سوريا: هيكلة القوى الجوية بالضباط المنشقين.. أي دور لتركيا؟

محمد كساحالاثنين 2025/10/06
GettyImages-170154431.jpg
جود كبير للضباط المنشقين في الكلية الجوية السورية (إنترنت)
حجم الخط
مشاركة عبر

اكتملت عمليات إعادة هيكلة القوى الجوية السورية المنشأة حديثاً، وتمكن طيارو الجيش السوري من تشغيل الطيران المروحي بكامل طواقمه، كما تدخل صناعة المسيرات الحربية التي تشكل العمود الفقري حالياً للقوى الجوية طوراً جديداً في ظل تعاون مثمر مع تركيا وبعض الدول الإقليمية، وفقاً لما علمته "المدن" من مصادر عسكرية وأخرى متابعة. 

 

تحول كبير

وأهم ما يمكن تسجيله خلال عملية رصد هيكلة القوى الجوية هو اعتمادها الكامل على الضباط المنشقين عن النظام السابق، في تحول يُسجل للسلطة الجديدة حول تعاملها مع ملف الضباط المنشقين الذي طالما أثار الجدل والنقاش في أوقات سابقة.

مصدر من القوى الجوية وهو ضابط طيار فضل عدم الكشف عن اسمه كونه غير مخول بالتصريح الرسمي قال لـ"المدن" إن القوى الجوية تعتمد بشكل رئيسي على الطيارين المنشقين سواء في عملية الهيكلة أو تشغيل سلاح الجو أو إجراء تدريبات للكوادر. ولفت المصدر إلى أن وجود الضباط المنشقين كبير جداً في الكلية الجوية، مؤكداً أن هيئة أركان القوى الجوية وإداراتها جميعها من الطيارين المنشقين. 

هذه المعلومات، يؤكدها الباحث الأمني والعسكري رشيد حوراني الذي تحدث عن دور كبير للضباط المنشقين في هيكلة القوى الجوية، موضحاً أن "الضباط تمكنوا من تشغيل الطيران المروحي بسهولة نظراً لتوفر المعدات والمروحيات، بينما تعرض الطيران الحربي للتدمير الكامل من قبل إسرائيل"، كاشفاً أنه "يتم التواصل مع روسيا لتعمير وصيانة المتبقي، والتنسيق أيضاً مع تركيا لتطوير وتفعيل هذا السلاح".

 

مطارات مدمَّرة

أما فيما يخص تأهيل المطارات العسكرية، فباستثناء المعلومات المعلنة مؤخراً عن تحويل مطار المزة العسكري إلى مطار مدني، تغيب أي معلومات دقيقة حول خطط وزارة الدفاع لتأهيل وترميم وتشغيل بقية المطارات العسكرية.

 وفي هذا السياق، يرى حوراني أن المطارات العسكرية "سيف ذو حدين، إذ أن توفرها يعتبر بنى تحتية للقوى الجوية، لكن انكشافها على إسرائيل يشكل تهديداً لها ما لم يتم التوصل لاتفاق أمني".

عملية الانكشاف أدت خلال الأشهر الماضية إلى خروج المطارات العسكرية عن الخدمة، وتكشف وسائل الإعلام الإسرائيلية عن ضرباتها الكارثية لعدد من المطارات وتدميرها بالكامل، منها مطار الـ"تي 4" الذي كان يضم 54 حظيرة وثلاثة مدارج، وقاعدة الشعيرات الجوية وهي القاعدة الجوية الرئيسية لطائرات "سوخوي سو 22" المقاتلة، وتحتوي على 40 حظيرة خرسانية ومدرجين وأنظمة دفاع جوي من طراز "سام-6"، ومطار الضبعة العسكري وكان يحتوي على 16 حظيرة ومدرج رئيسي واحد. 

 

دور تركي ملموس

إلى ذلك، يبدو دور تركيا ملموساً في دفع المؤسسة العسكرية الوليدة ومن بينها القوى الجوية نحو الهيكلة والتدريب والتسليح. وعلمت "المدن" من مصدر عامل بوزارة الدفاع أن تركيا تساهم في قطاع الطيران المسير سواء من خلال الإشراف على بعض عمليات التصنيع المحلي أو التزويد ببعض المعدات واللوازم أو تدريب الكوادر.

وأكد المصدر أن تركيا عرضت مؤخراً تدريب القوى الجوية على طائرة "بيرقدار" الشهيرة، لكن هذا العرض قوبل بعراقيل أبرزها احتياج كل طائرة إلى عشرات الكوادر العسكرية لتشغيلها، تصل وفقاً للمصدر إلى 60 شخصاً للطائرة الواحدة.

من جانبه، أفاد المصدر العامل في القوى الجوية بتطور تقنيات تصنيع المسيرات الحربية، مع وجود تنوع في هذه المسيرات بين "شاهين" التي تم استخدامها في عملية "ردع العدوان"، وأنواع أخرى من المسيرات مثل طيران الاستطلاع والمسيرات الهجومية والانتحارية وغيرها من المسيرات، لافتاً إلى أن التصنيع يتم بجهود محلية لكن مع وجود دور تركي في الدفع بهذه الصناعة التي يتفوق فيها الأتراك.

وفي هذا الصدد، يلمس الباحث في الشأن السوري محمد السعيد الدور الواضح لتركيا في التسليح والمساهمة في إعادة هيكلة القطاع الأمني والعسكري السوري بعد سقوط نظام الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024، ويوضح في حديث لـ"المدن" أن العلاقة بين أنقرة ودمشق "لم تعد محصورة بالتفاهمات الميدانية التي عرفناها في شمال سوريا خلال السنوات السابقة، بل انتقلت إلى مستوى رسمي ومؤسساتي، وقد تجلّى ذلك في توقيع مذكرة تفاهم عسكرية بين وزارتي الدفاع التركية والسورية في آب/أغسطس الماضي، نصّت على التدريب، التسليح، والدعم اللوجستي والاستشاري، تلاها بدء برامج تدريبية بالفعل داخل تركيا". 

ويرى السعيد أن مشاركة وفد من وزارة الدفاع السورية في معرض "IDEF 2025" للصناعات الدفاعية بإسطنبول "أظهرت انفتاح دمشق على التسليح التركي ورغبتها في تنويع مصادر السلاح بعد عقود من الارتهان لموسكو". 

 

 

 

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث