اتفاق غزة: الاحتلال يعيد تموضع قواته ودمار هائل بمدينة غزة

المدن - عرب وعالمالجمعة 2025/10/10
احتفالات غزة وقف الحرب (Getty)
سكان قطاع غزة يحتفلون بدخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر

على الرغم من دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، إلا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، شنّ اليوم الجمعة، غارات على قطاع غزة، فيما بدأ في الوقت نفسه، بتنفيذ إعادة تموضع لقواته في القطاع، وتنفيذ انسحابات، بينها انسحاب دبابات من شارع الرشيد وسط قطاع غزة، فيما تقدّمت آليات للاحتلال باتجاه منطقة التحلية وسط مدينة خانيونس بالتزامن مع إطلاق النار على الأهالي.
وقدّرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أنه بحلول الظهر ستكون جميع القوات متمركزة عند خطوط الانسحاب المنصوص عليها في الاتفاق.


دمار هائل بغزة.. وانتشال 35 جثماناً
وشدّد مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة، على أنه يتوجّب على سكان القطاع عدم التوجه إلى مدينة غزة عبر شارع الرشيد، إذ "لن يتوان الاحتلال عن استهداف المواطنين المتوجهين إلى مدينة غزة".
وبالإضافة إلى ذلك، بدأ الأهالي، وكذلك الطواقم الطبيّة وطواقم الدفاع المدني، بانتشال جثامين شهداء، في حين أكّد الدفاع لامدني بأن تقديراته تشير إلى وجود أكثر من 300 جثمان لشهداء في مدينة غزة وحدها.
وأعلنت مصادر طبية اليوم الجمعة، انتشال جثامين 35 شهيداً من مناطق عدة بالقطاع  بينهم جثامين 19 شهيداً من مناطق عدة في مدينة غزة.
في غضون ذلك، كشف تراجع جيش الاحتلال الإسرائيلي من المناطق وسط مدينة غزة وغربها وشمالها اليوم الجمعة، عن دمار كبير في الأحياء السكنية، خصوصاً المنطقة الشرقية، ووسط حي الشيخ رضوان، والمنطقة الشمالية من حي الكرامة، وشارع الجلاء، ومنطقة وسط مدينة غزة، حيث كان يتواجد الجيش. ودمر الاحتلال عشرات المنازل عبر العربات المفخخة والنسف، والمنازل البعيدة لم تعد صالحة للسكن نتيجة شدة التفجيرات.

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن القطاع الصحي بحاجة إلى ما لا يقل عن 7 مليارات دولار للتعافي والنهوض به مجدداً. 
وقالت الوزارة: "جهّزنا خطة للتعافي والنهوض بالقطاع الصحي الذي تعرض لتدمير ممنهج على مدار عامين". وطالبت دول العالم بسرعة تقديم الدعم المالي للنهوض بالقطاع الصحي، مشيرةً إلى أنه "لا خطة زمنية لإدخال المعدات الطبية إلى القطاع من قبل المانحين، رغم تلقينا وعوداً دولية".
وشددت على أنه "لا بد من التعجيل بفتح معابر القطاع، للسماح لأكثر من 18 ألف مريض وجريح بالسفر للعلاج".
 


قنص جندي إسرائيلي
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال، اليوم الجمعة، مقتل أحد جنوده في معركة شمال قطاع غزة. وقال في بيان، إن "الرقيب أول (احتياط) مايكل مردخاي نحماني، 26 عاماً جندي التكنولوجيا والصيانة في كتيبة الهندسة القتالية 614، قُتل في معركة شمال قطاع غزة". ولم يقدّم بيان الجيش تفاصيل إضافية حول ظروف مقتل الجندي الإسرائيلي ووقته.
من جانبها، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن "الجندي قُتل برصاص قناص من حركة حماس"، من دون مزيد من التفاصيل. وبحسب معطيات الجيش الإسرائيلي، فإنه بذلك قُتل 914 عسكرياً منذ بداية الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023، بينهم 467 بالمعارك البرية في قطاع غزة التي بدأت في 27 من ذات الشهر. كما تفيد المعطيات بإصابة 6318 عسكرياً منذ بداية الحرب، بينهم 2956 بالمعارك.

