شهد ريف محافظة القنيطرة، صباح اليوم الأربعاء، دخول ثلاث آليات تابعة للجيش الإسرائيلي إلى قرية الصمدانية الشرقية، وأقامت حاجزاً مؤقتاً في محيط خزان المياه المدمر، الواقع بين الصمدانية الشرقية ومزرعة العجرف، وقامت القوة المتمركزة في الموقع بتفتيش عدد من المارة والمنازل، قبل أن تنسحب بعد قرابة ثلاثين دقيقة من دون تسجيل أيّة حالات اعتقال، وفقاً لما أفاد به مراسل المدن جنوب سوريا.
وفي حادثة أخرى أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على نحوٍ مباشر على الشاب محمد محمود مكية من أبناء بلدة جباثا الخشب، أثناء قيامه بجمع الحطب في أحراش البلدة، وأكدت مصادر محلية أن الجنود الإسرائيليين المتمركزين قرب خط وقف إطلاق النار استهدفوه على نحوٍ مباشر، وهو ما أدى إلى إصابته في قدمه.
سلسلة انتهاكات
تأتي هذه الحادثة في إطار سلسلة من الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة، التي تنفذها قوات الاحتلال في مناطق متعددة من ريف القنيطرة، وتشمل هذه الاعتداءات عمليات إطلاق نار متكرر واقتلاع للأشجار الحراجية، ومنع الأهالي من الوصول إلى أراضيهم ومصادر رزقهم.
وكانت القوات الإسرائيلية قد أطلقت يوم أمس قنابل دخانية باتجاه عدد من المزارعين في القطاع الشمالي من القنيطرة قرب أحراش جباثا، وهو ما تسبب في منعهم من متابعة نشاطهم الزراعي وجمع الحطب، كما شهدت منطقة الشحار القريبة من بلدة جباثا الخشب خلال الأيام القليلة الماضية، عمليات تجريف واقتلاع لأعداد كبيرة من الأشجار في إطار توغلات متكررة للجيش الإسرائيلي في تلك المناطق.
6 آليات وطائرات استطلاع
وفي ريف القنيطرة الجنوبي توغلت قوات الاحتلال في بلدة المعلقة، حيث نصبت حاجزاً مؤقتاً عند المدخل الشمالي للبلدة، وأجرت عمليات تفتيش واسعة للمارة، قبل أن تنسحب بعد نحو ساعتين بست آليات عسكرية محملة بالجنود باتجاه الأراضي المحتلة في الجولان، وقد تزامن هذا التوغل مع تحليق مكثف لطائرات استطلاع مسيرة فوق بلدتي الرفيد والمعلقة.
يضاف إلى ذلك، أن القوات الإسرائيلية تواصل على نحوٍ شبه يومي، إطلاق نار كثيف خلال ساعات الليل من قاعدتها العسكرية في تل أحمر غربي بلدة كودنة، مستهدفةً الأراضي الزراعية في المنطقة، وهو ما يتسبب في حالة من القلق لدى السكان المحليين، ويعيق النشاط الزراعي على نحوٍ كبير.
وتعتبر الحكومة السورية هذه التحركات والاعتداءات، خرقاً صريحاً لاتفاق فض الاشتباك الموقع في العام 1974، وانتهاكاً للقانون الدولي، ولقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وقد دعت دمشق مراراً المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل، واتخاذ موقف واضح لوضع حد لهذه الممارسات العدوانية، التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها.
