كشف قيادي في حركة "حماس"، أن الحركة تنتظر الموافقة الإسرائيلية على الرد الذي تقدمت به بشأن المقترح الأخير لوقف إطلاق النار في غزة، مشيراً إلى أن الحركة قدمت تعديلات على الورقة، وموضحاً في الوقت ذاته أن هذا سيكون بمثابة اختبار لمدى جدية إسرائيل في المضي نحو إبرام اتفاق.
تعديلات مطلوبة
ونقل موقع "العربي الجديد"، عن القيادي أن حماس ردت على المقترح المقدم من الوسطاء بعد مشاورات موسعة مع قادة الفصائل المشاركة في الميدان، مؤكداً أن التعديلات المقترحة جاءت بمباركة كافة الفصائل حتى لا يتم تفريغ الاتفاق من مضمونه. وأضاف أن التعديلات تطرقت إلى طلب مزيد من الضمانات المرتبطة بضمان الانتقال سريعاً إلى مفاوضات إنهاء الحرب، وعدم الاقتصار على هدنة الـ60 يوماً، وإشراك أطراف دولية أخرى في قائمة الضامنين.
ولفت المصدر إلى أن التعديلات شملت أيضاً تفاصيل متعلقة بإدخال المساعدات حيث طالبت الحركة بتنفيذ البروتوكول الإنساني المعمول به في الاتفاق السابق، مع تأكيد ضرورة إدخال معدات ثقيلة لرفع الأنقاض واستخراج الجثامين والمفقودين.
وكشف المصدر عن التعديل الثالث الذي أدخلته حماس على الورقة المقدمة، والذي تضمن تعديلات على خرائط الانسحاب المقترحة، مع المطالبة باعتبار الاتفاق الحالي جزءاً لا يتجزأ من الاتفاق الذي انقلب عليه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في مارس/آذار الماضي، ما يعني العودة إلى خطوط ما قبل 2 آذار.
وقال القيادي في "حماس": "تعاملنا مع الورقة باعتبارها استكمال للاتفاق السابق، وكونها ليست اتفاقاً جديداً، حتى لا ننجر لمحاولات الاحتلال إغراقنا في مفاوضات تلو مفاوضات، دون تحقيق الأهداف الرئيسية المتعلقة بإنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل من القطاع"، مشدداً على أن العودة إلى خطوط الثاني من آذار، ستكون بمثابة خطوة أولى لاستكمال انسحاب جيش الاحتلال من كامل القطاع.
وأوضح القيادي أن حماس لم تتلقَّ حتى الآن رداً إسرائيلياً بشأن ردها على المقترح، قائلاً إن "إعادة إسرائيل النظر أو رفضها الرد المقدم من جانبنا يعني أن النية كانت مبيتة من البداية بعدم الذهاب للاتفاق". وأشار إلى أنه حال موافقة إسرائيل ستتوجه على الفور وفود الحركة إلى القاهرة والدوحة، لاستكمال المفاوضات بشأن تنفيذ الاتفاق، نافياً وجود وفد تفاوض الحركة أو رئيس الوفد خليل الحية في القاهرة.
في السياق، كشف قيادي بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عن اتفاق لعقد اجتماع لقادة فصائل المقاومة الفلسطينية في العاصمة المصرية القاهرة خلال الأسبوع الجاري، لتنسيق الجهود، والتشاور حول آليات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المطروح.
لا عوائق
من جهتها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر، قولها إن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن شروط حماس لن تشكل عائقا أمام التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وقالت الهيئة إن تل أبيب قررت إرسال وفد إلى العاصمة القطرية الدوحة، لاستكمال المفاوضات.
كانت "حماس" قد أعلنت في بيان رسمي ليل الجمعة/السبت، أنها سلمت الوسطاء رداً "اتسم بالإيجابية" على المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرة إلى استعدادها للدخول في مفاوضات فورية حول آلية تنفيذ هذا الإطار.
وقالت: "أكملت حركة حماس مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية حول مقترح الوسطاء الأخير لوقف العدوان على شعبنا في غزة، وقامت الحركة بتسليم الرد للإخوة الوسطاء والذي اتسم بالإيجابية، والحركة جاهزة بكل جدية للدخول فورا في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ هذا الإطار".
مجازر وشهداء
يأتي ذلك فيما استشهد أكثر من 60 شخصاً بينهم أطفال وطبيب، منذ فجر اليوم السبت، بنيران وقصف الاحتلال على مختلف مناطق قطاع غزة، في استمرار للإبادة الجماعية التي يواصلها جيش الاحتلال للشهر الـ21 ضد الفلسطينيين في القطاع.
وأفادت مصادر طبية وشهود عيان، بأن استهدافات الجيش شملت مدرسة وخياماً تؤوي نازحين، ومنازل لمواطنين، في أنحاء القطاع.
ويواصل الاحتلال قصفه للأحياء السكنية ويستهدف مواقع مكتظة بخيام النازحين داخل القطاع المُحاصر.
وارتفعت حصيلة ضحايا حرب الإبادة المتواصلة على غزة إلى 57 ألفاً و338 شهيداً و135 ألفاً و957 إصابة، بعد أن أحصت وزارة الصحة في القطاع استشهاد 70 شخصاً وإصابة 332 آخرين غالبيتهم من طالبي المساعدات، في آخر 24 ساعة.