كشفت مصادر متعددة، منها "العربي الجديد" و"الترا فلسطين"، عن تفاصيل وجداول تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي تم التوصل إليه فجر الخميس برعاية مصرية وبدعم أميركي مباشر ضمن المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب.
انسحاب جزئي خلال 24 ساعة
وبحسب ما نقلته "العربي الجديد" عن مصادر مشاركة في المفاوضات الجارية في شرم الشيخ، يشهد اليوم الخميس الإعلان الرسمي عن الاتفاق ومصادقة حكومة الاحتلال عليه بعد الظهر، إلى جانب نشر قوائم الأسرى وخريطة الانسحاب. ويبدأ الجيش الإسرائيلي انسحاباً جزئياً من القطاع خلال 24 ساعة من التوقيع، بينما يُتوقع أن تبدأ المقاومة تجهيز الأسرى الأحياء وتسليم جثامين الجنود القابلة للتسليم اعتباراً من السبت.
وأضافت المصادر أن الجمعة مخصصة لفتح باب الاعتراضات القانونية في محاكم الاحتلال، بينما الأحد سيشهد وصول الرئيس ترامب إلى المنطقة لمتابعة التنفيذ ميدانياً والإعلان الرسمي عن وقف الحرب على غزة. والاثنين المقبل، ستجري عملية تبادل الأسرى والجثامين رسمياً بإشراف مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة.
وبحسب المصدر نفسه، ستطلق إسرائيل سراح أكثر من ألفي أسير فلسطيني، بينهم 250 من أصحاب الأحكام المؤبدة و1700 معتقل منذ بدء الحرب في 2023، مقابل تسليم 20 محتجزاً إسرائيلياً أحياء دفعة واحدة ضمن المرحلة الأولى، على أن تُستكمل عمليات التبادل تدريجياً بالتوازي مع تقدم الانسحاب الإسرائيلي. كما سيُسمح بعودة النازحين إلى شمال ووسط القطاع فور بدء التنفيذ، وفتح خمسة معابر لإدخال المساعدات الإنسانية، مع دخول 400 شاحنة يومياً ترتفع إلى أكثر من 600 في الأيام التالية.
قوائم الأسرى
في المقابل، ذكرت "الترا فلسطين" أن الاتفاق ينص على أن يكون الانسحاب الإسرائيلي حتى "الخط الأصفر" وفق خطة ترامب، ما يُبقي جيش الاحتلال داخل مساحة تقارب 42 في المئة من أراضي قطاع غزة مؤقتاً، على أن يضغط الوسطاء لاحقاً من أجل انسحاب أوسع في المراحل اللاحقة.
وقدّمت حركة حماس قائمتين للإفراج عن الأسرى:
الأولى تشمل جميع المحكومين بالمؤبد والأحكام العالية، وبينهم مروان البرغوثي، عبد الله البرغوثي، أحمد سعدات، إبراهيم حامد، عباس السيد، وحسن سلامة.
أما الثانية فتضم 1700 أسير من غزة، بانتظار الرد الإسرائيلي عليها خلال اليوم.
كما تم الاتفاق على بروتوكول إنساني يقضي بإدخال المساعدات والخيام والكرفانات، بدء إعادة تأهيل البنية التحتية في المناطق المنسحب منها الاحتلال، إدخال معدات لتشغيل الكهرباء بإشراف قطري، استئناف الصيد البحري لمسافة 10 أميال، إقامة مدينة خيام مؤقتة في منطقة نتساريم وفتح معبر رفح في الاتجاهين لضمان حركة المدنيين.
كما يشمل الاتفاق تبادل المعلومات حول الأسرى والجثامين، مع طلب حماس إدخال أجهزة فحص DNA للتأكد من هوية الجثث في ظل اختلاطها داخل غزة.
أما الملفات الشائكة، مثل القوات الدولية، سلاح المقاومة، وإدارة القطاع بعد الحرب، فقد تم ترحيلها إلى الحوار الوطني العام الذي سيفتتح مباشرة بعد بدء تنفيذ المرحلة الأولى. وتعهد الوسطاء بإدخال تعديلات إضافية لاحقاً لتلبية مطالب الفصائل الفلسطينية وضمان وقف دائم للعدوان.
