تضاربت المعلومات حول موافقة إسرائيل على إطلاق سراح الأسير مروان البرغوثي، ونقل "العربي الجديد" عن مصادر مشاركة في مفاوضات غزة، أن إسرائيل وافقت مبدئياً على إطلاق سراح مروان البرغوثي وأحمد سعدات وإبراهيم حامد وحسن سلامة، وذلك في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه بين إسرائيل وحركة و"حماس". لكن في وقتٍ لاحق، ذكر الموقع أن إسرائيل سحبت اسم البرغوثي ورفضت إطلاقه.
وتعليقاً على ما يجري التداول به، قال مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إن القيادي الأسير مروان البرغوثي لن يُفرج عنه ضمن صفقة التبادل.
وأكد المكتب في إحاطة إعلامية، أن مروان البرغوثي لن يكون ضمن قائمة الأسرى الذين سيُفرج عنهم في إطار صفقة التبادل.
وأضاف أن المسودة النهائية للاتفاق وُقّعت اليوم في مصر، وأن إسرائيل ستبقى متمركزة في نحو 53% من مساحة قطاع غزة بعد إتمام عملية الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى فصائل المقاومة.
وأشار "العربي الجديد" أن جهوداً قطرية تُبذل بدعم أميركي لإقناع إسرائيل بإعادة اسم البرغوثي إلى قائمة التبادل، في ظل تمسك "حماس" بموقفها، وسعي الوسطاء لتوسيع نطاق الصفقة لتشمل شخصيات من مختلف الفصائل الفلسطينية.
وكان الموقع نقل في وقت سابق اليوم، عن مصادر، أن قائمة الأسرى تضم الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، إضافة إلى القياديين في حركة حماس حسن سلامة وإبراهيم حامد. وأن "هناك معركة تفاوضية حوّل اسمَي القياديين في حماس عباس السيد وعبد الله البرغوثي المعروف بـِ (أمير الظل)، اللذين تتمسك السلطات الإسرائيلية برفض تضمين اسميهما في قوائم المحرّرين".
وكشفت المصادر أن المفاوضات الجارية بين الأطقم الفنية تشمل أيضاً عناصر النخبة في كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، الذين أسروا خلال يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لافتةً إلى أن الجانب الإسرائيلي يبدي تشدّداً كبيراً بشأن هذا الملف. ووفق أحد المصادر المشاركة في المفاوضات الجارية بشرم الشيخ، فإن قوائم الإفراجات الفلسطينية تضمّنت ثلاثمائة من أصحاب المؤبدات والمحكوميات العالية.
الجدول الزمني لتنفيذ الإتفاق
وفي وقت سابق، نشر "العربي الجديد" الجدول الزمني لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي جرى التوصل إليه فجر اليوم الخميس. ونقل عن مصادر مشاركة في المفاوضات الجارية بشرم الشيخ قوله، إن الجدول الزمني المحدد يشهد اليوم الخميس، الإعلان الرسمي عن الاتفاق، ومصادقة حكومة الاحتلال، ونشر قوائم الأسرى، وخريطة الانسحاب للمرحلة الأولى.
وأفاد الموقع نقلاً عن مصدر من حركة حماس مطلع على المفاوضات، أن غداً الجمعة سيشهد وفقاً للجدول، فتح باب الاعتراضات الشكلية في محكمة الاحتلال، وبدء الانسحاب الميداني من مساء اليوم الخميس وفق الخريطة، مشدداً على أن الجدول التنفيذي يشهد بعد غد السبت استمرار الانسحاب من المناطق المأهولة، ثم تبدأ المقاومة تجهيز الأسرى الأحياء، وتسليم جثامين الجنود القابلة للتسليم.
إجراءات يوم الأحد
وتتضمن إجراءات يوم الأحد، وفقاً للجدول، وصول ترامب إلى المنطقة، لمتابعة التنفيذ والإعلان عن وقف الحرب على غزة. ويعقب ذلك خلال يوم الاثنين المقبل تنفيذ عملية التبادل رسميًا بإشراف مصر وتركيا وقطر وأميركا. وفقاً للمصدر فإن الاحتلال سيطلق سراح الأسرى الفلسطينيين، ويسلّم عشرات جثامين المقاومين، بينهم عناصر من وحدات النخبة اعتباراً من الاثنين، على أن يفتح المعابر بالكامل، ويبدأ دخول 400 شاحنة مساعدات يوميًا ترتفع إلى 600 فأكثر خلال الأيام التالية. وشدد المصدر على أن انطلاق المفاوضات ستبدأ فورًا حول المرحلة الثانية من الاتفاق، لبحث استكمال الانسحاب، وضمان وقف دائم للعدوان.
وكان مصدر فلسطيني رفيع قد أفاد في وقت سابق اليوم لـ"العربي الجديد"، بأن الاتفاق، الذي أعلن عنه رسمياً الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يتضمن فتح خمسة معابر فوراً لعبور المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى غزة، مع إدخال تعديلات جوهرية على خريطة الانسحابات الإسرائيلية من القطاع. وأشار إلى أن الخريطة الجديدة تُجبر إسرائيل على انسحاب أوسع مما نصّت عليه خطة ترامب، التي استندت إليها المفاوضات في مراحلها الأولى، مضيفاً أن هذه التعديلات كانت من أبرز النقاط التي تمسك بها الوفد الفلسطيني.
وينصّ الاتفاق على تسليم 20 محتجزاً إسرائيلياً أحياء دفعةً واحدة ضمن المرحلة الأولى من التنفيذ، على أن تُستكمل عملية تبادل المحتجزين والجثامين تدريجياً، بالتوازي مع مراحل الانسحاب الإسرائيلي من القطاع. كما ستطلق إسرائيل سراح أكثر من ألفي أسير فلسطيني، هم 250 يقضون أحكاماً بالسجن مدى الحياة، و1700 اعتُقلوا منذ بدء الحرب قبل عامين. إضافة إلى عودة النازحين من جنوب القطاع إلى مدينة غزة (وسط)، وشمال القطاع فور بدء تنفيذ الاتفاق.
