newsأسرار المدن

"هآرتس": تهجير الغزاويين قد يؤدي لدفن التطبيع

المدن - عرب وعالمالجمعة 2025/07/04
طفلان فوق الدمار في غزة (Getty)
إعلام عبري: تهجير قطاع غزة أقرب إلى الحلم (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر

قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن اغتيال قادة "حماس" في الخارج، لم يؤدِ إلى تحرير الأسرى الإسرائيليين، متسائلة: إذا كانت تصفية رؤساء حماس الخارج هي الوسيلة لتحقيق تحرير المخطوفين فلماذا تطرح المطالبة بنفي رؤساء "حماس الداخل" من غزة كشرط آخر للموافقة على الصفقة؟ لماذا سيوافق رؤساء "حماس" في غزة على الانضمام إلى أصدقائهم في "حماس" الخارج اذا كانت حياتهم في الأصل مهددة؟

 

مفاوضات غير مسبوقة
ووفقاً للصحيفة، فإن الولايات المتحدة تجري، وبصورة غير مسبوقة، مفاوضات مباشرة مع "حماس" ولم تُسمع ضدها أي شكوى بسبب خرق المبدأ الأساسي الذي يقول بأنه لا يتم اجراء مفاوضات مع "منظمة إرهابية". حتى أن ترامب لم يعد يمكنه التهديد بفتح باب جهنم على غزة إذا لم توافق "حماس" على خطة الصفقة. 
وأشارت الصحيفة، إلى أن ادعاءً آخر في نظرية الضغط يقول إن "نقل" السكان في غزة من الشمال إلى الجنوب وتركيزهم في منطقة صغيرة، وهي العملية التي وصفت كسيطرة على 75 في المئة من القطاع، ستمكن إسرائيل من إدارة "حرب ضروس" ضد "حماس"، وهي متحررة من القيود المدنية، وإن هذه العملية ستحرم الحركة من السيطرة على الأرض وستبعد تهديدها. ولكن الجيش الإسرائيلي بحسب شهاداته، أصبح قريب جداً من السيطرة على الـ 75 في المئة وربما أكثر، فيما يتعرض الجنود للقتل باستمرار، وبقي المخطوفون في الانفاق، يتنفسون وجبة الأوكسجين الأخيرة.


ما فائدة السيطرة على الأرض؟
وبالتالي، وفقاً للصحيفة، "إذا كانت السيطرة على الأرض هي نقطة أرخميدس التي تمثل الضغط الذي سيحدثه الانقلاب، فما هي فائدة العملية التي ستنجم عن القضاء على قيادة حماس باستثناء اطلاق سراح الرهائن؟ الجواب المشوش على ذلك يقول بأن هذه اهداف منفصلة. فالمس بقيادة حماس الخارج يرتبط بصفقة المخطوفين. والسيطرة على الأرض في المقابل، تستهدف إبعاد بقايا حماس وضمان أمن سكان غلاف غزة. ولكن رئيس الأركان قدر في السابق بأن حماس ماتت، وقيل لسكان الغلاف أن المنطقة آمنة، وأنه لا يوجد ما يمنع عودتهم إلى بيوتهم".
هذا الادعاء لا يشمل فقط تناقض داخلي، بل يطرح رؤية استراتيجية خطيرة تقول بأن تواجد الجيش الإسرائيلي في المناطق التي احتلها في القطاع، هو الحل الشامل الوحيد وبعيد المدى للتهديد الأمني لـ"حماس". هذه النظرية المحدودة تتجاهل أن التهديد الذي يتطور في غزة لا يستند فقط إلى بقايا الحركة أو الإمكانية الكامنة في سيطرتها المدنية في القطاع. بل في ما قد ينشأ من مقاومات تحت مسميات قد لا تكون بالضرورة تحت اسم "حماس" أو "الجهاد الإسلامي"، وهي لن تحتاج إلى صواريخ بعيدة المدى أو مسيرات انتحارية، وبرأي الصحيفة "عندما يكون العدو بينهم فإن السلاح الخفيف الموجود بكمية كبيرة والقنابل اليدوية والعبوات الجانبية المرتجلة ستكون هي وسيلة القتال الناجعة لهم".
وخلصت الصحيفة إلى القول إنه "يمكن الحلم بالطبع بحل نهائي، قد يطرد كل سكان القطاع الى أماكن جميلة، كما حلم الرئيس الأميركي (دونالد) ترامب،  لكن في الوقت نفسه يجب التذكر أيضاً بأن هذه العملية (تهجير الغزاويين) يمكن أن تؤدي ليس فقط إلى موت التطبيع مع السعودية، بل حتى ربما تصفية اتفاقات السلام مع مصر ومع الأردن.


