صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة اعتداءاته، ووسع عملياته في قطاع غزة، مرتكباً مجازر جديدة ذهب ضحيتها 51 شهيداً، بينهم 21 في مدينة غزة وحدها، منذ فجر اليوم الجمعة، في حين أعلن جيش الاحتلال اليوم، أنه بدأ عمليات تمهيدية ومراحل أولية لهجوم على مدينة غزة ضمن مخطط لاحتلالها، وأنه يعمل حالياً بقوة كبيرة على مشارف المدينة. وفي هذا السياق، ذكرت تقارير محلية أن مناطق في مدينة غزة تتعرض لقصف شديد.
وقبل ذلك، أعلن الاحتلال أنه اعتباراً من الساعة العاشرة من صباح اليوم الجمعة، لن تسري ما سماها "الهدنة التكتيكية المحلية" في مدينة غزة، واصفاً إياها بأنها "منطقة قتال خطرة".
51 شهيداً منذ الفجر
وأسفرت الاعتداءات عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، وأفادت مستشفيات القطاع بارتقاء 51 شهيداً على الأقل منذ فجر اليوم، بينهم عائلات كاملة من دير البلح والبريج وتل الهوى ومواصي خانيونس، إضافة إلى شهداء في قصف استهدف خيمة نازحين بمنطقة السودانية شمالي القطاع. في حين أفادت وزارة الصحة في غزة، في تقريرها الإحصائي اليومي، أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الـ24 الماضية، 59 شهيداً و224 إصابة، بينهم شهيدان جرى انتشالهما من تحت الركام.
وفي موازاة ذلك، ارتفعت حصيلة ضحايا التجويع وسوء التغذية إلى 322 شهيداً، بينهم 121 طفلاً، بعد تسجيل خمس وفيات جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بينهم طفلان.
ووفق الوزارة، ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إلى 63 ألفاً و25 شهيداً و159 ألفاً و490 إصابة، مع بقاء أعداد من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، في ظل عجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم. وأشارت الوزارة إلى أن حصيلة الضحايا منذ استئناف الحرب في 18 آذار/ مارس الماضي، بلغت 11 ألفاً و178 شهيداً و47 ألفاً 449 إصابة.
غوتيريش يحذّر من "توسيع العمليات"
في غضون ذلك، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من "عواقب مدمرة" لقرار إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية في مدينة غزة، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تعني "مرحلة جديدة وخطيرة" ستجبر مئات الآلاف من المدنيين على النزوح مجدداً. ولفت إلى أن المدنيين، وبينهم صحافيون وعاملون في القطاع الصحي، يُقتلون تحت أنظار العالم، مشدداً على أن الأوضاع الإنسانية بلغت مستوى الكارثة.
رفض أوروبي
من جهتهم، عبّر وزراء خارجية دول أيسلندا وإيرلندا ولوكسمبورغ والنرويج وسلوفينيا وإسبانيا، في بيان مشترك، عن رفضهم إعلان إسرائيل إقامة وجود دائم لها في غزة، ونددوا بالهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وفق ما أوردت وكالة "رويترز" اليوم.
إنسانياً، يستعد ناشطون للإبحار يوم الأحد المقبل، للإبحار من إسبانيا إلى غزة على متن عشرات القوارب التي تحمل مساعدات، ودعوا الحكومات إلى الضغط على إسرائيل للسماح لأسطولهم، وهو الأكبر حتى الآن، بالمرور برغم الحصار البحري.
ومن المقرر أن ينطلق مئات النشطاء من 44 دولة، ومن بينهم الناشطة السويدية غريتا تونبري، والسياسية اليسارية البرتغالية ماريانا مورتغوا، من عدة موانئ إلى غزة ضمن "أسطول الصمود العالمي".
