newsأسرار المدن

خطة أميركية جديدة لوقف النار في غزة.. ماذا تتضمن؟

المدن - عرب وعالمالخميس 2025/07/03
غزة الدمار (getty)
جيش الاحتلال يرتكب المجازر بقنابل وزنها 500 رطل (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر

 

كشفت مصادر إسرائيلية وفلسطينية عن تفاصيل خطة أميركية جديدة لوقف إطلاق النار في غزة، فيما واصل جيش الاحتلال ارتكاب المجازر في قطاع غزة، إذ استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين أمس، في يوم دموي، أعلن فيه الجيش الإسرائيلي أيضاً عن مقتل أحد جنوده وإصابة 3 آخرين في معارك القطاع.


خطة أميركية جديدة
وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن الخطة الأميركية الجديدة تتضمن اتفاقاً لإطلاق سراح رهائن وقتلى على مراحل مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين ومصادر فلسطينية مقربة من "حماس"، أن الخطة تنص على إطلاق سراح عشرة رهائن أحياء وإعادة جثامين 18 رهينة إسرائيلياً على خمس مراحل موزعة خلال فترة وقف إطلاق نار تستمر 60 يوماً.

وتعد هذه الصيغة الجديدة تحولاً كبيراً مقارنة بما عرف سابقاً بـ"خطة ويتكوف"، التي كانت تقترح إطلاق سراح الرهائن على مرحلتين خلال الأسبوع الأول من الهدنة.
كما تنص الخطة على التزام "حماس" بعدم إقامة "مراسم إطلاق سراح" علنية أو مصورة عند تسليم الرهائن، وهو بند جديد يهدف إلى تجنب المشاهد الدعائية التي حدثت في اتفاقات تبادل سابقة.
في المقابل، ستفرج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين خلال المراحل المتفق عليها. وبحسب المصادر فإن هذه الترتيبات ستتم برعاية وضمانات من وسطاء دوليين، خصوصاً قطر ومصر، لضمان الالتزام بالاتفاق وتسهيل تنفيذه.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعلن أن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً، داعياً "حماس" إلى قبول الاقتراح ووصفه بأنه "أفضل فرصة ممكنة".


"حماس" تناقش المقترحات
من جهتها، أصدرت "حماس" بياناً قالت فيه إنها تناقش المقترحات المقدمة من الوسطاء، مؤكدة أنها تجري مشاورات لصياغة اتفاق يضمن وقف العدوان، انسحاب القوات، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة.
واضافت أن "الإخوة الوسطاء، يبذلون جهوداً مكثفة من أجل جسر الهوّة بين الأطراف، والوصول إلى اتفاق إطار وبدء جولة مفاوضات جادة"، وقالت: "نتعامل بمسؤولية عالية، ونجري مشاورات وطنية، لمناقشة ما وصلنا من مقترحات الإخوة الوسطاء، من أجل الوصول لاتفاق يضمن إنهاء العدوان، وتحقيق الانسحاب، وإغاثة شعبنا بشكل عاجل في قطاع غزة".


رد إيجابي من ديرمر
من جهتها، أشارت مصادر إسرائيلية لصحيفة "هآرتس" إلى أن الإعلان الأميركي جاء عقب اجتماع في البيت الأبيض ضم كبار المسؤولين الأميركيين ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر.
وذكر مصدر إسرائيلي أن إعلان ترامب يعكس رداً إيجابياً من ديرمر على مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بخصوص الوثيقة التي أعدها الوسطاء، والتي كانت قطر طرفاً رئيسياً في صياغتها.
وبحسب المصدر، لا تتضمن الوثيقة وعداً قاطعاً بإنهاء الحرب فوراً، لكنها تحمل ضمانات قوية بهذا الاتجاه. فهي تنص على أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق دائم خلال فترة الهدنة، فسيواصل الوسطاء العمل لضمان استمرار المفاوضات "ضمن شروط معينة" بعد 60 يوماً.
ولفت مصدر إسرائيلي إلى أن هذه الصيغة تمنح "حماس" الخارجية مبرراً لقبول المقترح، في ظل أجواء عامة توحي بالجدية الأميركية في الضغط على إسرائيل للوصول إلى تسوية.
مع ذلك، نقلت "هآرتس" عن مسؤول قطري قوله إن التغييرات الأخيرة قد ترضي قيادة "حماس" الخارجية، لكنه أشار إلى صعوبة إقناع قيادة الحركة في غزة بالخطة الحالية، لكونها لا تضمن التزاماً صريحاً بإنهاء الحرب، رغم تعهد الوسطاء بالعمل على استمرار المفاوضات حتى بعد انتهاء الهدنة.


