newsأسرار المدن

"اسرائيل اليوم": الهدف هو إسقاط النظام في إيران

المدن - عرب وعالمالأحد 2025/06/15
GettyImages-2212801006.jpg
الإسرائيليون يعتبرون أنه لا يجب أن يكون الهدف فقط هو البرنامج النووي (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر
تماماً مثلما حدث قي حرب الأيام الستة في مثل هذا الشهر، قبل 58 عاماً، كان الجميع يدرك أن الحرب مع إيران تقترب، وأول مَن أدرك ذلك قادة إيران أنفسهم الذين وعدوا بأنهم مستعدون لصدّ أيّ هجوم إسرائيلي بردٍّ قوي سيؤدي إلى تدمير إسرائيل، التي كانت وما زالت الهدف الرئيسي لنظام الملالي منذ استيلائه على السلطة، قبل أكثر من 40 عاماً.
ومع ذلك، نجحت إسرائيل في المفاجأة، ووجّهت ضربة استباقية قاسية ضد قدرات إيران، وقضت على عدد كبير من قادة الجيش والحرس الثوري  من الذين شاركوا في الهجمات ضد إسرائيل في العامين الماضيَين. وبهذا، حصلت إسرائيل على ميزة استهلالية حاسمة في المواجهة المنتظرة مع إيران في الأيام المقبلة. تماماً مثلما جرى في عملية "موكيد" التي استهلت بها إسرائيل حرب الأيام الستة، والتي دمرت خلالها القوات الجوية لجميع الدول العربية، الأمر الذي منحها التفوق الجوي والنصر في المعركة.
في 7 أكتوبر، دفعت إيران بأذرعها في المنطقة ضد إسرائيل: من "حماس" في غزة، مروراً بحزب الله في لبنان، وانتهاءً بالحوثيين في اليمن، والميليشيات الشيعية في العراق، في محاولةٍ لإطاحة إسرائيل. لكن المحاولة الإيرانية فشلت فشلاً ذريعاً. لقد انهزم وكلاء إيران في غزة ولبنان، وطُردت إيران من سورية. وكان لإسرائيل اليد الطولى في جولات المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل، وضبط النفس الإسرائيلي هو الذي منع توجيه ضربات ساحقة إلى إيران.
وهكذا، تدخل إيران في مواجهة مع إسرائيل، وهي أضعف وأكثر هشاشةً من أيّ وقت مضى، لكن ما زال من المبكر القول إن "النمر الإيراني" هو مجرد نمر من ورق. وكما تبيّن مع حزب الله لاحقاً، فإن إيران دولة كبيرة تضم عشرات الملايين من السكان، وبنَت ترسانة من الصواريخ والمسيّرات خلال 4 عقود، من دون عوائق، لذلك، ستكون المواجهة معها صعبة وطويلة...
تُظهر العملية الإسرائيلية أن الولايات المتحدة لم تتخلّ عن المنطقة بعد، وأن العملية  جرت بموافقة واشنطن ودعمها. وهي تعيد الأمل بإقامة حلف دفاعي إقليمي، بعد أن بات واضحاً لدول الخليج، أكثر من أيّ وقت مضى، مَن الذي يمكن الاعتماد عليه في وقت الشدة.
أمام النظام الإيراني أيام صعبة، فإيران ضعيفة عسكرياً، وتعاني جرّاء عزلة إقليمية ودولية. ومن المرجح أن نشهد في المدى القصير تعبئة جماهيرية مع النظام الإيراني، لكن في المدى الطويل، لا شك في أن ما يحدث هو بمثابة مسمار جديد في نعش النظام الذي أثبت مرة أُخرى أنه لا يستطيع الدفاع عن إيران، وأن سياسته لا تجلب سوى الكوارث.
خلال الربع قرن الأخير، إيران هي التي دفعت المنطقة نحو حمّام دم من "الإرهاب والعنف" من خلال سياسات "عدوانية"، وبناء شبكة من الأذرع في شتى أنحاء الشرق الأوسط لمحاربة إسرائيل، وبذلك، ساهمت  في زعزعة استقرار العالم العربي برمته، في لبنان وغزة وسورية والعراق واليمن ودول الخليج.
إن الضربة التي تعرّضت لها أذرع إيران أعادت الاستقرار إلى لبنان وسورية، لكن طبعاً، هذا ليس كافياً. فما يجري هو امتحان لإسرائيل ودول المنطقة، وخصوصاً الولايات المتحدة. كان يمكن أن تكون الضربة التي وجّهتها إسرائيل، وحدها، ضربة قاتلة للنظام الإيراني، لو انضمت الولايات المتحدة إلينا، لكن من المحتمل أن تجبر الردود الإيرانية الولايات المتحدة على الانضمام إلى المعركة. يجب أن يكون هدف هذه المعركة، التي فرضتها إيران على المنطقة والعالم، واضحاً: ليس فقط منع تخصيب اليورانيوم، أو القضاء على البرنامج النووي، بل القضاء على النظام الإيراني، وهذه هي الطريقة الوحيدة لضمان السلام والاستقرار في المنطقة.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث