قال وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني إنه لم يجري التوصل إلى أيّة خطوة عملية لتطبيق اتفاق 10 آذار/ مارس مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مؤكداً رفض بلاده للتقسيم بكافة أشكاله.
جاء كلام الشيباني خلال مؤتمر صحافي، اليوم الأربعاء، مع نظيره التركي هاكان فيدان في العاصمة التركية أنقرة.
رفض التقسيم
وقال الشيباني إن الدولة السورية تنطلق من حوارها مع "قسد" من مبدأ "دولة واحدة وجيش واحد وأرض واحد"، مؤكداً الرفض الحاسم لأيّ شكل من أشكال التقسيم.
وأكد أن "قسد" بطيئة باتخاذ الخطوات اللازمة من أجل تطبيق اتفاق 10 آذار/ مارس، موضحاً أنه حتى اليوم، "لم نصل إلى أيّة خطوة عملية" لتطبيقه، كما لفت إلى أن الحوارات مع "قسد" تأتي لتأكيد الالتزام بالاتفاق، وعلى وحدة سوريا.
وفي سياق آخر، دعا الوزير السوري المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على الأراضي السورية، وإلزامها التقيد باتفاق فض الاشتباك للعام 1974.
وأضاف أن سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، أنهى حقبة مظلمة استمرت لأكثر من 60 عاماً، "استشهد خلالها أكثر من مليون سوري، وبالرغم من هذه الحقبة، إلا أننا في شهور قليلة استطعنا بناء دولة المواطنة، وتشكيل دولة العدالة والتعددية".
وذكر أن سوريا عادت بثقلها ومكانتها التاريخية إلى مكانها بين دول العالم، مؤكداً الدور الكبير لتركيا ودعمها الواسع لسوريا خلال المرحلة الانتقالية.
الأمن القومي التركي
من جانبه، قال فيدان إن محاولات إسرائيل زعزعة استقرار سوريا بعملياتها الأحادية تمس الأمن القومي التركي، لافتاً إلى أن أنقرة تتابع الأحداث في السويداء عن كثب، والاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تمثل تصعيداً خطيراً.
وبخصوص اتفاق 10 آذار/ مارس، أكد أن الوقت قد حان لإخراج "قسد" من المعادلة، وإلزامها بالاتفاق، مؤكداً أن الأهم بالنسبة لبلاده أن تكون سوريا مستقرة، وألا يستفيد أيّ طرف من عدم استقرارها.
وقال إن انخراط الحكومة السورية على الصعيد الإقليمي والدولي يزداد يوماً بعد يوم، مشدداً على رفع كل العقوبات المفروضة على سوريا فوراً، في حين أكد أن الحكومة السورية لديها الإرادة القوية لمحاربة "داعش" بالتعاون مع المجتمع الدولي.
تأتي زيارة الشيباني إلى تركيا، بعد يوم واحد من اجتماعه والرئيس السوري أحمد الشرع، مع زعيم "قسد" مظلوم عبدي وعدد من الشخصيات في الإدارة الذاتية، لمتابعة تنفيذ اتفاق 10 آذار برعاية أميركية.
باراك ينفي الاتهامات
في غضون ذلك، قال المبعوث الأميركي إلى سوريا وسفير الولايات المتحدة في تركيا توم باراك، إن زيارته إلى الحسكة، كانت من أجل تسهيل تنفيذ اتفاق 10 آذار/ مارس بين الحكومة السورية و"قسد"، ومتابعته.
وأكد باراك في تغريدة على منصة "إكس"، إن الاتفاق يمثّل أهمية بالغة ليس فقط لاستقرار سوريا وأمنها؛ بل أيضاً للمصالح الاستراتيجية لكل من تركيا والولايات المتحدة.
وقال المبعوث الأميركي: "أجريتُ زيارتي للحسكة بشفافية تامة، وبروح تعزيز الاستقرار الإقليمي، وتنسيق مكافحة الإرهاب، ووصول المساعدات الإنسانية، وكلها أمور تخدم على نحوٍ مباشر المصالح الأمنية والاقتصادية لتركيا".
وأكد أن أيّ "تلميح إلى أن الزيارة تضمنت أنشطة تُقوّض المصالح الوطنية لتركيا أو وحدة أراضيها، هو أمر لا أساس له من الصحة على الإطلاق". وتابع: "أيّ اتهام بوجود خريطة لم أرها أبداً من قبل، في غرفة اجتماعات لم أكن فيها من قبل، يُقوّض مصالح تركيا، هو اتهامٌ سخيفٌ تمامًا".
وقال إن "مهمته كانت ولا تزال تتمحور حول تعزيز آليات التعاون التي تقلل من التهديدات العابرة للحدود، وتدعم الهدف الأوسع المتمثل في تحقيق السلام، وإعادة الإعمار في المنطقة".
