثنين
وبحسب التقديرات، تستعد إسرائيل لتنفيذ إفراج مبكر عن الأسرى الفلسطينيين إذا ما بادرت "حماس" بتسليم رهائنها قبل الإثنين. وتشمل الإجراءات الإسرائيلية تجهيز معابر الدخول، ونشر وحدات عسكرية لتأمين عمليات النقل، وتجهيز المستشفيات في الجنوب والقدس لتقديم الرعاية الطبية والنفسية للمفرج عنهم.
ووفقاً للصفقة، يُتوقع أن تطلق "حماس" في مرحلتها الأولى نحو 20 رهينة، مقابل إفراج إسرائيل عن ما يصل إلى ألفي أسير فلسطيني، بينهم محكومون بمدد طويلة وآخرون اعتقلوا خلال الحرب الأخيرة.
وقال مسؤول سياسي إسرائيلي للقناة 13: "هذه الصفقة مؤقتة ومرحلية، لكنها تفتح الباب أمام تسويات أوسع، وربما اتفاق لوقف إطلاق نار طويل الأمد إذا توفرت الإرادة السياسية".
شهداء تحت الأنقاض
على الجانب الآخر، ومع بدء سريان الهدنة وانسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من بعض مناطق القطاع، أعلن الدفاع المدني الفلسطيني عن انتشال عشرات الجثامين من تحت الأنقاض.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني: "تمكّنا اليوم من انتشال أكثر من 55 شهيداً من مواقع القصف، والحصيلة تجاوزت 80 حتى ساعات المساء، مع استمرار البحث عن مفقودين". وتصف المصادر الطبية المشهد بأنه واحد من أثقل الأيام في عدد الجثامين المنتشلة منذ بدء الحرب.
ورغم الهدنة التي دخلت حيّز التنفيذ ظهر الجمعة، استمر التوتر الميداني عبر مناوشات متقطعة على أطراف مناطق التوغل في شمال ووسط غزة. وأصدرت الفصائل الفلسطينية تحذيرات للمدنيين بعدم الاقتراب من خطوط التماس أو محيط القوات الإسرائيلية المنسحبة.
ضغوط دولية ومسار المساعدات
وتجري هذه التطورات وسط ضغوط دولية متصاعدة على الحكومة الإسرائيلية وحركة "حماس" لإنجاز صفقة تبادل شاملة، وتلعب قطر ومصر دوراً محورياً في الوساطة المباشرة، بدعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لإيجاد صيغة تُنهي ملف الرهائن وتفتح المجال لوقف إطلاق نار طويل الأمد.
إلى جانب الرهائن والأسرى، يُشكل إدخال المساعدات الإنسانية جانباً مركزياً في الاتفاق المتوقع. وقد دعت الأونروا للتسهيل الفوري لدخول قوافل المساعدات إلى غزة، كما أكد المفوض العام فيليب لازاريني، على أن شعب القطاع بأمس الحاجة إلى كل شيء، وأن وقف النار الحالي يجب أن يُترجَم إلى تحول إنساني ملموس إلى جانب كونه سياسياً.
وقالت الأمم المتحدة: "تلقينا الضوء الأخضر من إسرائيل لبدء تسليم المساعدات من يوم الأحد". وأكد عدنان أبو حسنة المتحدث باسم وكالة "الأونروا"، أن لدى الوكالة 6 ألاف شاحنة مساعدات تنتظر دخول غزة، وشدد على أن الوكالة ستدير عملية توزيع المساعدات في المرحلة التالية.
وقال المستشار الألماني فريدريش ميرز، إن برلين ستقدم 29 مليون يورو كمساعدات إنسانية عاجلة إلى غزة، مشدداً على أن هذه الخطوة تأتي مع مصر في إطار الاستعداد لعقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار.
وأضاف أن ألمانيا ستساهم أيضاً بـ "الرعاية الطبية والنفسية للرهائن المُفرَج عنهم"، ودعا إلى تنفيذ الصفقة بسرعة لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين دون تأخير. وأوضح ميرز أن ألمانيا لن تشارك عسكرياً في أي عملية استقرار بقطاع غزة، بل ستركز على الجهود الإنسانية والدبلوماسية.