 

ملحق سري: إسرائيل ستسمح للغزيين بالعودة
وفي ما يتعلق بتنفيذ الاتفاق، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة، بأن الملحق السري في الاتفاق على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لوقف إطلاق نار وتبادل أسرى، ينص على أن إسرائيل ستسمح للغزيين الذين غادروا القطاع بالعودة إليه عن طريق معبر رفح.
وتقضي بنود "الملحق الإنساني" للاتفاق بأن تدخل الأمم المتحدة ومؤسسات إغاثة دولية توافق إسرائيل عليها والقطاع الخاص 600 شاحنة مساعدات إلى القطاع يومياً، محملة بمواد غذائية ومعدات طبية ووقود وغاز للطهي، وفق الإذاعة.
وستكون حركة الشاحنات حرة من جنوب القطاع إلى شماله، من خلال شارعي صلاح الدين والرشيد⁠.
وأضافت الإذاعة أنه سيُسمح بخروج غزيين من قطاع غزة إلى مصر من خلال معبر رفح، بعد مصادقة إسرائيل⁠ وسيكون ذلك مشروطاً بتفتيش ورقابة بعثة للاتحاد الأوروبي، ولن تفرض قيود على الخارجين من غزة إلى مصر.
وتابعت الإذاعة أنه لأول مرة من 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، سيسمح بعودة سكان غزيين غادروا القطاع، من مصر إلى قطاع غزة. لكن عودة الغزيين ستتم بعد الاتفاق على آلية لتنفيذ ذلك بين إسرائيل ومصر، وبعدها يتم وضع معايير وعدد العائدين وباقي الإجراءات.
 

مسؤولون أمنيون يعارضون إبعاد الأسرى إلى قطاع غزة
وعلى صعيد متعلق بتبادل الأسرى، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن مسؤولين أمنيين اعترضوا على قرار الحكومة بإبعاد 250 أسيراً فلسطينياً محكومون بمؤبدات إلى قطاع غزة أو إلى دول أخرى، بعد الإفراج عنهم في إطار اتفاق وقف إطلاق نار وتبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
ووفقاً للصحيفة، أوصى المسؤولون بتحرير قسم من هؤلاء الأسرى إلى الضفة الغربية، "كي يكون تعقبهم واعتقالهم مجدداً سهلاً" إذا عادوا إلى نشاطهم.
وحول إبعاد أسرى إلى قطاع غزة، قال المسؤولون الأمنيون إنه لا يتوقع أن يبقى الجيش الإسرائيلي متواجداً داخل القطاع بشكل دائم في السنوات المقبلة، وبذلك سيكون بمقدور الأسرى المحررين، وبينهم قياديون في الفصائل، من ترميم قوة "حماس" وأن يكونوا جزءا من قيادة الحركة، وأشاروا إلى أن هذا حدث لدى الإفراج عن يحيى السنوار في صفقة شاليط، في العام 2011، وأصبح زعيم "حماس" في القطاع.
وبحسب المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، فإن إبعاد أسرى إلى دول أخرى، وذكروا أن قطر وتركيا بينها، سيمنح الأسرى حصانة من محاولات اغتيال إسرائيلية في المستقبل، حتى في حال عدم عودة هؤلاء الأسرى إلى نشاط مسلح أو عدم مساهمهم في تعزيز قيادة "حماس".
وأشارت الصحيفة إلى خلاف مشابه بين أجهزة الأمن والمستوى السياسي كان خلال صفقتي تبادل الأسرى السابقتين، في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 وكانون الثاني/يناير الماضي. وفي الصفقة الأخيرة اعتقل الجيش الإسرائيلي عدداً من الأسرى المحررين.
ويقبع في السجون الإسرائيلية 270 أسيراً فلسطينياً محكومون بمؤبدات، سيحرر 250 منهم بموجب الاتفاق الحالي.

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث