وقال مصدر في قطاع الطاقة ومجموعة "LSEG"، لـ"رويترز"، إن الناقلة "ميتزل"، الخاضعة لعقوبات أميركية، حملت نحو 140 ألف طن من النفط الروسي القطبي متجهة إلى ميناء بانياس، الذي استقبل في الأشهر الماضية شحنات مماثلة على متن ناقلات "سكينة"، و"أكواتيكا"، و"سابينا". وتشير البيانات إلى أن إجمالي النفط الروسي المتجه إلى سوريا منذ مطلع العام، بلغ نحو 350 ألف طن متري، أي ما يعادل 2.6 مليون برميل.
وأضاف المصدر أن "المعطيات تشير إلى أن روسيا وجدت في سوريا منفذاً استراتيجياً لتصريف فائض إنتاجها من النفط القطبي، خصوصاً بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على الشركة الروسية في كانون الثاني/يناير".
وتأتي هذه الخطوة بعد توقف الإمدادات الإيرانية التي كانت تشكل العامود الفقري لعمل المصافي السورية خلال حكم الأسد، ما أدى إلى إغلاق مؤقت لمصفاة بانياس في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ثم أعلنت وزارة النفط السورية، في نيسان/أبريل الماضي، استئناف العمل في المصفاة عقب تلقي شحنات جديدة، مشيرة إلى "إصلاحات فنية" دون تحديد القدرة التشغيلية الحالية.
دمشق تبحث عن بدائل
وقبل اندلاع الثورة السورية عام 2011، كانت سوريا تُنتج ما يصل إلى 380 ألف برميل يومياً من النفط، وتعتمد بشكل أساسي على الإنتاج المحلي لتلبية حاجات السوق، مع تصدير الفائض، وكانت معظم الحقول تقع في شمال شرقي البلاد، خصوصاً في دير الزور والحسكة، وهي مناطق خرجت لاحقاً عن سيطرة الحكومة، وتحولت إلى مناطق نفوذ كردية أو تابعة لفصائل المعارضة.
وبعد تراجع الإنتاج المحلي بفعل الحرب والعقوبات وخروج الحقول من سيطرة النظام، أصبحت دمشق تعتمد بشكل رئيسي على واردات النفط الإيراني، التي كانت تصل بانتظام إلى مرفأ بانياس ضمن تفاهمات خاصة بين طهران ونظام الأسد، حتى أواخر عام 2023، حين توقفت فجأة بسبب التوترات الإقليمية والأزمة الاقتصادية في إيران.
هذا التوقف أجبر الحكومة السورية على البحث عن مصادر بديلة، فكانت روسيا المرشح الأبرز، خصوصاً في ظل العلاقات الاستراتيجية بين الطرفين.
نفوذ روسي باقٍ
وتُعد سوريا، منذ سنوات، نقطة ارتكاز رئيسية للوجود الروسي في الشرق الأوسط، عبر قاعدتي طرطوس البحرية وحميميم الجوية في غرب البلاد، وعلى الرغم من الضربات التي طالت مواقع روسية بعد تغيير السلطة في دمشق، أكد الكرملين مطلع العام الجاري أنه يجري مفاوضات مع الحكومة الجديدة، لضمان استمرار وجوده العسكري في البلاد.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه سوق الطاقة العالمية تحولات عميقة، نتيجة العقوبات الغربية على روسيا، وحاجة موسكو لفتح أسواق بديلة لنفطها، وهو ما يجعل من سوريا، برغم هشاشتها السياسية والاقتصادية، ساحة حيوية في الحسابات الجيوسياسية الروسية.
روسيا تزود سوريا بنفط قطبي..تعويض عن إيران ومكسب جيوسياسي
المدن - عرب وعالمالجمعة 2025/05/30

النفط الروسي يعبر القطب الشمالي إلى سوريا: موسكو تملأ فراغ طهران في بانياس (انترنت)
حجم الخط
مشاركة عبر
زادت روسيا في الأشهر الأخيرة من إمداداتها النفطية إلى سوريا انطلاقاً من ميناء مورمانسك في القطب الشمالي، في خطوة تعكس مساعي موسكو لتعزيز نفوذها في شرق المتوسط، وسط تحولات سياسية وعسكرية تشهدها البلاد منذ الإطاحة بنظام الأسد في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بحسب وكالة "رويترز".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها