نقل موقع "العربي الجديد" عن مصدر مطلع على سير المفاوضات الجارية في مصر بشأن غزة، قوله إن غرفة العمليات المركزية المشكّلة في شرم الشيخ برئاسة مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، تعمل على مدار الساعة بالتنسيق مع الجانب القطري، لتذليل أي عقبات قد تعترض طريق التوصل إلى اتفاق، مشيراً إلى أن المفاوضات تشهد زخماً متزايداً مع انضمام الوفود الفنية والسياسية تباعاً.
حماس تبدي مرونة
وفي انتظار وصول المبعوث المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس دونالد ترامب ترامب؛ جاريد كوشنر إلى شرم الشيخ غداً الأربعاء، بحسب ما أعلن وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي اليوم، أكد المصدر أن حركة حماس أبدت مرونة كبيرة في التعامل مع الخطة المطروحة، لكنها في الوقت ذاته تتمسك بعدد من المطالب المحدّدة والمنطقية، موضحاً أن على رأس تلك المطالب وقف إطلاق نار كامل وانسحاب إسرائيلي من مناطق داخل القطاع، لتمكينها من المضي قدماً في ملف تبادل الأسرى.
وتابع المصدر قائلاً إن الأجواء داخل شرم الشيخ، سواء على المستوى الرسمي أو الإعلامي، توحي بأن هناك فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق مبدئي خلال الأسبوع الجاري، لا سيّما بشأن بعض التفاصيل الفنية المتعلقة بالمرحلة الأولى من الخطة، التي تشمل التهدئة وتبادل الأسرى وفتح الممرات الإنسانية بإشراف الأمم المتحدة. وأضاف أن مشاركة ويتكوف وكوشنر تمثل دفعة سياسية مهمة للمفاوضات، وتدل على رغبة واشنطن في الدفع نحو تسوية تضمن الأمن والاستقرار، وتفتح الطريق أمام بدء المرحلة الثانية من خطة "السلام المتدرج" التي تتبناها الإدارة الأميركية الحالية بالتعاون مع القاهرة والدوحة.
ولفت إلى أن هناك تكتماً شديداً من جميع الأطراف المشاركة في مفاوضات شرم الشيخ بشأن تفاصيل المناقشات، وما يجري التوصل إليه داخل اللِّجان الفنية والسياسية، إذ تفرض القاهرة أجواءً من السرية حرصاً على نجاح العملية التفاوضية وعدم تسريب أيِّ معلومات قد تعرقل مسارها. لكنه أوضح أن المؤشرات العامة المقبلة من الاجتماعات والمداولات الجانبية توحي بأن المفاوضات تسير بإيجابية ملحوظة، وأن الأطراف المشاركة باتت أقرب من أي وقت مضى إلى صيغة تفاهم مبدئية يمكن أن تشكل أساساً لاتفاق شامل خلال الفترة المقبلة.
الجولة الأولى انتهت بلا غقرار للتفاصيل
من جهته، كشف مصدر في حركة حماس لـ"العربي الجديد"، أن الجولة الأولى من المفاوضات لم تنتهِ إلى إقرار أي تفاصيل نهائية بشأن بنود خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاصة بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة وإنهاء الحرب في غزة، مشيراً إلى أن الوفد المفاوض للحركة ركّز خلال هذه الجولة على استكشاف النيّات الإسرائيلية ومدى الجدية في الالتزام بأي تفاهمات يجري التوصل إليها.
وقال قيادي بارز في الحركة مطَّلع على مجريات الحوار إن وفد الحركة تمسّك بضرورة أن تكون عملية إطلاق الأسرى والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة في مسار واحد لا يتجزأ، مع إلحاق كلمة "الكامل" بالانسحاب الإسرائيلي في نصوص الاتفاق، لضمان وضوح الالتزامات والجدول الزمني.
وأضاف أن وفد حماس أكد خلال الجلسات مجموعةً من المبادئ الأساسية، أهمها رفض التعاطي مع خريطة مراحل الانسحاب الإسرائيلي المعلنة ضمن خطة ترامب، والتي تبقي على الوجود العسكري الإسرائيلي في عدد من النقاط داخل القطاع، منها تلة الشجاعية ومحور فيلادلفيا، كما أكد الوفد أن إنهاء الحرب وإدخال المساعدات وفتح جميع المعابر يجب أن تُدرج ضمن اتفاق شامل واحد لا يخضع للتجزئة أو التدرج الزمني.
محادثات إيجابية
وكانت وكالة "فرانس برس" نقلت في وقت سابق اليوم عن مصدرين مطلعين، أن "المباحثات كانت إيجابية الليلة الماضية (الإثنين) واستمرت أول جولة لأربع ساعات"، مشيرةً إلى أنه "جرت مناقشة خريطة طريق المباحثات والآليات"، وقالا إنّ النقاط التي تبحث هي: "تبادل الأسرى ويشمل الآليات لتسليم الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات، وفي مقابلهم الأسرى الفلسطينيين بينهم كبار وقادة الأسرى، وخرائط الانسحاب الإسرائيلي وإدخال المساعدات مع بدء وقف النار، وتسليم إدارة القطاع للجنة كفاءات مستقلة فلسطينية".
وقال أحد المصادر إنّ حماس "أكدت للوسطاء ضرورة وقف تحليق الطيران الحربي والاستطلاعي ووقف القصف كلياً وسحب القوات الإسرائيلية من داخل المدن للإسراع في الوصول للمجموعات الآسرة وتسليم الأسرى". وأضاف أن حماس أبلغت الوسطاء مجدّداً أنها جاهزة للاتفاق الشامل، "في حال كان الاحتلال مستعداً للاتفاق مع توفر ضمانات أميركية ودولية"، لكنه أوضح أن المفاوضات "ستكون صعبة حول التفاصيل".
