حذّرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، من دفع الولايات المتحدة الأميركية إلى حرب مع إيران، نتيجة العلاقة بين إدارة الرئيس دونالد ترامب والمحاولات السعودية في إقناعها بتوجيه ضربة إلى طهران.
وفي مقالة لنيكولاس كريستوف، اعتبرت الصحيفة أن حرباً مع إيران تمثل "كابوساً"، والاحتمالات لاندلاع تلك المواجهة قوية، خصوصاً عندما وصف وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو الاعتداءات التي تعرضت لها شركة أرامكو النفطية العملاقة في السعودية بـ"العمل الحربي". أيضاً، يضيف الكاتب "السيناتور (الجمهوري) ليندسي غراها طالب برد عسكري ضد مواقع نفطية في إيران"، ثم ردت إيران بأنها مستعدة "لرد سريع وأعمال مماثلة إذا ما تعرضت إلى هجوم عسكري".
يعتبر الكاتب أن جرأة الإيرانيين في سلوكهم تدفع للتساؤل، عما إذا كانوا يقيمون وزناً للرئيس الأميركي. ويشير في هذا السياق، إلى تقدرير سابق نشرته "نيويورك تايمز" ونقلت فيه عن المحلل السياسي الإيراني علي بيجدلي وصفه لترامب بأنه "ليس أسداً بل أرنباً".
يضيف الكاتب ساخراً "ترامب بالنسبة إلى الإيرانيين ليس أرنباً فحسب، بل ربما يعتبرونه أرنب الأرانب"، بعدما تراجع عن توجيه ضربة لإيران في أعقاب حادثة إسقاط طائرة الاستطلاع الأميركية فوق مياه الخليج.
لكن مع ذلك، يرى الكاتب أن نشوب حرب مع إيران أمرة في غاية الخطورة، ومع إلحاح بعض الصقور في إدارة ترامب على توجيه ضربة عسكرية ضد إيران فإن "المواجهة فد تنزلق إلى مراحل خطيرة، وربما سترد إيران بضرب أهداف في السعودية والإمارات او البحرين حتى، فضلاً عن قدرتها في استهداف القوات الأميركية المتواجدة في أفغانستان أو العراق".
"ترامب أمام معضلة" يقول الكاتب. ويضيف "عدد سكان إيران ضعف عدد سكان العراق، وبالتالي ستكون الحرب كارثة كبيرة، إلا أن عدم الرد أيضاً سيعتبر ضعفاً من قبل ترامب.. لكن على أي حال، هو من وضع نفسه في هذه المعضلة، عندما تخلى عن الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه عام 2015، كما سار وراء رأي الصقور في إرادته بأن إيران ستأتي راكعة إذا ما تعرضت إلى ضغوط وعقوبات قاسية، لكنهم لم يفكروا في أن طهران أيضاً يمكنها ممارسة الضغوط علينا".
ويضيف الكاتب، إن الخروج من هذا المأزق يتطلب دبلوماسية عالية المستوى، وهو ما تفتقده الإدارة الحالية، ويعتبر أنه من دون الاتفاقية النووية كل الخيارات سيئة، وما يجب فعله هو "البحث عن سبل لإعادة تفعيلها مع تعديلات لحفظ ماء وجه ترامب، والسماح له، وللمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، بالقول إنهما انتصرا". معتبراً أن إيران والسعودية على حد سواء، تمثلان تهديداً للأمن القومي، فإذا كانت إيران تنشر ميليشياتها وتثير المتاعب في الخليج، فإن السعودية قطعت صحافياً، وخطفت رئيس وزراء لبنان، وافتعلت أزمة مع قطر، وتسببت بأكبر كارثة إنسانية في اليمن.
ويختم الكاتب بالقول، إن أوروبا وحدها يمكن أن تساعد واشنطن على الخروج من هذا "المستنقع القذر" بإعادة الإتفاقية النووية إلى مسارها الصحيح، وعلى إدارة ترامب ان تفهم أن كلا النظامين في السعودية وإيران "قمعيان، ويكرهان المرأة، ويزعزعان الاستقرار في المنطقة، ومجرد تلميح رئيس الولايات المتحدة إلى إمكان خوض مواجهة مع إيران عوضاً عن السعودية مقابل الحصول على ثمن هو إهانة للجيش الأميركي، فبذلك هو يصور القوات الأميركية على أنها مرتزقة تعمل لصالح مشغل بلطجي".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها