ينضم، غداً الأربعاء، مسؤولون رفيعون إلى مفاوضات شرم الشيخ حول وقف الحرب في غزة وتبادل الأسرى، بينهم رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي أكدت الخارجية القطرية مشاركته، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ورئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم قالن، في خطوة تهدف إلى تسريع المباحثات.
حماس تطلب ضمانات
ويأتي ذلك، في الوقت الذي قال فيه القيادي في حماس خليل الحية: "جئنا بهدف مباشر لإنهاء الحرب وتبادل الأسرى والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين"، مشدداً في الوقت نفسه، على أن "حماس تريد ضمانات من (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب والدول الراعية لوقف الحرب في غزة".
من جهته، نقل "التلفزيون العربي"، مساء اليوم الثلاثاء، عن مصادر بأن "حماس" طلبت ضمانات واضحة بشأن استكمال تنفيذ بنود الاتفاق بعد انتهاء المرحلة الأولى، وتمسكت بأن تقدم إسرائيل جدولاً زمنياً محدداً للانسحاب الكامل من قطاع غزة، مشيرة إلى أن وفدين أحدهما قطري والآخر تركي وصلا إلى شرم الشيخ للمشاركة في المفاوضات خلال الساعات المقبلة.
أثناء ذلك، كشفت مصادر لقناة القاهرة الإخبارية الرسمية، اليوم الثلاثاء، أن مصر بدأت مناقشة قوائم الأسرى الفلسطينيين المزمع الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية. وقالت المصادر إن القوائم التي تطالب حركة حماس بالإفراج عنها تتضمن أسماء بارزة من قيادات الفصائل الفلسطينية، بينها مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وحسن سلامة، وعباس السيد، إلى جانب آخرين من الأسرى الذين تمسّك الوفد الفلسطيني بإدراجهم ضمن الصفقة.
الاتصالات لم تُختتم
من جهته، قال مسؤول إسرائيلي رفيع في إحاطة لوسائل الإعلام العبرية، إن "الاتصالات لم تُختتم بعد اليوم، وستستمر المفاوضات في الساعات القريبة"، عشية وصول وفد أميركي رفيع للمشاركة في المحادثات، وذكرت التقارير أن مفاوضات اليوم الثاني "ركزت على دراسة خرائط الانسحاب الإسرائيلي من غزة خلال المرحلة الأولى".
في المقابل، نقلت "القناة 13" العبرية عن مصدر إسرائيلي مطّلع على سير المفاوضات في مصر، وهو من الطاقم المهني وليس السياسي، بأن جلسات اليوم الثاني من المحادثات قد اختُتمت، في حين تستمر مشاورات جانبية بين الوفود المشاركة.
وقال المصدر إن "هناك أجواء تفاؤل بنهاية اليوم الثاني من المحادثات، مع إمكانية حقيقية للتوصل إلى تفاهمات"، مشيراً إلى أن "بعض القضايا لا تزال بحاجة إلى تسوية، لكن الاتجاه العام حتى الآن إيجابي".
ترامب يعقد اجتماعاً لبحث تقدم المفاوضات
وفي واشنطن، عقد ترامب اجتماعاً مع فريقه للأمن القومي لبحث تقدم المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى وإنهاء الحرب في غزة، وفق ما نقل موقع "أكسيوس". وحضر الاجتماع كل من نائبه جي. دي. فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ورئيسة طاقم البيت الأبيض سوزي ويلز.
وذكرت المصادر أن الاجتماع جاء قبيل مغادرة المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وصهر ترامب، جاريد كوشنر، متوجهين إلى مصر للمشاركة في المفاوضات، في خطوة تهدف إلى "تسريع التوصل إلى اتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة"، وفق "أكسيوس".
وعقب الاجتماع، قال ترامب خلال لقائه رئيس الوزراء الكندي إن إدارته "منخرطة في مفاوضات جادة للغاية بشأن غزة"، مشدداً على أن "هناك فرصة حقيقية لتحقيق إنجاز في المحادثات الجارية، وجميع دول العالم تدعمنا من أجل ذلك".
وأضاف ترامب أن "فريقنا موجود حالياً في المنطقة من أجل صفقة غزة، وهناك فريق آخر غادر للتو متجهًا إلى الشرق الأوسط لدعم المحادثات"، مشيراً إلى أنه يرى في التطورات الراهنة "فرصة سلام تتجاوز غزة لتشمل الشرق الأوسط بأسره"، على حد تعبيره.
توقعات بتسارع المحادثات
من جهتها، قالت هيئة البث العام الإسرائيلية "كان 11" إنه من المنتظر أن تشهد مفاوضات شرم الشيخ تسارعاً في وتيرتها مع وصول ويتكوف وكوشنر، اللذين أوفدهما ترامب لدفع المفاوضات نحو "اختراق حقيقي".
ولفتت إلى أن "جلسات غير مباشرة جديدة ستُعقد الليلة بين إسرائيل وحماس، يتركز جدول أعمالها على خرائط الانسحاب والفيتو (الإسرائيلي) على بعض أسماء الأسرى (الفلسطينيين) المطروحين للإفراج".
استمرار الخلافات الجوهرية
وأفادت "القناة 12" ، مساء الثلاثاء، بأن جولة المفاوضات الثانية في شرم الشيخ ستستمر حتى ساعات الليل، مشيرة إلى أن الجانب الإسرائيلي "يتعامل بحذر" مع مؤشرات التفاؤل، في ظل "استمرار خلافات جوهرية حول مطالب حركة حماس".
وذكرت القناة أن المفاوضات ما زالت "تتركز في هذه المرحلة على عرض مواقف الطرفين"، وأنه بالرغم من وجود "ديناميكية إيجابية في المحادثات"، فإن "الفجوات لا تزال كبيرة، ولا يمكن الحديث بعد عن اتفاق وشيك".
ولفتت إلى هناك "مخاوف في إسرائيل من أن تستغل حماس موافقة مبدئية إسرائيلية لتشديد مواقفها ورفع سقف مطالبها"، ولذلك فإن "التفويض الممنوح للفريق الإسرائيلي يقتصر على مناقشة الملفات المحددة فقط، جدول ووتيرة تبادل الأسرى، وخرائط الانسحاب التي ما تزال موضع خلاف".
وقال التقرير إن فشل الطرفين في التوصل إلى اتفاق خلال الساعات المقبلة قد يدفع الإدارة الأميركية إلى "طرح مقترح تسوية نهائي، بصيغة خذها أو اتركها"، مشيراً إلى أن واشنطن "لا تعتزم السماح بإطالة أمد المفاوضات، وتصرّ على إنهائها خلال الأيام القليلة المقبلة".
نتنياهو يتعهد بتحقيق أهداف الحرب
وتعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في كلمة وجهها الثلاثاء، في الذكرى الثانية لهجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تحقيق جميع أهداف الحرب في غزة، بدءاً بضمان الإفراج عن جميع الرهائن لدى حركة حماس.
وقال في بيان صادر عن مكتبه: "نعيش أياما مصيرية وحاسمة، وسنواصل العمل لتحقيق جميع أهداف الحرب: إعادة جميع المخطوفين، والقضاء على حكم حماس، وضمان ألا يشكّل قطاع غزة تهديدا لإسرائيل مرة أخرى".