26 مجزرة بـ48 ساعة
ميدانياً، واصل جيش الاحتلال ارتكاب المجازر في مناطق متفرقة من قطاع غزة، وفي الإطار، أعلن الدفاع المدني في غزة اليوم الخميس، استشهاد 12 فلسطينياً غالبيتهم من النساء والأطفال في قصف إسرائيلي على مدرسة تأوي نازحين في حي الرمال في غرب مدينة غزة.
وقال مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني محمد المغير "12 شهيداً غالبيتهم أطفال ونساء وعدد كبير من الإصابات في قصف إسرائيلي على مدرسة مصطفى حافظ التي تأوي نازحين في حي الرمال غرب مدينة غزة". بدوره، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 26 مجزرة خلال 48 ساعة راح ضحيتها أكثر من 300 شهيد ومئات الجرحى والمفقودين.
وأشار إلى أن المجازر الإسرائيلية تركزت في قصف العائلات ومراكز الإيواء والنزوح والأسواق الشعبية والمرافق الحيوية.
وكانت حصيلة الضحايا بلغت أمس، أكثر من 124 شهيداً بنيران وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، بينهم مدير المستشفى الإندونيسي شمالي القطاع، د. مروان السلطان، الذي استشهد وآخرين.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، ارتفاع حصيلة ضحايا حرب الإبادة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 57 ألفاً و12 شهيداً  و134 ألفاً و592 مصاباً، بعد أن أحصت استشهاد 142 شخصاً وإصابة 487 في آخر 24 ساعة، فيما أضيف 223 شهيداً ممن اكتملت بياناتهم وكانوا في عداد المفقودين إلى الحصيلة التراكمية.
كما أفادت بأن حصيلة ما وصل للمستشفيات من شهداء المساعدات خلال الـ24 ساعة الماضية، 39 شهيداً وأكثر من 210 إصابات، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 640 شهيداً وأكثر من 4488 إصابة.

 

مجزرة بقنبلة وزنها 500 رطل
وفي تعليق على المجازر، ذكرت صحيفة "ذي غارديان" أن الجيش الإسرائيلي استخدم قنبلة وزنها 500 رطل عندما هاجم مقهى على شاطئ البحر بغزة الإثنين الماضي. ولفتت إلى أن القنبلة المستخدمة تعد سلاحاً عشوائياً، يتسبب في موجة انفجار هائلة، وينشر شظايا على مساحة واسعة.
وفي سياقٍ موازٍ، أفادت "أ ب" نقلاً عن متعاقدين أميركيين اثنين، بأن موظفي الأمن المعيّنون بغزة يبدو أن لديهم ترخيصاً مفتوحاً لفعل ما يحلو لهم. وقالت إن المتعاقدين الأميركيين الذين يحرسون مواقع توزيع المساعدات في غزة يستخدمون الذخيرة الحية.
وقال المتعاقدان للصحيفة: "الرصاص كان يطلق في جميع الاتجاهات وأحياناً باتجاه منتظري المساعدات في غزة". 

 

جيش الاحتلال يكثف عملياته
في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، مقتل جندي، وإصابة 3 آخرين بجراح خطيرة في معارك بقطاع غزة، في حين أكّدت التقارير الإسرائيلية أن الجندي، قُتل باستهداف دبابة، بقذيفة مضادة للمدرعات، شمالي قطاع غزة.

واليوم، نقلت هيئة البث العام الإسرائيلية "كان 11" عن ضابط إسرائيلي قوله إن الجيش كثّف خلال الأيام الأخيرة عملياته في قطاع غزة بوتيرة غير مسبوقة منذ أشهر، ويعتزم تصعيد عملياته خلال الأيام المقبلة، "حتى الإعلان عن صفقة".
وأضاف الضابط أن "هناك العديد من المناطق التي يجب السيطرة عليها، وما زال هناك الكثير للقيام به. حالياً تنتشر خمس فرق عسكرية في قطاع غزة لهذا الغرض". وتابع "على بُعد 150 متراً مما كان يُعرف ببلدة جباليا، لم يتبقّ سوى الرمل فقط".
وتابع "ما زالت تدور معارك، وهناك مخربون (على حد تعبيره، في إشارة إلى مقاومين) يحاولون مفاجأة القوات. في مناطق تبعد أربعة كيلومترات فقط عن الحدود مع إسرائيل".
وعدّد الضابط  المهام المتبقية قائلاً: "من بين المهام المتبقية، احتلال بيت حانون، حيث لم يتم تدمير سوى نحو 50% من الأهداف، بما في ذلك البنية التحتية تحت الأرض، واحتلال مدينة غزة. ما زالت هناك إمكانية لصنع عبوات متفجرة، وما تبقّى من كتائب القسام هما فرقتان عسكريتان".