فرصة نادرة
من جهتها، أشارت صحيفة "معاريف" العبرية، إلى أن هناك فرصة نادرة أمام إسرائيل بعد الحرب الأخيرة على إيران، من أجل تعزيز مكانتها في المنطقة.
ووفقاً للصحيفة، فإن انضمام السعودية إلى "اتفاقات أبراهام" وتطبيع العلاقات مع الدولة العربية الأكثر تأثيراً، من شأنه إعادة تموضع إسرائيل كقوة إقليمية رائدة، ويفتح أمامها آفاقاً اقتصادية هائلة، وفرصة لتغيير الواقع الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة. هذا السيناريو ممكن التحقيق خلال أسابيع لا أكثر.
وفي ما يتعلق بسوريا رأت الصحيفة أن احتمالية التوصل إلى اتفاق مع سوريا تبدو أكثر تأثيراً على مستقبل إسرائيل في المنطقة. فلا شك أن الرئيس السوري الحالي أحمد الشرع شخصية مثيرة للجدل، وبعض رجاله ما زالوا متمسكين بخطاب جهادي، لكن ما يبدو جلياً هو أن هناك تطلعاً حقيقياً لدى الطوائف والقبائل التي تشكل النسيج السوري إلى مستقبل أكثر استقراراً.
فالرئيس السوري يدرك أنه عرضة للاغتيال في أي لحظة، لكنه مع ذلك مستمر في مساره الانتقالي من "إرهابي سابق" إلى "سياسي جريء". والتشكيك به مبرر. لكن هذا يتطلب في المقابل جرأة إسرائيلية مماثلة. فسوريا، رغم تعقيداتها الطائفية، كانت لعقود دولة عربية علمانية، وهي اليوم تتطلع للعودة إلى محيطها الطبيعي ضمن الدول السنّية المعتدلة.
وأضافت الصحيفة، أنه بعد أكثر من عقد من الحرب، تتوق سوريا إلى إعادة إعمار عاجلة. ويمكن دعم أي اتفاق سلام معها أو حتى مجرد حالة "اللا حرب" بمشاريع بنى تحتية: في المواصلات، الطاقة، والاتصالات. هذه المشاريع يمكن أن تعيد المشرق العربي ليكون جسراً برياً يربط آسيا وأوروبا عبر الشرق الأوسط.


النموذج المصري
وتطرقت "معاريف" إلى النموذج المصري، وكتبت: "عندما دعا رئيس الوزراء مناحيم بيغن في 1977، الرئيس المصري أنور السادات لإلقاء خطاب في الكنيست، شكك كثيرون في إمكان تجاوز العداء العميق مع أكبر دولة عربية. لكن بيغن رأى في تلك اللحظة فرصة تاريخية، واتخذ قراراً غيّر وجه إسرائيل: اتفاق السلام مع مصر ثبّت مكانتها وفتح أبواب الاقتصاد".
وأشارت إلى ان "بيغن كان يعرف أن التاريخ لا يكتبه المترددون، بل من يتجرأون على الحلم والفعل. ورغم أنه كان زعيمًا يمينياً، اتخذ قراراً مناقضاً لأيديولوجيته، ونجح".
وانتهت الصحيفة إلى القول: "نتنياهو، الذي يُعرف بإعجابه بالزعماء التاريخيين، لم يُقدم حتى الآن على أي رؤية شجاعة. لطالما اختار التماشي مع التيار. لكن بعد أن جلب له الطيارون الإيرانيين على طبق من فضة، كما يقول البعض، فإن الفرصة الآن أمامه ليُثبت أنه رجل دولة لا مجرد زعيم حزب. عليه أن يدعو الرئيس السوري الجديد لزيارة القدس، ليُسجّل اسمه في التاريخ كزعيم صنع التحول، ونجح في تحويل الكارثة إلى أمل".

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث