newsأسرار المدن

نتنياهو إلى واشنطن: صفقة في غزة تمهيداً لمسار إقليمي شامل

المدن - عرب وعالمالسبت 2025/07/05
لقاء ترامب نتنياهو (Getty).jpg
ترامب يضغط لإتمام صفقة غزة ويدعم نتنياهو سياسياً وعسكرياً
حجم الخط
مشاركة عبر

يصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء غد الأحد إلى واشنطن، في زيارة هي الثالثة له إلى الولايات المتحدة خلال ستة أشهر. لكن هذه المرة، "يبدو الأمر مختلفاً"، وفق ما أوردته صحيفة "معاريف". فالزيارة ليست مجرد جولة استعراضية أو إعلان عن وحدة الحلفاء بل تقف خلفها، "خطة أميركية محكمة التنظيم، ورئيس أميركي حازم، وضغط من جميع الجهات لم نشهد له مثيلاً منذ زمن طويل".

تقول الصحيفة إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في نسخته الرئاسية الحالية "العدوانية، الحازمة، والعفوية"، هو من يملي وتيرة الأمور بقلة صبر واضحة. ومع أن الإطار العام للصفقة المقترحة لا يختلف كثيراً عن سابقاتها، مع تغييرات طفيفة وغير جوهرية، إلا أن السياق مختلف تماماً. وعلى هذه الخلفية، يصل نتنياهو إلى البيت الأبيض حاملاً رسائل تفاؤلية تهدف إلى تضييق الفجوة بين الواقع والمأمول.

يتصدر جدول أعمال الزيارة مقترح لوقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يوماً، يترافق مع إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس على دفعات، وتجديد إدخال المساعدات الإنسانية. وربما البند الأهم في المقترح هو الانتقال إلى محادثات بشأن إنهاء الحرب، على أن يكون البند الأخير متعلقاً برؤية ترامب لإطلاق حوار سياسي إقليمي واسع يتجاوز حدود غزة.

وبحسب معاريف، يصر ترامب على كسب تأييد الجميع، وهو من يقرر ما سيحدث أو لا يحدث، محذراً في إحدى تغريداته بأن "الوضع لن يتحسن بل سيزداد سوءاً". وتوضح الصحيفة أن السؤال الجوهري لم يعد "ما الذي يريده ترامب؟"، بل ما الذي يستطيع نتنياهو تحقيقه، وما انعكاساته على إسرائيل، فالصفقة ليست بعيدة عن مقترحات سابقة، لكنها هذه المرة تتحرك بدفع مباشر من ترامب.

تضيف الصحيفة أن الرئيس الأميركي لم يكن مجرد راعٍ للمقترح، بل يصر كعادته على أن يكون في محوره. فقد التقى مبعوثوه مسؤولين إسرائيليين، ونقلوا اقتراحاً أميركياً محكماً إلى القطريين، فيما يواكب ترامب المفاوضات بتصريحات متكررة ومنشورات على منصته تروث سوشال. ووفق الصحيفة، حدد الأميركيون هدفاً واضحاً هو المضي قدماً بالاتفاق حتى تحقيق اختراق أو على الأقل مسار لا رجعة فيه خلال زيارة نتنياهو.

إلى جانب المقترح السياسي، يطرح ترامب أيضاً دعماً استراتيجياً عبر اتفاقية مساعدة عسكرية جديدة لإسرائيل تشمل تزويدها بتسليح دقيق لمنظومات الدفاع والهجمات العميقة. والرسالة الأميركية واضحة: "إذا أبرمتم الصفقة سنضمن الأمن، وإن لم تُبرموها، فسنلجأ إلى أساليب أخرى".

 

نتنياهو وصراع البقاء السياسي

وعلى الرغم من أن نتنياهو أفشل صفقات سابقة، تشير معاريف إلى أنه يبدو هذه المرة "معنياً" بالتوصل إلى اتفاق، لما له من مصلحة سياسية واضحة. وتقول إن من استمع إليه في المناقشات الأخيرة لمس تفضيله وقف إطلاق النار على تصعيد القتال.

وترى الصحيفة أن إطلاق سراح الأسرى، حتى لو كان جزئياً، يمثل ورقة سياسية رابحة تمكنه من تقديم "إنجاز أخلاقي"، وكبح الانتقادات الداخلية والخارجية، والمضي نحو آفاق سياسية جديدة. لكنها تلفت إلى أن ثمن إنهاء الحرب يعني بقاء حماس في القطاع، في وقت بدأ فيه خصوم نتنياهو السياسيون في الداخل والخارج استيعاب القصة. وتقول: "نتنياهو في وضع كلاسيكي: المبدأ مقابل البقاء، وفي تجارب سابقة، كان البقاء ينتصر".

في المقابل، تسود حالة من التأهب في المنظومة السياسية بالتزامن مع تقارير تقدم محادثات الصفقة، ما أعاد إلى الواجهة السؤال القديم: "هل ستُسقط الصفقة الحكومة؟" وتجيب الصحيفة: "بينما كانت الإجابة بديهية في السابق، فإنها تبدو اليوم مغايرة كلياً".

وتشير معاريف إلى أن لا أحد يريد انتخابات الآن، لا الائتلاف ولا المعارضة، بينما يبدو نتنياهو هو الوحيد غير المذعور من هذا السيناريو. فالمعارضة منقسمة؛ استقال غادي آيزنكوت من "المعسكر الوطني"، وينشر نفتالي بينيت تلميحات بشأن الانتخابات لكنه بلا اتفاقات، ويئير لبيد غير راضٍ عن نتائج الاستطلاعات. كما أن المعارضة ترى أن الليكود سيخوض الانتخابات بقيادة نتنياهو وترامب، مع تنسيق واضح بين الرجلين، ما يثير قلقها.

في الجهة المقابلة، يتراجع بيني غانتس في الاستطلاعات منذ انسحابه من حكومة الطوارئ، حتى خطابه بشأن "المعارضة المسؤولة" لم يُثر الحماسة. وترى الصحيفة أن انضمامه مجدداً لحكومة نتنياهو قد يخدمه، ليُقدَّم كرائد ائتلاف وطني واسع قادر على تحقيق إصلاحات جوهرية.

 

معايير ويتكوف

أما إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، فيعارضان الصفقة مبدئياً لكن دون استعجال تفكيك الحكومة. فسموتريتش لا يسيطر بالكامل على حزبه، وبن غفير يسعى لبناء صورة وطنية متوازنة. وتوضح الصحيفة أنهما لن يتعجلا الانسحاب ما دامت الصفقة ضمن معايير المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.

وتبقى بنود استراتيجية حاسمة على جدول الزيارة، أبرزها إيران، حيث يسعى نتنياهو للحصول على ضمانات من ترامب لترسيخ حرية عمل إسرائيل عسكرياً، ثم سورية والتوصل إلى اتفاق أمني يُبقي قنوات الاتصال مفتوحة ويمهد لتعريف جديد للعلاقة الثنائية.

وفي الختام، لا تجزم الصحيفة بتحقق أي من هذه البنود، مؤكدة أن الأمر برمته، من مسار الحرب في غزة إلى المواجهة مع إيران وترتيب العلاقة مع سورية، سيتحدد يوم الاثنين المقبل.

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث