أكد وزير الخارجية التركية هاكان فيدان أن انتخابات مجلس الشعب السوري تمثّل خطوة هامة في مأسسة النظام الجديد في سوريا، لافتاً إلى أن إسرائيل تؤدي "دور مخرب" في البلاد.
مرحلة مفصلية
وقال فيدان إن تحديد المجلس الذي سيستمر لأربع سنوات، يشكل مرحلة مفصلية في تطور النظام السياسي، لافتاً إلى أن هناك عملاً متواصلاً داخل سوريا في مجالات الاقتصاد والطاقة وتطوير البنية التحتية، وذلك ضمن رؤيةٍ أوسع لإرساء نظام إداري واقتصادي مستقر.
وشدد الوزير التركي على ضرورة القضاء على العناصر التي تشكّل تهديداً لوحدة سوريا، خصوصاً خطر التقسيم، وكذلك ضرورة أن تعلن "وحدات حماية الشعب" موقفها بوضوح، وأن تتوصل إلى اتفاق مع دمشق.
كما أكد على أهمية حل "قضية الدروز" في الجنوب بطريقة إيجابية تحفظ وحدة الأراضي السورية.
تأجيج التوتر
وقال فيدان إن إسرائيل تؤدي دور "مخرب" يسعى إلى تأجيج التوتر داخل سوريا، مؤكداً أن بلاده لا يمكنها القبول بأي مبادرات أو ترتيبات تمس وحدة الدولة السورية، مشيراً حاجة المنطقة إلى سوريا موحدة يسودها التضامن الوطني.
وأضاف أن دول المنطقة، وفي مقدمتها السعودية، تواصل تعاونها الجاد وتقدم مساهمات مستمرة في سوريا، داعياً في الوقت نفسه إلى رفع العقوبات الأميركية عن دمشق.
كما دعا الوزير التركي دول الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ خطوات إضافية لإزالة العوائق أمام التمويل والاستثمار، لافتاً إلى أن عودة اللاجئين تسهم بوضوح في تنمية الاقتصاد السوري.
تحرك دبلوماسي
وأكد فيدان أن الوضع الراهن يمثل "السيناريو الأخطر" الذي يتطلب تحركاً دبلوماسياً سريعاً لتفادي تفاقمه، مؤكداً أن الجهود التركية مستمرة لمنع وقوع ضررٍ أكبر، ومشدداً على أنّ غياب الاستقرار سيُفقد سوريا فرص الاستثمار والعودة الآمنة للاجئين.
وشدد على أن القيادة السورية الحالية قوية وتمتلك شرعية دولية واسعة، مشيراً أن زعيماً سورياً تمكن للمرة الأولى منذ أكثر من خمسين عاماً من مخاطبة المجتمع الدولي عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، في خطوةٍ وصفها بأنها "غاية في الأهمية"، في إشارة للرئيس السوري أحمد الشرع.
وقال فيدان إن وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني سيزور تركيا يوم الأربعاء المقبل، موضحاً أن اللقاءات بين الجانبين ستستمر ضمن جهود بناء الاستقرار وتعزيز التواصل الدبلوماسي.
وأعرب عن تفاؤل بلاده بمستقبل سوريا، لكنه لفت إلى أن المخاطر القائمة ليست مستعصيةً على الحل، وأن تركيا ستواصل استخدام أدواتها السياسية والإقليمية لتعزيز الاستقرار في المنطقة، باعتباره الركيزة الأساسية في سياستها الخارجية.
وفي وقت سابق، قال فيدان إن تركيا مستعدة لاتخاذ ما يلزم لحماية أمنها القومي، وإن هدفها ألا يشعر أي مجتمع بمن فيهم الأكراد السوريين بأنهم مهددون، وأن يعيشوا بحرية ومساواة، لافتاً إلى أن أنقرة تتابع مسار المفاوضات بين "قسد" والإدارة السورية في دمشق.
.
