أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مكالمة هاتفية استمرت حوالي 40 دقيقة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. ركزت على تصاعد الهجمات الروسية على أوكرانيا وإمدادات الدفاع الجوي الضرورية لمواجهة هذا التصعيد.
وقال مكتب الرئيس الأوكراني إن الاتصال مع ترامب كان "مهماً"، وقال زيلينسكي، إنه اتفق مع ترامب خلال المكالمة الهاتفية، على العمل المشترك لتعزيز حماية الأجواء الأوكرانية. وأضاف عبر تطبيق "تلغرام"، "بحثنا إمكانيات تعزيز قدرات الدفاع الجوي، واتفقنا على التعاون لتقوية حماية مجالنا الجوي"، واصفاً الاتصال بأنه "محادثة معمقة"، فيما وصف مساعد الرئيس الأوكراني، أندريه يرماك، المكالمة بأنها كانت "غنية وبالغة الأهمية".
وتأتي هذه المحادثة في وقت حساس للغاية، بعدما تعرضت العاصمة الأوكرانية كييف، لهجوم روسي هو الأعنف منذ بدء الحرب في شباط/ فبراير 2022، باستخدام عشرات الطائرات المسيرة القتالية والصواريخ.
وكتب رئيس الإدارة العسكرية في كييف تيمور تكاشينكو، عبر تطبيق "تلغرام": "وفقاً للمعلومات الأولية، لدينا عدة حرائق في منطقة سولومينسكي"، وخلف الهجوم أضراراً كبيرة في البنية التحتية، بما في ذلك تدمير أو تضرر أكثر من 40 مبنى سكنياً، وخمس مدارس ورياض أطفال، وبنية تحتية لسكك الحديد، إضافة إلى أضرار بالقسم القنصلي للسفارة البولندية وممتلكات أخرى.
مكالمة ترامب – بوتين
وفي اليوم السابق للمكالمة مع زيلينسكي، أجرى ترامب سادس اتصال هاتفي له مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منذ بدء ولايته الثانية. وخلال المحادثة، أكد بوتين أن روسيا "لن تتخلى عن أهدافها" في أوكرانيا، مع تجديد استعداده لمواصلة المفاوضات مع كييف.
وقال المستشار الدبلوماسي لبوتين، يوري أوشاكوف، إن الرئيس الروسي شدد على "القضاء على الأسباب العميقة" للنزاع، في إشارة إلى توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) والدعم الغربي لأوكرانيا.
وقال ترامب للصحفيين لدى عودته إلى واشنطن من أيوا، "لم أحقق أي تقدم معه على الإطلاق، أنا أشعر بخيبة أمل كبيرة لأن بوتين لا يبدو أنه يسعى إلى التوقف، وهذا أمر سيئ للغاية".
وأشار ترامب إلى أن الزعيمين لم يناقشا بشكل مباشر قرار الولايات المتحدة الأخير بتعليق بعض شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا. وأضاف: "نحن لم نوقف تدفق الأسلحة تماماً، لكن علينا أن نتأكد من أن لدينا ما يكفي لأنفسنا، بايدن أرسل الكثير من الأسلحة، ونحن نحاول الآن إدارة الأمور بحذر".
كييف تحت النار
وتزامنت هذه التحركات الدبلوماسية مع تنفيذ روسيا أعنف هجوم جوي على كييف منذ بدء الحرب، حيث أطلقت 539 طائرة مسيرة و11 صاروخاً، بحسب ما أعلن سلاح الجو الأوكراني. وأسفر الهجوم عن مقتل شخص وإصابة 23 آخرين، وأشعل حرائق في أنحاء العاصمة، وأجبر آلاف السكان على اللجوء إلى محطات المترو طلبًا للمأوى.
ووصفت أوكرانيا الهجوم بأنه "ضخم وساخر بشكل متعمد"، وربطه زيلينسكي بشكل غير مباشر بمكالمة ترامب–بوتين، قائلاً عبر منصة "إكس": "من الجدير بالذكر أن الإنذارات الأولى للغارات الجوية بدأت تقريباً في نفس توقيت التقارير عن الاتصال بين الرئيس ترامب وبوتين". وأضاف أن "روسيا تُظهر مجدداً أنها لا تنوي إنهاء الحرب أو التراجع عن الإرهاب".
وأشار وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا، إلى العثور على مكوّن صيني في إحدى الطائرات المسيّرة المهاجمة، واصفاً الأمر بـ"المفارقة" بعد الأضرار الطفيفة التي لحقت بالقنصلية الصينية في أوديسا خلال غارة منفصلة.
أزمة شحنات الأسلحة
وجاء الهجوم الروسي ليزيد من حدة المخاوف الأوكرانية عقب قرار الولايات المتحدة وقف بعض شحنات الأسلحة الحيوية، بما في ذلك صواريخ "باتريوت" الدفاعية، بسبب انخفاض المخزونات. وحذرت كييف من أن هذا التوقف قد يُضعف قدرتها على التصدي للهجمات الجوية المكثفة، وطالبت بزيادة الضغوط على روسيا وفرض عقوبات إضافية. وقال زيلينسكي: "في مقابل كل ضربة من هذا القبيل ضد الناس والحياة البشرية، يجب أن يشعروا بعقوبات مناسبة وضربات أخرى لاقتصادهم وبنيتهم التحتية".
في المقابل، أعلنت ألمانيا أنها بدأت محادثات مكثفة لشراء بطاريات "باتريوت" جديدة من الولايات المتحدة لإرسالها إلى أوكرانيا. وأكد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، الذي يخطط لزيارة واشنطن قريباً، أن برلين تتحرك بسرعة لسد الثغرات الدفاعية في أوكرانيا. كما قال متحدث باسم الحكومة الألمانية، إن هناك "مناقشات مكثفة جارية" حول شراء هذه الأنظمة، في وقت ذكرت وكالة "بلومبرغ"، أن ألمانيا تُعد طلبية بقيمة 25 مليار يورو لشراء دبابات لتعزيز ألوية حلف شمال الأطلسي.
