newsأسرار المدن

يديعوت أحرونوت تدعو للتخلي عن الهدوء واعتماد عقيدة الاشتباك

المدن - عرب وعالمالجمعة 2025/06/20
تل أبيب صواريخ إيرانية.jpg
Getty
حجم الخط
مشاركة عبر
تستعرض صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في مقال، الحاجة إلى وقف الهدوء والإصرار على عقيدة "الاشتباك". وقالت في المقال: "في الحرب مع طهران، تصل العقيدة الأمنية الجديدة إلى نقطة الذروة، عقيدة الاشتباك. إن نجاح إسرائيل في مواجهة إيران ليس نتيجة خطوة ذكية واحدة، وهو مرتبط بأمر واحد فقط: الاستعداد للاشتباك الاستباقي والمحسوب".

"الخوف من الاشتباك"
وأضافت "طوال أعوام، عاشت إسرائيل في وهم خطِر - الإيمان بأنه يمكن إدارة الواقع الفوضوي في الشرق الأوسط من المكاتب المكيفة، والوصول إلى الهدوء عبر الامتناع من الاشتباك. هذا ما سمّيناه احتواءً أو إدارة صراع. عملياً، هذه كانت استراتيجية الخوف".
وقال إن "الخوف من الاشتباك هو الذي حوّل حماس إلى (وحش) على حدودنا الجنوبية. لقد فضّلنا القناعة بأنها مرتدعة، وسمحنا للأموال القطرية بالدخول إلى القطاع، على أمل شراء الهدوء. عملياً، موّلنا تعاظُم قوتها حتى انفجرت في وجوهنا يوم 7 أكتوبر. حماس من طرفها، أدارت استراتيجية تمويه ذكية، واستغلت ارتداعنا عن الاشتباك من أجل التحضير لأكبر مذبحة في تاريخنا".
أمّا في الشمال، فالنتيجة لم تكن أقلّ تدميراً، بحسب الصحيفة التي أضافت أن "سياسة الاحتواء في مقابل حزب الله، التي تمأسست منذ سنة 2006، سمحت للحزب بمراكمة أكثر من 150 ألف قذيفة. تم الرد على كل استفزاز بشكل محسوب، رغبةً في احتواء الحدث. فكانت النتيجة عكسية: إسرائيل هي التي أصابها الشلل، وكانت مرتدعة، تجنباً للثمن الكبير جداً للحرب الشاملة. وبدلاً من ضمان الأمن، منحت سياسة الامتناع من الاشتباك أعداءنا العامل الأثمن: الوقت من أجل تعاظُم القوة من دون إزعاج".

سمفونية الاشتباك
شكّل هجوم 7 تشرين الأول أكتوبر "الموت العنيف لهذه النظرية". والصدمة القومية دمرت الوهم القائل إن قوتنا نابعة من امتناعنا من المواجهة. منذ ذلك الوقت، لم يكن التحول الجوهري الأكبر عسكرياً فقط، بل على صعيد الرؤية أيضاً: الانتقال من عقيدة الخوف إلى عقيدة الاستعداد للاشتباك. وهذا لا يعني بالضرورة عمليات متهورة، بحسب الصحيفة.
وقالت "يديعوت أحرونوت": "أساس هذه العقيدة الجديدة هي الحصانة الوطنية. قدرة المجتمع الإسرائيلي على تحمُّل أثمان ثقيلة - إجلاء عشرات الآلاف من المواطنين وضرر بالاقتصاد وخسائر مؤلمة- أمور كلها سمحت للقيادة بإدارة معركة مُكلفة وطويلة. هذه الحصانة التي وُلدت من الأزمة، هي ما يحرك إسرائيل، ليس فقط في اتجاه الرد، بل أيضاً للمبادرة إلى الاشتباك".
وقالت إن "النجاح في مواجهة إيران هو تتويج لسمفونية الاشتباك المُحكمة جيداً، وبُنيت على مدار عام ونصف العام: سابقاً، اشتبكت منظوماتنا الدفاعية مع التهديدات اليمنية، وواجهت بنجاح ضربتين صاروخيتَين ومسيّرات كثيرة من إيران. وعلى صعيد الهجوم، اشتبكت طائراتنا، ومن دون توقف، مع منظومات الدفاع الإيرانية وأذرعها في سوريا واستنزفتها، كما أنها جمعت معلومات استخباراتية وبنّت تفوقاً جوياً. هذا علاوةً على أن القتال المستمر والمؤلم في غزة لم يفكك فقط قدرات حماس، بل عزّز أيضاً قوة الجيل الجديد من المقاتلين، وبنى حصانة وطنية لتحمُّل ثمن الحرب العادلة".
كل خيط من خيوط الاشتباك هذه نُسج مع غيره، بحسب الصحيفة، وجهّز الأرضية لخطوة حاسمة: اشتباك عنيف ومباشر مع إيران على أرضها. فـ"الضربات التي وُجهت إلى المفاعلات النووية والقيادة العسكرية لم تكن مخاطرة، إنما مسار طويل من بناء القدرات، والثقة، والتفوق الإدراكي، عبر الخبرة المتراكمة والمستمرة".
وختمت قائلة" "يثبت التاريخ أن الدول القوية لا تطمح إلى الهدوء. إنها تطمح إلى الاشتباك الدائم والمدروس، لأنه الطريق الوحيدة إلى تطوير القدرات والوصول إلى التفوّق. في العالم الفوضوي والمتغير، التخطيط في المكاتب عبارة عن وهم. فالتفوق يُبنى عبر العلاقة بالواقع بشكل دائم. إسرائيل دولة لديها قدرات مذهلة، ولا يمكن أن تسمح لنفسها بترف الخوف. إن عقيدة الامتناع من الاشتباك دفنتنا تحت أنقاض النظرية، أمّا عقيدة الاشتباك، فهي التي تقودنا إلى النصر ويجب الاستمرار فيها في اليوم التالي، بعد تحقيق الإنجازات العسكرية والدبلوماسية في إيران".

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها