أكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بأن بلاده لن تسمح بانزلاق سوريا مجدداً نحو عدم الاستقرار، فيما شدد على أن الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة، ليست دفاعاً مشروعاً عن النفس بل إبادة جماعية وإرهاب ممنهج.
دمج "قسد"
وقال أردوغان للصحافين على متن الطائرة العائدة به من أذربيجان، إن على قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أن تفي بوعودها وأن تكمل الاندماج مع الدولة السورية، مشيراً أن التحرك بروح التاريخ والمستقبل المشترك، كفيل بحلّ كثير من القضايا العالقة.
واعتبر أن "من يتجه ببوصلته نحو أنقرة ودمشق هو من سيربح في النهاية"، مشدداً على أن صبر تركيا "لا يجب أن يُفسَّر على أنه ضعف".
وأوضح أردوغان أن التحالف بين الأتراك والأكراد والعرب، يشكّل مفتاح السلام الدائم والاستقرار في المنطقة، مؤكداً ضرورة تجنّب الاستفزازات وعدم الانجرار وراء الطموحات الخاطئة.
كما أكد أن الحكومة السورية أظهرت حساسية ومسؤولية عالية خلال التوتر الأخير في مدينة حلب، وأن المطلوب من "قسد" هو الالتزام باتفاق 10 آذار/مارس.
وحدة سوريا
وشدد الرئيس التركي على أن وحدة الأراضي السورية بالنسبة إلى تركيا، "أمر غير قابل للمساومة"، مؤكداً أن أنقرة لا يمكن أن تقبل بأي تصرفات تتعارض مع هذا المبدأ، وأن الرئيس السوري أحمد الشرع وإدارته يتشاركون هذا الموقف.
وجدد اردوغان التأكيد على وقوف تركيا إلى جانب الشعب السوري في مختلف الظروف، وكذلك التزام بلاده بالحفاظ على استقرار المنطقة ووحدة سوريا.
وقف النار بغزة
وفي الشأن الفلسطيني، أكد الرئيس التركي أن أولوية تركيا تتمثل في تحقيق وقف إطلاق نار عاجل وشامل في قطاع غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين بأقرب وقت، مضيفاً أن "هجمات إسرائيل داست على القانون، وسُجِّلت في التاريخ كوصمة عار، وهي ليست دفاعاً مشروعاً عن النفس بل إبادة جماعية وإرهاب ممنهج".
وقال إن أنقرة ستواصل السعي لإنهاء الصراع الإسرائيلي– الفلسطيني على أساس حل الدولتين، مشدداً على أهمية أن تبقى غزة أرضاً للشعب الفلسطيني، وأن يحكمها الفلسطينيون في نهاية المطاف، حسبما نقلت وكالة "الأناضول".
خطة ترامب
وعن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة، أكد أردوغان أن كافة الفلسطينيين يعرفون أن تركيا تحمي وتصون مصالح فلسطين. وأضاف "ندافع عن حقوق المظلومين في غزة وإخواننا في باقي أنحاء فلسطين وكأننا ندافع عن أنفسنا، ونبذل جهوداً منذ سنوات من أجل وقف نزيف الدم في غزة وضمان أمن المظلومين هناك".
وأكد أن أنقرة كانت على اتصال دائم مع حركة "حماس" خلال هذه المرحلة، ولا تزال على تواصل الآن معها، لافتاً إلى أن وفداً تركياً موجود حالياً في مدينة شرم الشيخ المصرية، للمشاركة بالمفاوضات غير المباشرة بين "حماس" وإسرائيل لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، بناء على خطة ترامب.
وتابع أردوغان: "أوضحنا لترامب كيفية التوصل إلى حل في فلسطين، سواء أثناء زيارتنا للولايات المتحدة أو في اتصالنا الهاتفي الأخير"، لافتاً إلى أن ترامب طلب من تركيا الاجتماع مع "حماس" وإقناعها بخطته. وأكد أن "حماس" أبلغت تركيا في ردها على خطة ترامب بأنها مستعدة للسلام والتفاوض، معتبرا ذلك "خطوة مهمة للغاية".
وعن أسطول الصمود العالمي، أكد أن أنقرة تابعته عن كثب بواسطة طائرات مسيرة وسفن تركية، منذ لحظة انطلاقه، بواسطة الصور التي وفرتها مسيرات "أقينجي" التركية، حول مواقع وتطورات مسيرة سفن الأسطول.
