أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن إعادة بناء العلاقات التركية- السورية تتقدم بسرعة، وأن بلاده تواصل دعم الجيش السوري من أجل فرض سيطرته على كامل الأراضي السورية.
جاء ذلك في تصريحات للرئيس التركي للصحافيين، اليوم السبت، على متن الطائرة العائدة به من زيارة رسمية إلى أذربيجان.
تطوير التعاون
وقال أردوغان إن أنقرة ستقف إلى جانب الشعب السوري في إعادة بناء بلده ووحدته الوطنية، "كما وقفنا" معه منذ اليوم الأول للحرب، مشيراً إلى أنه واثق من قدرة الحكومة السورية على التقدم بخطوات أسرع في مسار التنمية، عقب رفع العقوبات الأميركية والأوروبية.
وأضاف أن عملية إعادة بناء العلاقات الثنائية بين تركيا وسوريا، تتقدم بسرعة، وأن أنقرة تعمل على تطوير التعاون مع دمشق في جميع المجالات، لأن سوريا المستقرة والآمنة والقوية ستنعكس إيجاباً على أمن ورفاهية جيرانها أيضاً، حسب تعبيره.
وأكد اردوغان استعداد بلاده لتنفيذ مشاريع في الشمال السوري، تشمل مناطق حرة تجارية، ومراكز لوجستية، وأسواقاً حدودية، مشدداً على أن موارد وإمكانات سوريا يجب أن تعود إلى الشعب السوري وحده.
موقف فاعل في الميدان
وأكد أن بلاده اتخذت موقفاً فاعلاً في الميدان، من خلال عمليات "درع الفرات" و"غصن الزيتون" و"نبع السلام"، بهدف تأمين حدودها والقضاء على الفوضى في شمالي سوريا، مشدداً على رفض "أي خطة تضفي شرعية على التنظيمات الإرهابية أو امتداداتها".
وأضاف "نحن نواصل دعمنا من أجل إنهاء وجود الجماعات المسلحة، وتحقيق سيطرة الجيش السوري وحده على كامل الأراضي السورية، لأن الاستقرار الدائم في سوريا يخدم مصلحة الجميع، بما في ذلك تركيا".
ولفت إلى تجاوب الرئيس السوري أحمد الشرع، بشكل إيجابي إزاء المحادثات الجارية مع الولايات المتحدة حول هذا الملف، ورفع العقوبات.
الغاز الاذربيجاني
وكشف الرئيس التركي عن "تطور مهم للغاية" هو تأكيد نظيره الأذربيجاني إلهام علييف، استعداد بلاده لتقديم كل الدعم لسوريا في مجال الغاز الطبيعي، وذلك خلال لقاء ثنائي بينهما، حسب قول أردوغان.
وأوضح أن "أكبر معاناة لسوريا حالياً تكمن في ملف الطاقة، خصوصاً الغاز الطبيعي". وأضاف "نحن نحاول تقديم الدعم قدر المستطاع، ولكن سماعي لهذا الالتزام المباشر من علييف كان مريحاً جداً، وسأبلغ وزير الطاقة فور عودتي لتنسيق الخطوات مع الرئيس الشرع".
وتابع: "نأمل أن نمضي معاً، مدعومين بهذا الدعم الأذربيجاني، في خطوات ملموسة بعد بدء رفع العقوبات، وسنواصل تقوية هذا المسار".
وفتح سقوط نظام المخلوع بشار الأسد، فصلاً جديداً من العلاقات التركية- السورية، بعد سنوات طويلة من القطيعة، بسبب وقوف أنقرة إلى جانب المعارضة السورية ودعمها ضد حكم الأسد. وتدفع أنقرة بثقلها نحو سيطرة حكومة الرئيس الشرع على كامل البلاد، من أجل القضاء على "التهديدات الأمنية" على حدودها الجنوبية مع سوريا. كما كان لأنقرة دوراً بارزاً في رفع العقوبات الأميركية، حسب الرئيس الأميركي دونالد ترامب.