أطلقت السلطات السورية، اليوم الأربعاء، سراح 36 شخصاً من الدروز من أبناء محافظة السويداء، جرى احتجازهم خلال أحداث تموز/ يوليو الماضي، الدامية.
111 محتجزاً
وقالت مصادر محلية إن المحتجزين كانوا في سجن عدرا المركزي منذ حوالي ثلاثة أشهر، مشيرةً إلى أنهم ينتمون إلى أماكن متفرقة من المحافظة، وجرى احتجازهم خلال الأحداث الأخيرة.
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلنت وزارة الداخلية السورية إطلاق سراح 24 شخصاً، مشيرةً إلى أن هؤلاء كانوا محتجزين لدى أبناء عشائر البدو، وجرى إطلاق سراحهم بعد سلسلة من الاجتماعات التنسيقية بين عدد من أهالي المحافظة وبعض العشائر العربية.
وقالت شبكات إخبارية محلية إن السلطات السورية، "تعترف بوجود 111 مدنياً" في سجن عدرا المركزي بدمشق، وهذا ما يعني أن هناك نحو 50 آخرين ينتظرون قرار الإفراج عنهم.
في المقابل، لم تُعلن السلطات السورية عن إفراج الفصائل الدرزية عن أيّ موقوفين لديها، ممن جرى احتجازهم خلال أحداث تموز/ يوليو.
وكان قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء العميد حسام الطحان، قد أكد أن بعض الأطراف داخل مدينة السويداء، لاتزال تُعرقل تسليم المحتجزين لديها من أبناء العشائر العربية في المقابل.
وأكد أن الدولة السورية "ماضية في استكمال عملية التبادل على نحوٍ كامل وعادل، ولن تسمح بأيّ عراقيل تُعطّل الجهود الرامية إلى تثبيت الاستقرار، وتعزيز الثقة بين جميع مكونات المجتمع في المحافظة".
خريطة طريق
وشهدت السويداء في تموز/ يوليو الماضي، مواجهات دامية بين الدروز وعشائر البدو من المحافظة، تدخلت على إثرها القوات الحكومية لتكون قوات "فض اشتباك"، قبل أن تدخل إسرائيل على خط المواجهات، وتقصف القوات السورية ومراكز حساسة للدولة بينها محيط القصر الرئاسي، قبل أن يُعلن عن وقف إطلاق النار برعاية الولايات المتحدة.
ووقع على إثر المواجهات، أكثر من ألف و500 قتيل، معظمهم من المدنيين، سقطوا جراء انتهاكات ارتكبتها جميع الأطراف بما في ذلك القوات الحكومية السورية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، في حين تبادلت الأطراف احتجاز المقاتلين والمدنيين خلال المعارك.
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلن وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني عن خريطة طريق لحل أزمة السويداء على نحوٍ تدريجي، تتضمن دخول لجنة التحقيق الدولية للمحافظة، والإفراج عن جميع المحتجزين، ذلك عقب اجتماع ثلاثي في دمشق، مع المبعوث الأميركي إلى سوريا توم بارك ووزير الخارجية الاردنية أيمن الصفدي.
