ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "متمسك بمطلبه بإبعاد حماس عن الحكم في غزة ونزع السلاح في القطاع، بموجب الأهداف الأصلية للحرب بأن غزة لن تشكل تهديداً على إسرائيل".
ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من البيت الأبيض قوله إنه "بالرغم من أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب معني جداً بإنهاء الحرب في غزة، فإنه متمسك أيضاً بموقفه الأصلي الذي بموجبه حماس لن تكون جزءاً من الحكم في غزة بعد الحرب، وأن يتم إخلاء القطاع كي يعاد إعماره“.
تنازلات نتنياهو
وقالت مصادر إسرائيلية، وصفتها الصحيفة بأنها مطلعة على المحادثات التي ستجري في الدوحة، إن نتنياهو ليّن موقفه حيال عدة مؤشرات مقابل حماس، بادعاء أن هدفه التوصل إلى صفقة تبادل أسرى. لكن نتنياهو يعتبر، حسب المصادر، أنه في حال لا تتنازل حماس عن الحكم في غزة لصالح هيئة أخرى تحكم القطاع ولا تنزع سلاحها، "فإن الحرب ستُستأنف في نهاية وقف إطلاق النار".
ولا تزال إسرائيل ترفض إنهاء الحرب على غزة. فقد نقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي قوله إنه "مثلما عادت إسرائيل إلى الحرب بعد صفقة المخطوفين الأولى في العام 2023، وفي الصفقة الثانية في العام 2025، هكذا سيكون في هذه الحالة أيضاً. ومطالب إسرائيل كانت وستبقى بأن تكون غزة منزوعة السلاح وإبعاد حماس عن الحكم".
تهجير أهل غزة
وأضافت الصحيفة أن "إسرائيل والولايات المتحدة تواصلان من وراء الكواليس دفع خطة الهجرة من غزة". وادعى "مصدر مطلع" أن ثلاث دول عبرت عن "موافقة مبدئية على استيعاب أعداد كبيرة من سكان القطاع، وثلاث دول أخرى تدرس ذلك بجدية، لكن عملية كهذه يمكن أن تنضج بعد إنهاء الحرب فقط".
وأضاف المصدر نفسه أن "الأمر نفسه ينطبق على إعادة إعمار غزة، بموجب رؤية ترامب. وبعد أن تنتهي الحرب فقط، ويغادر الكثير من السكان إلى دول أخرى، سيتجند المجتمع الدولي لإعادة إعمار غزة".
ولفت المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أنه في إحاطات صحافية من وراء الكواليس "يلوح مقربون من نتنياهو بإمكانية تصعيد الضغط العسكري، كأنه سيؤدي إلى تليين موقف حماس في المفاوضات".
استعراض قوة
لكن هرئيل أكد أنه "من الناحية الفعلية، هذا سيكون استعراض قوة فارغ آخر، وثمة شك إذا كان سيؤثر على شروط الصفقة. إلا أنه من شأن ذلك أن يؤدي إلى موت جنود آخرين ومئات المواطنين الفلسطينيين غير الضلعين (في القتال)، في حرب لم يعد بالإمكان إيجاد أي مبرر لتمديدها بدون هدف".
في غضون ذلك، أعلن مكتب نتنياهو، أمس، أن تحفظات حماس من مقترح وقف إطلاق النار وتبادل أسرى ليس مقبولاً على إسرائيل.
وأشار هرئيل إلى أن تمديد تنفيذ مقترح الصفقة إلى دفعات ومراحل تبادل أسرى جاء بسبب إصرار إسرائيلي فقط، وأن "نتنياهو ينثر في الطريق ألغاماً ربما ستحبط الصفقة في نهاية المطاف، لكن على الأقل هو يلمح إلى شركائه في الائتلاف من اليمين المتطرف أن الإمكانيات لا تزال مفتوحة".
