newsأسرار المدن

الطاقة الذرية: إيران تسرّع التخصيب وتقترب من العتبة العسكرية

المدن - عرب وعالمالسبت 2025/05/31
محطة بوشهر الايرانية (Getty).jpg
ضغوط غربية لإدانة إيران واستعدادات لقرار دولي جديد (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر
أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير غير مخصص للنشر اطلعت عليه وكالات أنباء غربية، بأن إيران زادت وتيرة إنتاجها لليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة تقترب من عتبة الـ90% المطلوبة للاستخدام العسكري.
وبحسب التقرير، بلغ مخزون إيران من هذا النوع من اليورانيوم، 408.6 كيلوغرام، حتى 17 أيار/مايو الجاري، بزيادة قدرها 133.8 كيلوغرام خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مقارنة بزيادة سابقة بلغت 92 كيلوغرام فقط.
وحذرت الوكالة من أن "هذه الزيادة الكبيرة في إنتاج وتخزين إيران لليورانيوم العالي التخصيب، تثير مخاوف كبرى"، مشيرة إلى أن تعاون طهران مع مفتشيها لا يزال "أقل من مرضٍ".
وتستعد الوكالة لإرسال تقاريرها الفصلية إلى الدول الأعضاء قبل اجتماع مجلس المحافظين المقرر في 9 حزيران/ يونيو، والذي يتضمن تقريراً شاملاً عن تعاون إيران، بناءً على قرار صدر في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

وتعليقاً على التقرير، اتهمت إسرائيل إيران، بأنها "مصممة تماماً على إستكمال برنامجها للأسلحة النووية".
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنامين نتنياهو في بيان: "رغم تحذيرات المجتمع الدولي العديدة، فإن إيران مصممة تماماً على إستكمال برنامجها للأسلحة النووية".
وأضاف البيان: "هذا المستوى من التخصيب (60%) موجود فقط في الدول التي تسعى بنشاط لامتلاك أسلحة نووية، وليس له أي مبرر مدني". وقال إنه "يتعيّن على المجتمع الدولي التحرك الآن لوقف إيران".


استعدادات لقرار دولي جديد
وفي السياق، قال دبلوماسيون غربيون إن القوى الغربية، بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، تستعد للضغط على مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لإصدار قرار يعتبر إيران في حالة عدم امتثال لالتزاماتها النووية، وذلك لأول مرة منذ نحو 20 عاماً.
وإذا صدر القرار، سيكون ذلك بمثابة تصعيد كبير، من شأنه أن يثير غضب طهران ويزيد من تعقيد المحادثات غير المباشرة الجارية بينها وبين واشنطن بشأن مستقبل البرنامج النووي.
وقد سبق للمجلس أن اتخذ قراراً مماثلاً في أيلول/سبتمبر 2005، أدى إلى إحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي، الذي فرض لاحقاً عقوبات على طهران.
وتدعو "الترويكا الأوروبية"، إيران إلى تقديم تفسيرات لآثار اليورانيوم التي عُثر عليها في مواقع غير معلنة، والامتثال للاتفاقيات الدولية، سيما أن تخصيب اليورانيوم الحالي بنسبة 60% يتجاوز بكثير سقف 3.67% الذي نص عليه الاتفاق النووي لعام 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018، ما دفع إيران إلى الإعلان عن تحللها من التزامات الاتفاق.

طهران ترفض الضغوط
من جانبها، ردت طهران على التقارير الغربية، إذ أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن "لا أحد في إيران يمكنه أن يقبل وقف تخصيب اليورانيوم"، واصفاً التخصيب بأنه "من ضروريات البلاد وحاجاتها الأساسية"، ومرتبط "برفض الهيمنة الأجنبية".

بدوره، وصف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، الدعوات الأميركية إلى "تصفير التخصيب" بأنها "أوهام مزعجة يستخدمها المجتمع الصهيوني"، مشيراً إلى "تقدم" في المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة.
كما نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقايي، صحة ما نشرته وكالة "رويترز"، بشأن قبول طهران بوقف مؤقت للتخصيب مقابل اعتراف أميركي بحقها النووي والإفراج عن أرصدة مجمدة، قائلاً إن "تخصيب اليورانيوم مبدأ غير قابل للمساومة".
من جهته، شدد المدير العام للوكالة رافاييل غروسي الأربعاء الماضي، على أن "عمليات التفتيش يجب أن تكون جزءاً من أي اتفاق نووي مرتقب"، ما يعكس أهمية الرقابة الدولية في أي تسوية محتملة.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها