اعتبرت مصادر أمنية إسرائيلية، اليوم الأربعاء، أنه يوجد احتمال كبير لحدوث تقدم في المفاوضات الجارية في شرم الشيخ حول خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لوقف الحرب على غزة وتبادل أسرى، وأنه من الجائز التوصل إلى اتفاق في الأيام القريبة المقبلة.
وقالت المصادر إن الأميركيين ملتزمون مثلما لم يلتزموا من قبل أبداً، بالتوصل إلى صفقة قريباً، وأن ترامب ضالع في المفاوضات على نحوٍ مكثف، وفق ما نقل عنها موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني.
ويدرس ترامب الاستجابة لدعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، له للمشاركة في التوقيع على الاتفاق، إذا جرى التوصل إليه، وفي مراسم أخرى مرتبطة بالاتفاق.
ضغوط أخرى
ووفق الصحيفة، فإن الالتزام الأميركي ينضم إلى ضغوط تمارسها قطر وتركيا ومصر على حركة "حماس"، وأن ضلوع تركيا في المفاوضات هو أمر هام بسبب العلاقة المتينة بين ترامب والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، معتبرةً أن الرئيس التركي لا يريد أن يظهر كمن لم ينجح في تحقيق نجاح لمصلحة صديقه الأميركي.
وتابعت الصحيفة أن علامة الاستفهام حالياً تتعلق بخريطة انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، بعد أن تحفظت حماس من خطوط الانسحاب التي رسمتها الإدارة الأميركية، وتطالب بتعهد بانسحاب إسرائيلي كامل، ويُتوقع بهذا الخصوص أن تكون هناك محادثات بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
ونقلت شبكة "سي أن أن" عن مصدر إسرائيلي مطلع قوله، إن المفاوضات تركز على المكان الذي ستنسحب إليه القوات الإسرائيلية في غزة، والجدول الزمني لإطلاق سراح الرهائن وقائمة السجناء الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم.
تقدم كبير
وقال وزير الخارجية التركية هاكان فيدان، اليوم الأربعاء، إن المفاوضات الرامية إلى وقف الحرب في غزة أحرزت "تقدماً كبيراً" وإنه سيُعلن وقف إطلاق النار في حال التوصل إلى نتيجة إيجابية.
وأضاف فيدان أن المحادثات في مصر، التي تشارك فيها أنقرة، تركز على ضمان وقف إطلاق النار، وتبادل الرهائن والسجناء، والسماح بدخول المزيد من المساعدات، وتنسيق جدول زمني لانسحاب القوات الإسرائيلية.
زحمة وفود
واليوم الأربعاء، دخلت المفاوضات يومها الثالث وأخذت زخماً أكبر، بعد وصول وفود تركية ومصرية وقطرية وأميركية، ومشاركتها من أجل الدفع نحو التوصل لإنهاء الحرب.
ووصل وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، الذي يرأس الفريق المفاوض إلى القاعة الرئيسة للمشاركة في الاجتماعات الموسعة للمفاوضات.
وضمت الجلسة الموسعة رئيس المخابرات العامة المصرية حسن رشاد، ورئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس المخابرات التركية إبراهيم قالن، والمبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، وأشار تقرير مصري إلى أن "الأجواء إيجابية".
ومن المقرر أن ينضم في وقت لاحق وفدين قياديين من الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية إلى شرم الشيخ، للمشاركة في المفاوضات غير المباشرة.
وقال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، طاهر النونو، اليوم، إن الأجواء الحالية للمفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل في يومها الثالث تسودها روح التفاؤل، وأن حركة حماس قدمت الإيجابية والمسؤولية اللازمة لإحراز التقدم وإتمام الاتفاق.
وأشار إلى أن المفاوضات التي تجري بمشاركة جميع الأطراف والوسطاء، تركزت في نقاشاتها حول آليات تنفيذ وقف الحرب، وانسحاب قوات الاحتلال على نحوٍ كامل من قطاع غزة.
