قالت مصادر سورية- أميركية لـ"المدن"، إن الإدارة الأميركية عازمة على الانتهاء سريعاً من الملفات السورية "الإشكالية"، وذلك بعد المضي قدماً في خطة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة.
وأوضحت المصادر أن واشنطن تعتقد أنه بعد وقف الحرب على غزة، يجب التركيز على الملف السوري بشكل أكبر، والانتهاء من الملفات العالقة مثل ملف اندماج "قسد"، والسويداء، وذلك بهدف توفير المناخ المناسب لاستقرار المنطقة عموماً.
وأشارت إلى اجتماع المبعوث الأميركي توماس باراك، بقائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في الحسكة، أمس الإثنين، موضحة أن هدف اللقاء الدفع نحو تطبيق تفاهم 10 آذار/مارس الماضي بين دمشق و"قسد"، الذي ينص على دمج الأخيرة بكل مؤسساتها في الدولة السورية.
وقد أنتجت زيارة باراك إلى الحسكة، لقاء اليوم الثلاثاء، جمع الرئيس أحمد الشرع بمظلوم عبدي، في دمشق، بحضور المبعوث الأميركي.
عقبة حرب غزة
ويؤكد هشام نشواتي، مؤسس منظمة "سوريا طريق الحرية" في الولايات المتحدة، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مهتم شخصياً باستقرار المنطقة، وتحقيق السلام فيها، حتى يستحق لقب "رئيس السلام".
ويقول نشواتي لـ"المدن"، إن "الحرب على غزة، كانت عقبة أمام إحراز أي تقدم في ملف السلام بالمنطقة، خصوصاً السلام مع لبنان وسوريا، ومن المعلوم أن الأخيرة باتت أكثر استعداداً بعد تغيير السلطة فيها إلى التوصل إلى تفاهمات مع إسرائيل".
المفتاح وقف حرب غزة
وطبقاً لنشواتي، فإن هناك قناعة سائدة في أروقة صنع القرار الأميركي، بأن وقف الحرب في غزة، سيكون مفتاحاً للبدء بملفات التفاوض بين سوريا وإسرائيل، ولن يتحقق ذلك قبل الانتهاء من كل الملفات التي تؤزم العلاقة بين الجانبين، مثل السويداء.
ويشير مؤسس "سوريا طريق الحرية"، إلى أن المهمة الأميركية في سوريا ستعتمد على نقطتي اتفاق آذار/مارس و"خريطة طريق السويداء"، لبدء مسار الحل في سوريا، وقال: "النية في واشنطن الآن هو دفع هذه الملفات، بعد نجاح خطة ترامب لوقف الحرب في غزة".
تمهيد للاتفاق مع إسرائيل
على النسق ذاته، يقول الكاتب والمحلل السياسي باسل المعراوي، إن ما يهم واشنطن هو إسرائيل، والتسريبات أفادت بأن ملف السويداء هو الذي عرقل توقيع الاتفاق الأمني بين دمشق والاحتلال، الذي كان مقررا في زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى نيويورك.
ويضيف المعراوي لـ"المدن"، "في سوريا ستضغط الولايات المتحدة للوصول لاتفاق أمني بين الحكومة وإسرائيل، وهو ليس بالأمر العسير، كما أن الضغوط على قسد ستتكثف لتسليم مناطق الرقة وديرالزور للحكومة والدخول بمفاوضات على الحسكة، بشرط أن لا تستمر طويلاً".
وهنا يربط المعراوي بين ما سبق وبين زيارة المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك الحسكة، واجتماعه بمظلوم عبدي، ويقول: "الأمور باتت واضحة، ذهب باراك ليقول لعبدي إن المماطلة لم تعد مجدية، وأن القرار في واشنطن هو دعم دمشق وسيادتها على كامل أراضيها".
وكان باراك قد قال بعد اجتماعه بعبدي، إن "رؤية واشنطن تتمثل في إعطاء سوريا فرصة من خلال دعم الجهود الرامية إلى السماح للسوريين بالاتحاد معاً، في جهد متجدد من أجل السلام والتعاون والازدهار".
في المقابل، يشير المستشار السابق في وزارة الخارجية الأميركية حازم الغبرا، في حديث لـ"المدن"، إلى وجود دبلوماسيين أميركيين مختصين بالملف السوري، ويقول: "باعتقادي توم بارك لا علاقة لعمله بملف غزة، ما يعني أن ملف سوريا ليس له صلة بغزة أميركياً".
