تشارك إيران، للمرة الثانية كعضو رسمي في مجموعة "بريكس"، في القمة التي انطلقت اليوم الأحد في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، وتستمر يومين.
وكانت طهران قد انضمت رسمياً إلى أعضاء التكتل الأساسيين: البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب أفريقيا، إلى جانب الدول الجديدة مثل مصر، الإمارات، إثيوبيا، وإندونيسيا، مطلع كانون الأول/يناير 2024.
وتأتي هذه القمة في ظل تصاعد التوترات الدولية بعد الضربات العسكرية الأميركية والإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية الشهر الماضي، ولم تُعلن طهران بعد هوية رئيس وفدها المشارك أو ما إذا كانت ستعقد اجتماعات ثنائية مع الصين أو روسيا، علماً، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيشارك عبر الاتصال المرئي بسبب مذكرة التوقيف الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية على خلفية الحرب الروسية-الأوكرانية، فيما يغيب الرئيس الصيني شي جينبينغ عن القمة للمرة الأولى، ويمثله رئيس الوزراء لي تشيانغ.
انقسامات في المواقف
وتسعى إيران إلى استثمار القمة لاستعراض حلفائها ضمن التكتل في مواجهة العزلة والضغوط الغربية. وكانت "بريكس" قد أصدرت بياناً عقب الضربات الأميركية والإسرائيلية على إيران، أعربت فيه عن "قلق بالغ" واعتبرتها "انتهاكاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة"، لكنها تجنبت توجيه إدانة مباشرة إلى واشنطن أو تل أبيب.
ووصفت موسكو الضربات الإسرائيلية – الأمريكية على إيران، بأنها "عمل عدواني غير مبرر"، فيما دعت بكين إلى "ضبط النفس والحوار". أما البرازيل والهند، اللتان ترتبطان بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، فقد تبنتا مواقف أكثر حيادية لتفادي الإضرار بمصالحهما.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن أستاذ العلاقات الدولية في مؤسسة غيتوليو فارغاس البرازيلية، أوليفر ستوينكل، قوله إن "لا يوجد أي توافق فعلي داخل بريكس بشأن إيران، ولهذا جاء الموقف العام في غاية التحفظ".
وأشارت الصحيفة الأميركية في تقريرها، إلى أن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، أدان الضربات بحذر، سعياً لتجنب التوتر مع واشنطن، ثاني أكبر شريك تجاري للبرازيل بعد الصين.
وقالت مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد "تشاتام هاوس"، سانام وكيل، إن "الظهور ضمن بريكس مهم جداً من الناحية الرمزية لإيران في هذه المرحلة".
توسع بريكس يعرقل التوافق
وفي هذا السياق، أوضح نائب رئيس بنك تنمية بريكس السابق، باولو نوجويرا باتيستا جونيور، أن توسع التكتل إلى دول جديدة، "زاد من صعوبة تحقيق الإجماع"، مشيراً إلى أن "اتساع الطاولة يزيد صعوبة التوصل إلى موقف موحد".
واعتبر أن طموحات بريكس في موازنة النفوذ الغربي تواجه تحديات بفعل هذه الانقسامات، لا سيما مع محاولات روسيا والصين الدفع نحو موقف أكثر صرامة ضد واشنطن، مقابل حرص البرازيل والهند على الحفاظ على موقع وسطي.
وكانت المجموعة قد واجهت انقسامات مماثلة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، حين اكتفت بانتقاد العقوبات الغربية على موسكو دون التطرق لدور روسيا في الحرب.
وتوقع باتيستا جونيور، أن تسعى إيران خلال القمة إلى انتزاع دعم أوضح في البيان الختامي، لكن الخلافات الداخلية تجعل من الصعب تقديم موقف موحد تجاه الأزمة الإيرانية.