اشتباكات حلب كانت الأعنف.. هل نفسّت حالة الاحتقان السائدة؟

حلب - خالد الخطيبالثلاثاء 2025/10/07
حلب الأشرفية
طرق الدخول والخروج من حيي الأشرفية والشيخ مقصود لا تزال مقطوعة (انترنت)
حجم الخط
مشاركة عبر

يتواصل نزوح المدنيين من أحياء الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب، رغم توقف المعارك والقصف المتبادل بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والجيش السوري، وقد تمكنت قوات الجيش من الاحتفاظ بمواقع متقدمة على خطوط التماس، وأعادت فتح الطرق الرئيسية التي تربط الريف الشمالي بمدينة حلب، وفي مقدمتها طريق حلب – غازي عنتاب الحيوي.

وبرغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه اليوم بين الجانبين، والتطمينات القادمة من دمشق التي تشهد اجتماعات بين الحكومة السورية وقيادة "قسد"، لا تزال مخاوف السكان قائمة من احتمال تجدد الاشتباكات، في ظل حالة من الترقب والتوتر الحذر تسود المنطقة المحيطة والتي تشهد حركة محدودة للمشاة والمركبات. وتشير مصادر متابعة إلى أن الدخول إلى مناطق "قسد" ما يزال ممنوعاً، بينما يسمح بالخروج منها.

 

تلويح بالقوة

بدأت الاشتباكات الأخيرة على خلفية خلافات ميدانية بين الجيش السوري و"قسد" حول نقاط السيطرة في أطراف حي الشيخ مقصود المرتفع مقارنة بباقي الأحياء المحيطة، وهو ما يؤمن للقوات المتمركزة داخله إشرافاً مباشراً على طرق رئيسية داخل المدينة. وتكررت خلال الأشهر الماضية حالات الخطف والقنص واستهداف المارة والسيارات من قبل "قسد" التي اعتادت على تنفيذ عمليات إعادة انتشار مفاجئة تقوم خلالها بالتقدم والانسحاب، والسيطرة المؤقتة على بعض المواقع وإقامة بعض "الحواجز الطيارة".

وترى مصادر متابعة أن ما جرى ليس حدثاً عابراً، بل يعكس حالة احتقان كامنة بين الطرفين في المناطق ذات السيطرة المتداخلة في القسم الشمالي من مدينة حلب. وترجح المصادر بأن المعركة القصيرة التي شنها الجيش السوري هي محاولة للضغط على "قسد" التي تنصلت من الاتفاق بحلب، ولامتصاص غضب الشارع الذي يطالب بإخراجها من المدينة>

وتشير المصادر لـ"المدن"، إلى أن المعركة المحدودة كانت فرصة للجيش لضرب مواقع عسكرية ومخازن أسلحة وأنفاق تم رصدها مسبقاً، فهذه المرة الأولى منذ سقوط النظام السابق أواخر العام الماضي، التي تندلع فيها اشتباكات عنيفة وقصف بالمدفعية والهاون بين الطرفين، ويبدو أن الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار قد ينهار في أي لحظة إذا ما عادت "قسد" لاستفزازاتها.

وسبق أن شهدت الجبهات بين الجيش السوري و"قسد" تصعيداً مشابهاً في ريف حلب الجنوبي الشرقي، وتحديداً على أطراف مدينة دير حافر الواقعة على طريق الرقة- حلب، حيث دفع الجيش بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى المنطقة، ونوع من تكتيكاته في المواجهات هناك بعدما أدخل سرايا مختصة بالطائرات المسيرة للحد من تحركات مجموعات "قسد" التي استخدمت السلاح ذاته لضرب دفاعات الجيش ونقاط تمركزه، وهو ما تسبب بوقوع خسائر كبيرة خلال الفترة الماضية.

 

جر الجيش للمعركة

وقال مدير مديرية الإعلام في حلب عبد الكريم ليله، إن "قسد" تستغل حرص الدولة السورية على أمن وسلامة الأحياء الواقعة تحت سيطرتها في المدينة، لتواصل استفزازاتها وتعدياتها، ولتماطل في تنفيذ بنود الاتفاق الذي تعثر بسبب تعنتها، وعدم استكمال تنفيذ كامل البنود، والتي تنص على سيطرة الدولة الكاملة ودخول المؤسسات الحكومية إلى الأحياء المذكورة.

وأضاف ليله لـ"المدن"، أن "قسد تحاول جر الجيش إلى الحرب لخلط الأوراق والتنصل من التزاماتها، وما حصل من اشتباكات جاء بعد تنفيذ قوى الأمن والجيش انتشاراً أمنياً اعتيادياً على أطراف أحياء الأشرفية والشيخ مقصود بهدف وقف الانتهاكات التي تقوم بها قسد ضد المدنيين". وأشار إلى أن الإجراءات الأمنية والعسكرية التي تم اتخاذها في حلب، أزعجت "قسد" وقابلتها بتصعيد الاستفزازات والتعديات، وعملت على تحريض السكان في مناطق سيطرتها ضد الدولة السورية، ودفعتهم للتجمع بالقرب من الحواجز الأمنية لقوى الأمن الداخلي وترديد شعارات انفصالية، تسيء للدولة السورية.

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث