أعلن وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا، أن بلاده ستتقدم بشكوى أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل على خلفية أحداث أسطول الصمود العالمي، الذي تعرض لهجوم في المياه الدولية أثناء إبحاره نحو غزة لكسر الحصار.
فيما قالت إسرائيل، اليوم الاثنين، إنه جرى ترحيل 171 من ناشطي الأسطول إلى كل من اليونان وسلوفاكيا، وأشارت إلى أن من بينهم ناشطة المناخ جريتا تونبري. وأفادت وزارة الخارجية الإسرائيلية، بأن 138 ناشطاً آخرين من الأسطول، لا يزالون رهن الاعتقال لدى السلطات.
وقال مارلاسكا إن "أي اعتداء على أشخاص في المياه الدولية يعد حرماناً من الحرية وفق القانون المحلي والدولي"، مؤكداً أن مدريد تتخذ خطوة استباقية لضمان حقوق مواطنيها.
ووصل إلى العاصمة مدريد أمس الأحد، 29 ناشطاً من المشاركين في الأسطول، بينهم نواب في البرلمان الإسباني، بعدما احتجزتهم القوات الإسرائيلية عدة أيام. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بعض الناشطين، أنهم تعرضوا لـ"إساءة معاملة جسدية ونفسية" خلال احتجازهم. وقال الناشط الإسباني رافائيل بوريغو للصحافيين: "ضربونا وجرونا على الأرض، وعصبوا أعيننا وقيدوا أقدامنا وأيدينا. تكررت الإيذاءات الجسدية والنفسية طوال هذه الأيام".
ضمانات واحتجاجات
من جانبه، صرح وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، لإذاعة كتالونيا، بأنه من المتوقع إطلاق سراح 28 ناشطاً إسبانياً ما زالوا محتجزين في إسرائيل، وعودتهم إلى مدريد اليوم الاثنين. وأكد ألباريس في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الإسباني، أن الحكومة تتابع يومياً أوضاع المحتجزين للتأكد من حصولهم على الطعام والماء والرعاية الصحية، مشيراً إلى أن مدريد أبلغت تل أبيب رسمياً بأن بعض هؤلاء المعتقلين يتمتعون بضمانات وحصانات برلمانية رفيعة المستوى.
شهادات أمام القضاء
صحيفة هآرتس الإسرائيلية نشرت وثائق تؤكد أن عدداً كبيراً من نشطاء الأسطول أبلغوا القضاة بأنهم تعرضوا للعنف والشتائم من قبل الشرطة. وأضافت الصحيفة أن المعتقلين حرموا من حقهم في استشارة محامين، كما مُنع عنهم الماء في مراكز الاحتجاز.
ووفق مصادر حقوقية، استولت السلطات الإسرائيلية منذ مساء الأربعاء الماضي على 42 سفينة تابعة لأسطول الصمود العالمي أثناء إبحارها في المياه الدولية، واعتقلت مئات الناشطين الدوليين واقتادتهم إلى سجن كتسيعوت في صحراء النقب. ومن هناك، بدأت السلطات الجمعة الماضية بترحيل المعتقلين إلى بلدانهم تباعاً.
ويعد أسطول الصمود العالمي أكبر تحرك بحري دولي في السنوات الأخيرة لكسر الحصار المفروض على غزة. وتثير التطورات الأخيرة موجة إدانات أوروبية ودولية متزايدة، وسط مطالب بفتح تحقيق قضائي دولي لمحاسبة إسرائيل على ما اعتُبر انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.
