newsأسرار المدن

ما توقيتُ هدنة غزة المحتملة؟

أدهم مناصرةالأحد 2025/07/06
دبابات اسرائيلية غزة (Getty).jpg
5 فرق عسكرية إسرائيلية تواصل نشاطها في قطاع غزة (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر

قدّرت مصادر سياسية لـ"المدن" أن رفض إسرائيل لتعديلات طلبتها حركة "حماس" على مقترح الوسطاء لوقف إطلاق النار في غزة، لن يشكل انتكاسة فعلية للجهود الرامية إلى إبرام اتفاق هدنة لشهرين.

وعززت المصادر تقديرها، بأن "الكابينت" الإسرائيلي قرر إرسال الوفد التفاوضي إلى الدوحة الأحد؛ لجسر الخلافات المتبقية بشأن المقترح، مؤكدة أن المهم هو إرسال الوفد الإسرائيلي الذي سيحاول التعديل على "تعديلات حماس"، لكن دون أن يؤدي ذلك إلى عرقلة المفاوضات والاتفاق المنشود. وتوقعت مصادر "المدن" أن يعلن البيت الأبيض عن الاتفاق يوم الثلاثاء، أي بعد اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن الاثنين، على أن يكون تنفيذ الاتفاق خلال أسبوع، ما لم يحصل أي طارئ أو انتكاسة.

وفسرت تحليلات إسرائيلية بأن بيان مكتب نتنياهو الذي اعتبر تعديلات "حماس" غير مقبولة بموازاة إرسال وفده التفاوضي إلى الدوحة، مؤشر على أن الفجوات مع "حماس" ليست كبيرة جداً، ويُمكن التفاهم بشأنها، ما دفعه إلى إرسال وفده في نهاية المطاف. لكن السؤال يتمحور حول ما إذا كان الوفد الإسرائيلي مقيّداً أم لديه صلاحيات تفاوضية واسعة.

 

مواضيع التفاوض

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ"المدن"، إن المفاوضات ستتناول إجراءات الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين، إضافة إلى مسألة خرائط انسحاب الجيش الإسرائيلي، حيث تطالب "حماس" بأن يتم الانسحاب إلى نفس النقاط التي تواجدت فيها القوات الإسرائيلية حتى 2 آذار/مارس 2025، أي قبل استئناف الحرب. كما ستبحث مفاوضات الدوحة المساعدات، إذ تشدد الحركة على أن يكون البروتوكول الإنساني وفق اتفاق الهدنة السابق، وأن يتم إدخال معدات ثقيلة لإخراج المفقودين والشهداء من تحت أنقاض المباني المدمرة.

وأما المسألة الأخرى، فإن "حماس" تطالب باعتبار الاتفاق المرتقب جزءاً من الاتفاق السابق، أي استمراراً له؛ منعاً لأي محاولات للإغراق بمفاوضات جديدة وطويلة.

لكن النقاط سالفة الذكر تبدو محفوفة بالتحديات، فمثلاً تصر إسرائيل على البقاء في محور "موراج" الذي أقامته بين رفح وخانيونس في الأشهر الأخيرة، ما يثير استفهامات بشأن سبل معالجة الأمر.

 

التنفيذ.. مطلع الأسبوع المقبل؟

بدوره، قال مصدر من "حماس" لـ"المدن" إنه في حال سارت الأمور على ما يُرام، فإن الاتفاق يُتوقع دخوله حيز التنفيذ مطلع الأسبوع المقبل على أبعد تقدير.

وأشار المصدر إلى أن المفاوضات يجب أن لا تأخذ أكثر من يومين إلى ثلاثة، أي ليست بحاجة إلى وقت طويل، لأن القضايا شبه ناضجة، كما أن اجتماع نتنياهو وترامب يجب أن يتمخض عنه شيء، مبيناً أنه لو توفرت الإرادة، فإنه يمكن إنجاز المفاوضات سريعاً بخصوص الأمور الفنية والتنفيذية للهدنة.
لكن المصدر أوضح أن الإشكالية تكمن في أن إجراءات مصادقة "الكابينت" والحكومة الإسرائيلية ستأخذ وقتاً، مبيناً أن "المهم" أن لا يكون قرار إسرائيلي بالإفشال، وأن لا تكون الإيجابية الإسرائيلية متزامنة فقط مع زيارة نتنياهو إلى واشنطن، ثم التسبب بانهيار الاتفاق بعد ذلك.

 

غموض.. للمناورة وإدارة الحرب!
بجميع الأحوال، تُجمع معطيات سياسية على أن هدنة الشهرين تبدو قريبة وحتمية، رغم التحديات القائمة؛ وذلك لاعتبارات سياسية وعسكرية، لكن الصعوبة في ما بعد ذلك، فلا يوجد أفق لتوقف الحرب نهائياً، حيث ستُبقي إسرائيل على نيرانها، حتى لو تغير شكل الحرب. وهذا ما يُستشف من إبلاغ نتنياهو للوزيرين الإسرائيليين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، بأن الحرب لن تنتهي قبل تجريد "حماس" من سلاحها.

ويحاول نتنياهو الإبقاء على بعض الغموض في اتفاق الهدنة، للمحافظة على المناورة وإدارة الحرب، بينما تقول تقارير عبرية إن ترمب يسعى إلى إنهاء الصراع بطرق عدة.
ونوهت هيئة البث العبرية بأن نتنياهو طلب من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، بإعداد خطة لإخراج سكان القطاع، لكن الهيئة الإسرائيلية ذكرت أنه لا يُعرف إن كان الأمر مجرد ضغط نفسي على "حماس" في مفاوضات الساعة الحالية.

كما أكدت وسائل إعلام عبرية أنه بالرغم من الجهود لإبرام الاتفاق، إلا أن واشنطن وتل أبيب ماضيتان في خطة دفع الغزيّين إلى الخروج من القطاع، بدعوى أن هناك دولاً "مستعدة لاستيعاب أعداداً منهم على أراضيها".

 

العملية العسكرية تتوسع أيضاً

ميدانياً، تواصل 5 فرق عسكرية إسرائيلية نشاطها في قطاع غزة، وخصوصاً شمالاً، وقالت إذاعة "مكان" العبرية إن العملية العسكرية مستمرة وتتوسع، لكن قيادة الجيش تقول إنها مستعدة لتنفيذ أي قرار يتخذه المستوى السياسي، سواء باستمرار المعركة أو الاتفاق.

ونقل المراسل العسكري لـ"مكان" عن مصادر عسكرية، بأنه من السابق لأوانه الحديث عن وقف القتال بغزة، وأن القوات تعمل على أساس استكمال السيطرة الكاملة على خانيونس، بموازاة جهود لتوسيع وترسيخ السيطرة على شمال القطاع، حيث وصلت دبابات إسرائيلية إلى بعض المناطق بمدينة غزة، وسط تهديدات بعملية تستهدف مخيمات وسط القطاع حال فشل إبرام الهدنة.

والحال أن تكثيف العملية الإسرائيلية في القطاع رغم المفاوضات، يهدف إلى 3 أمور: أولاً استغلال الأيام المتبقية قبل سريان الهدنة المحتملة، لاستنفاد أكبر قدر من مهام التدمير والاغتيال.

وثانياً لكونها عمليات تهدف إلى تهيئة لوجستية لمهمات التوغل اللاحقة عند استئناف الحرب في أي لحظة. وثالثاً، سعي إسرائيل إلى إعاقة أي إمكانية لاستثمار "حماس" الهدنة من أجل إعادة بناء قدراتها العسكرية والسلطوية.

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث