شهدت مدينة إزرع في ريف درعا الشمالي الشرقي، اليوم الجمعة، اشتباكات مسلحة بين عائلتين محليتين على خلفية خلاف عشائري، أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى، في حادثة جديدة تعكس تصاعد التوترات الأمنية والعشائرية جنوب سوريا.
تدخل أمني سريع
وأعلن قائد الأمن الداخلي في محافظة درعا العميد شاهر عمران، في بيان رسمي، أن قوات الأمن تدخلت "فور اندلاع الاشتباكات" وفرضت سيطرة كاملة على المدينة، معززة وجودها في مختلف الأحياء "لضمان استتباب الأمن ومنع أي فوضى أو أعمال انتقامية".
وأوضح عمران أن قواته "فرضت طوقاً أمنياً محكماً حول المناطق المتأثرة، وطبقت حظر تجول مؤقتاً لضبط الوضع"، مؤكداً أن التحقيقات جارية لتحديد جميع المتورطين واعتقالهم فوراً. وأضاف أن "القانون فوق الجميع، وأي شخص يشارك في أعمال العنف أو القتل، سيواجه الإجراءات القانونية الصارمة دون تهاون، وسيتم التعامل مع المخالفين بأقصى درجات الحزم".
وأكدت منصات محلية، بينها "تجمع أحرار حوران"، سقوط ثلاثة قتلى خلال الاشتباكات، مشيرة إلى أن الطلقات النارية تركزت في أحد أحياء المدينة قبل تدخل الأمن. فيما ذكرت وزارة الداخلية السورية أن قوات الأمن فرضت طوقاً أمنياً واسعاً، وأن المدينة شهدت حظر تجوال لساعات كإجراء احترازي.
صعوبات أمنية في الجنوب
وتأتي الحادثة بعد أشهر قليلة من المواجهات الدامية التي شهدتها محافظة السويداء المجاورة بين مسلحين من عشائر البدو وفصائل درزية محلية، والتي خلّفت عشرات القتلى والجرحى، وأدت إلى نزوح عائلات بأكملها نحو درعا والمناطق المحيطة.
ومنذ تلك الأحداث، تعيش المنطقة الجنوبية في حالة من الهشاشة الأمنية، حيث تتداخل النزاعات العشائرية مع الحسابات المحلية والسياسية، في ظل انتشار واسع للسلاح وضعف الأطر العشائرية التقليدية القادرة على حل الخلافات سلمياً، حسب دراسة "كارنيغي".
وتشير الدراسة التي نشرها مركز "كارنيغي"، إلى أن "الجنوب السوري يشكل اليوم بؤرة صراع مفتوحة، تتجاوز النزاعات المحلية لتصبح ساحة تنافس إقليمي ودولي.
ورأى "مركز حرمون للدراسات المعاصرة"، في دراسة تحت عنوان "جنوب سوريا: التحركات الإسرائيلية والتوازنات الإقليمية"، أن الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة ضد مواقع عسكرية جنوب البلاد، أبرزت هشاشة الأمن، وقابلية المنطقة للتصعيد في أي لحظة، وأن العشائر في الجنوب "تحرص على إبقاء سطوتها الذاتية، ما يضع الدولة أمام معضلة: كيف تُحقّق السيادة الأمنية دون إشعال مواجهات جديدة مع البنية العشائرية؟".
