خصصت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، 130 مليون دولار، لدعم قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، و"جيش سوريا الحرة"، التابع للجيش السوري الجديد، في إطار مهمة مكافحة تنظيم "داعش"، ومنع ظهوره مجدداً في سوريا.
تهديد مصالح واشنطن
ويهدف التمويل إلى ضمان هزيمة دائمة لـ"داعش"، ومنع إعادة انتشاره، بحسب البنتاغون الذي أكد أن التنظيم المتشدد يشكّل تهديداً لمصالح الولايات المتحدة وأمن شعوب سوريا والعراق ولبنان والاستقرار الدولي.
وفي تفاصيل الدعم، أوضحت الوزارة أن 15 مليوناً و600 ألف دولار، مخصصة للتدريب والتجهيز، بما في ذلك الأسلحة الخفيفة والذخائر والمركبات وأجهزة الاتصال، فيما سيذهب 32 مليوناً و400 ألف دولار للدعم اللوجستي، ويشمل الغذاء، الخدمات الطبية، النقل ودعم الحياة.
ورصد "البنتاغون" 65 مليوناً لأجل دفع رواتب 19 ألف عنصر من "قسد" و"جيش سوريا الحرة"، فيما تم تخصيص مليوناً و55 ألف دولار، لإصلاح وصيانة مرافق الاحتجاز وتحسين الأوضاع الإنسانية، في حين سيذهب 15 مليوناً و400 ألف دولار، للاستدامة والصيانة والدعم الغذائي والطبي.
ميزانية أقل
وقال البنتاغون إن هذا الدعم يمكّن القوات الشريكة من تنفيذ عمليات مكافحة "داعش"، ومنع عودته، واحتجاز مقاتليه بأمان، مشيراً إلى ضرورة تحسين الظروف الأمنية ومكافحة شبكات التنظيم لاسيما في مخيم الهول.
ولفت إلى الميزانية المخصصة للقوات الشريكة في سوريا في العام 2026، هي أقل بقليل من نظيرتها خلال 2025، معيدةً السبب إلى التقدم في تحديث مرافق الاحتجاز خلال العامين 2024 و2025.
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية، أن الحل الأكثر استدامة على المدى الطويل يكمن في إعادة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم الأصلية.
وتُقدم الولايات المتحدة دعماً مالياً ولوجستياً منذ سنوات، لآلاف العناصر من "قسد" التي تشرف على سجون مقاتلي "داعش"، والمخيمات التي تضم عوائلهم في شمال شرق سوريا، في إطار مهمة التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش".
كذلك، تقدم دعماً مماثلاً لـ"جيش سوريا الحرة" الذي كان يتمركز ضمن منطقة الـ55 عند المثلث الحدودي العراقي- السوري- الأردني، قبل أن يتوسع انتشاره نحول الداخل السوري، بعد سقوط نظام الأسد، وانضمامه لصفوف الجيش السوري الجديد.
نشاط متزايد
ويأتي الإعلان الأميركي، بعد تحذيرات من عودة "داعش" إلى سوريا نتيجة الفراغ الأمني الذي خلّفه سقوط نظام الأسد، إذ تبنّى التنظيم 44 هجوماً في سوريا، خلال الأشهر الستة الماضية، مؤكداً مقتل 82 شخصاً على إثرها، بحسب ما أعلن اليوم السبت.
والجمعة، بحث وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، مكافحة تنظيم "داعش" في سوريا. وبحسب الخارجية السورية، فإن دمشق وواشنطن متفقتان بأن التنظيم لايزال يشكل تهديداً فعلياً لاسيما بعد الهجوم الذي استهدف كنيسة مار إلياس في الدويلة بدمشق، حسب البيان.
ولفت الجانبان إلى إحباط المخابرات السورية عشرات الهجمات من التنظيم المتشدد، خلال الأشهر الماضية، فيما أكد روبيو أن داعش "يمثل حالياً التهديد الأكبر للحكومة السورية، مشدداً على التزام واشنطن "مشاركة المعلومات الاستخباراتية وبناء القدرات السوري في هذا المجال".
