قال نائب وزير الخارجية الإيرانية مجيد تخت روانجي، أمس الخميس، إن بلاده تبقى منفتحة على الدبلوماسية شرط تقديم الولايات المتحدة ضمانات أنها لن تلجأ إلى القيام بعمل عسكري ضد الجمهورية الإسلامية.
وأضاف نائب وزير الخارجية لشبكة "أن بي سي نيور" الأميركية "نحن مع الدبلوماسية"، مشيراً إلى أن على الولايات المتحدة "إقناعنا بأنهم لن يستخدموا القوة العسكرية أثناء تفاوضنا".
وتابع "هذا عنصر أساسي لتكون قيادتنا في موقع يمكنها من اتخاذ قرار بشأن جولة المحادثات المقبلة".
جاءت هذه التصريحات في الوقت الذي نقل فيه موقع "أكسيوس" عن مصدرين لم يسمهما، أن مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يخطط للقاء وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي في أوسلو الأسبوع المقبل.
ولم تؤكد طهران ولا واشنطن تقرير "أكسيوس" الذي أفاد بأنه لم يتم تحديد موعد نهائي بعد للمحادثات.
وعقدت طهران وواشنطن خمس جولات من المحادثات النووية منذ 12 نيسان/أبريل، وكان من المقرر عقد جولة أخرى قبل يومين من بدء إسرائيل حملة قصف جوي على إيران في 13 حزيران/يونيو.
الوكالة الدولية
وفي سياق آخر، قال وزير الخارجية الإيرانية إن بلاده لا تزال ملتزمة "معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية واتفاقية الضمانات الخاصة بها"، موضحاً في منشور على حسابه بمنصة "إكس"، اليوم الخميس، أن تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية "سيجري عبر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لأسباب أمنية وسلامية واضحة"، وذلك وفقاً لـ"التشريع الجديد الذي أقره مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان الإيراني)، والذي نتج من الهجمات غير القانونية التي شنتها إسرائيل والولايات المتحدة على منشآتنا النووية".
وكان عراقجي يرد على منشور لوزارة الخارجية الألمانية على منصة "إكس"، قالت فيه إن إيران قررت "تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، معتبرة أن ذلك "يبعث برسالة مدمرة؛ فهو يقضي على أي إمكانية للرقابة الدولية على البرنامج النووي الإيراني، وهو أمر بالغ الأهمية للتوصل إلى حل دبلوماسي". وطالبت الخارجية الألمانية، في منشورها، إيران بـ"التراجع عن هذا القرار".
الأخبار الكاذبة
ووصف عراقجي في منشوره بيان الخارجية الألمانية بـ"الأخبار الكاذبة"، وقال إنه بالنسبة إلى الإيرانيين، فإن ما "يبعث برسالة مدمرة ويدمر الحل الدبلوماسي"، هو "دعم ألمانيا الصريح للهجوم الإسرائيلي غير القانوني على إيران، بما في ذلك المواقع النووية المحمية، باعتباره عملاً قذراً نُفذ نيابة عن الغرب". وكان المستشار الألماني فريدريش ميرتس، قد اعتبر في تصريحات، على هامش مشاركته في قمة مجموعة السبع في كندا الشهر الماضي، أن العدوان الإسرائيلي على إيران "مهمة قذرة تؤديها إسرائيل نيابة عنا جميعاً".
وأضاف عراقجي أن ألمانيا تتنصل من "التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة من خلال مطالبتها علناً بعدم التخصيب في إيران"، مؤكداً أن "الدعم الألماني الصريح لقصف إيران بدد فكرة أن النظام الألماني لا يضمر أي ضغينة تجاه الإيرانيين".
وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، قد عبرت، أول أمس الثلاثاء، عقب محادثة هاتفية مع عراقجي، عن استعداد بروكسل لتسهيل استئناف المفاوضات مع طهران بشأن مستقبل البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية. وكتبت كالاس على منصة "إكس"، أه في أعقاب الضربات الإسرائيلية والأميركية على إيران فإن "استئناف المفاوضات الرامية إلى إنهاء البرنامج النووي الإيراني ينبغي أن تتم في أقرب وقت ممكن"، وكذلك أيضاً التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأكدت مسؤولة السياسة الخارجية أن "الاتحاد الأوروبي مستعد لتسهيل هذا الأمر". وحذرت كالاس إيران من أن "أي تهديد بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي لا يساعد في تخفيف التوترات. هذا ما قلته (لعراقجي) اليوم".
