حذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية من أن "الخطة الشاملة لإنهاء النزاع في غزة" التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 29 أيلول/سبتمبر 2025، لا يمكن أن تحل محل الخطوات الفورية التي يتعين على الحكومات اتخاذها لحماية المدنيين ودعم العدالة في الأراضي الفلسطينية.
وقالت المنظمة في تقرير صدر الاثنين، إن الخطة الأميركية المؤلفة من 20 بنداً "لا تتناول بشكل مباشر قضايا حقوق الإنسان أو المساءلة عن الجرائم الخطيرة التي ارتُكبت منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023"، مشددة على ضرورة "اتخاذ إجراءات عاجلة تشمل فرض حظر على الأسلحة، وفرض عقوبات محددة الأهداف، ودعم المحكمة الجنائية الدولية، وفقاً للالتزامات القانونية الدولية"، بغضّ النظر عن تنفيذ خطة ترامب من عدمه.
وقال مدير قسم الأراضي المحتلة وفلسطين في المنظمة، عمر شاكر، إن "العامين الماضيين شهدا سلسلة لا تنتهي من الفظائع ضد المدنيين دون أي تهدئة أو عدالة"، مضيفاً: "على الحكومات ألا تنتظر اعتماد خطة ترامب أو أي خطة سلام أخرى للتحرك لمنع المزيد من الأذى بحق من هم الأكثر عرضة للخطر."
وأضاف شاكر أن "تفاقم القمع على الأرض بعد عقود من (عمليات السلام) كان يجب أن يوضح فشل الاكتفاء بالخطط السياسية لمعالجة الانتهاكات الجسيمة"، داعياً الحكومات إلى "اتخاذ إجراءات ملموسة على وجه السرعة لحماية أكثر من مليوني فلسطيني في غزة والرهائن الإسرائيليين المحتجزين هناك".
وأكدت "هيومن رايتس ووتش" أن "الجرائم الفظيعة التي ارتكبت في الاحتلال الإسرائيلي وفلسطين على مدى العامين الماضيين أوقعت خسائر فادحة في صفوف المدنيين"، مشيرة إلى أن "آلاف الأشخاص قتلوا أو شوهوا أو جوعوا أو هجروا قسراً أو احتجزوا رهائن أو اعتقلوا تعسفياً، بينما سويت مدن وأحياء بالأرض ودمرت مجتمعات بأكملها”.
وأوضحت المنظمة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل عشرات آلاف الفلسطينيين في غزة، معظمهم من المدنيين، "بما في ذلك إبادة عائلات بأكملها، وقتل ما يعادل صفاً دراسياً كاملاً من الأطفال يومياً"، مضيفة أن العمليات العسكرية "حولت معظم القطاع إلى أنقاض ودمرت أحياء ومدناً بأكملها، وألحقت أضراراً جسيمة بالبنية التحتية المدنية، بما فيها المستشفيات والمدارس والمنازل”.
الأونروا تواصل تقديم المساعدات
من جهتها، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل للاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، اليوم الإثنين، إنها تواصل تقديم المساعدات المنقذة للحياة والخدمات الأساسية لنحو مليوني فلسطيني يعانون من الحرب والمجاعة.
جاء ذلك في تقرير صدر عن "الأونروا"، حول عملها في الأراضي الفلسطينية خلال الفترة الممتدة بين كانون الثاني/ يناير 2025 وحتى الإثنين.
وأضافت الوكالة الأممية في تقريرها "تظل الأونروا أكبر مزود للرعاية الصحية الأولية وسط المجاعة في مدينة غزة والظروف غير الإنسانية بجميع أنحاء القطاع".
وأوضحت أن أكثر من ألف موظف صحي تابع "للأونروا" يعملون على تشغيل 6 عيادات و20 نقطة طبية، في أنحاء القطاع المختلفة.
وبينت "الأونروا"، أن طواقمها أفادت خلال أيلول/ سبتمبر الماضي بوجود أكثر من 94 ألف نازح فلسطيني في 60 مركز للإيواء يتبع لإدارتها.
ونقلت الوكالة الأممية، عن أحد موظفيها قوله "نحن نعمل في ظروف كارثية، نبذل كل ما بوسعنا لتقديم الخدمات للمحتاجين".
وتواصل "الأونروا" هذه الخدمات رغم الأزمة المالية الحادة التي تعاني منها، وحذرت مرارا من تداعياتها في ظل التدهور الشديد بالأوضاع الإنسانية للاجئ قطاع غزة.
وجددت "الأونروا" تأكيدها على امتلاكها ما يكفي من المواد الغذائية في مستودعاتها بالأردن ومصر، لتزويد جميع فلسطينيي غزة لمدة تصل إلى 3 أشهر، تحت وطأة المجاعة الناجمة عن إغلاق إسرائيل المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية.
وتواصل إسرائيل إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة، وتمنع دخول أية مواد غذائية أو أدوية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
20 ألف طفل
وأمس الأحد، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الأحد، أن الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 20 ألف طفل، خلال حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على قطاع غزة، منذ نحو سنتين.
وقال الإعلامي الحكومي بغزة في بيان، إن "عدد الأطفال الشهداء تجاوز 20 ألفاً، وصل منهم إلى المستشفيات أكثر من 19 ألفاً و450 طفلاً، فيما بلغ عدد الشهيدات من النساء أكثر من 12 ألفاً و500، وصل منهن للمستشفيات نحو 10 آلاف و160".
وذكر المكتب الحكومي، أن إجمالي الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفيات، منذ بدء الحرب، بلغ 67 ألفاً و139 شخصاً.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي "أحدث دماراً شاملاً في نحو 90 بالمئة من مناطق القطاع، وسيطر بالاجتياح والنار والتهجير على أكثر من 80 بالمئة من مساحة غزة، مستخدما أكثر من 200 ألف طن من المتفجرات منذ بدء عدوانه".
وأشار البيان إلى أن 1670 من أفراد الطواقم الطبية، و140 من عناصر الدفاع المدني، و254 صحافيا، قد استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي، إضافة إلى 12 ألف حالة إجهاض بين الحوامل بسبب نقص الغذاء والرعاية الصحية.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي استهدف القطاع الصحي بشكل ممنهج، إذ قصف أو دمر 38 مستشفى و96 مركزا للرعاية الصحية وأخرجها عن الخدمة، إلى جانب تدمير أو استهداف 197 سيارة إسعاف.
كما ذكر البيان أن الاحتلال الإسرائيلي دمر 835 مسجداً بشكل كلي و180 جزئياً، واستهدف 3 كنائس أكثر من مرة، ودمر 40 مقبرة من أصل 60، فيما سرق أكثر من 2450 جثمانا من الأموات والشهداء.
وفي ما يتعلق بالبنية التحتية والمساكن، قال المكتب الحكومي، إن الجيش الإسرائيلي دمر نحو 268 ألف وحدة سكنية تدميرا كليا، و148 ألفا بشكل بليغ (أصبحت غير صالحة للسكن)، و153 ألفاً بشكل جزئي، ما أدى إلى تشريد أكثر من 288 ألف أسرة فلسطينية.
