newsأسرار المدن

مصر.. صراع ثورة يناير وانقلاب يونيو داخل الجيش

sami anan.jpg
ٍسامي عنان محتجز منذ إعلانه الترشح للرئاسة (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر
دخلت لعبة صراع الأجنحة الدائرة في مصر مرحلة جديدة بعدما خبت جذوة التظاهرات التي أشعلها المقاول المقيم في إسبانيا محمد علي في أيلول/سبتمبر.

وبعد أن كان الشارع هو الورقة الأكثر ضغطا على الرئيس عبد الفتاح السيسي طوال الأسابيع الأخيرة تحولت الدفة إلى تسريب المعلومات.

وحضر الجيش بقوة في الاضطرابات الأخيرة لاسيما وأن عمليات الفساد التي فضحها محمد علي مرتبطة بقادة عسكريين.

وحذر السيسي خلال مؤتمر الشباب الذي عقده خصيصا للرد على اتهامات علي من أن إشاعة هذه الأخبار قد يفقد صغار الضباط ثقتهم في قادتهم.

وأثار عدم تصدي الجيش للتظاهرات التي خرجت في 19 أيلول/سبتمبر للمطالبة بإسقاط السيسي، أحاديث عن غضب وصراع أجنحة داخل المؤسسة العسكرية. وحضر الفريق سامي عنان، رئيس أركان الجيش الأسبق، بقوة في الأحداث رغم وجوده في السجن.

وبعث عنان، الذي سجنه السيسي بعدما أعلن عزمه خوض الانتخابات الرئاسية الأخيرة، برسائل للمصريين عبر المتحدث الرسمي السابق باسمه المحامي محمود رفعت المقيم حالياً في باريس.

وكان رفعت ينشر على حسابه الرسمي في فيسبوك رسائل عنان التي طالب فيها المصريين بالاستمرار في التظاهر حتى إسقاط السيسي الذي "يمثل على الدولة المصرية".

ونشرت صفحة المركز الإعلامي للفريق عنان ما قالت إنها أسرار ومعلومات تتعلق بدور وزير الدفاع الفريق محمد زكي في محاصرة الغضب المتزايد اخل الجيش. وبحسب ما نشر فقد أجرى زكي، الذي عول عليه المصريون في الإطاحة بالسيي، لقاءات واتخذ إجراءات من بينها حبس 45 ضابطاً بشكل سري.

وذكرت الصفحة أن أحد الضباط التقى نجل عنان بالقرب من المستشفى العسكري الموجود به والده، وهدده بإعادة الأخير إلى السجن بدلاً من المستشفى وعدم إخراجه إلا جثة هامدة، ما لم تتوقف هذه الرسائل التي يرسلها عنان للمواطنين.

ولم يعلق الجيش حتى اللحظة على هذه المعلومات. لكن عسكرياً سابقاً كبيراً قال ل"المدن" إن صراعاً كبيراً يدور بين جناح يقوده عنان وآخر يقود السيسي ووزير الدفاع الأسبق المشير محمد حسين طنطاوي.

وكان عنان نائباً لطنطاوي عندما حكم الأول مصر إبان الإطاحة بالرئئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011.

وقال المصدر إن عنان يحظى بشعبية كبيرة في الجيش وإن سجنه أثار سخطاً كبيراً لكنه لم يخرج للعلن. وأضاف أن عنان وقائد عسكري سابق التقيا بشخصيات مدنية كبيرة في منطقة التجمع الخامس قبيل إعلانه الترشح للرئاسة وقد تعهد خلال اللقاء بمحاسبة كل من تورط في قتل المصريين، وتعهد أيضا باستعادة جزيرتي تيران وصنافير.

وأكد المصدر أن قادة عسكريين حاليين التقوا بعض هذه الشخصيات لاحقاً في فيلا دبلوماسي سابق وأبلغوهم أنهم لن يتخلواعن السيسي بسهولة وأن هذا حتى إن حدث فلن يكون لصالح شخصية مدنية أو حتى عسكرية سابقة.

 ولفت إلى أن المشير طنطاوي نفسه هدد عنان باتخاذ إجراءات صارمة ضده وضد أي شخص يفكر في الإطاحة بالسيسي، وأنه (طنطاوي) أيّد إيداع عنان في السجن. وأضاف أن "طنطاوي كان حاضراً في الكواليس خلال الأحداث الأخيرة، وهو ما زال يلعب دوراً كبيراً في حشد الجيش خلف السيسي".

وبالإضافة إلى هذا الصراع، فإن ثمة تآكل مستمر للثقة بين صغار الضباط وبين السيسي الذي يبدو وكأنه يضع مصر كلها بما فيها الجيش لخدمة مشاريعه الخاصة.

وقد أحدثت الحملة التي شنها محمد علي بلبلة في صفوف الجيش، كما يؤكد المصدر الذي لفت إلى أن الأحاديث عن قصور بملايين الدولارات "أثارت سخط البعض وخاصة من يواجهون الموت يومياً في سيناء دون مقابل".

وقال المصدر إن وزير الدفاع الحالي الفريق محمد زكي، الذي اعتقل الرئيس الراحل محمد مرسي عندما كان قائداً للحرس الجمهوري، يقف مع السيسي في خندق واحد ويسعى لحشد الجيش خلفه بأي طريقة.

لكن خروج صور لهذه القصور وعرضها على فضائيات معارضة للسيسي، برأي المصدر، يؤكد أن داخل الجيش من يتبنى وجهة نظر الطرف الآخر بل ويساعده، وهو ما يفسر الإجراءات الكبيرة والسريعة التي اتخذت مؤخراً.

ومن بين هذه الإجراءات، توجيه أوامر صارمة للضباط بعدم متاعبة فيديوهات محمد علي ولا وسائل الإعلام "المعادية للدولة"، وعدم تصفح مواقع التواصل التي تنشر أخباراً عن السيسي أو عن الجيش.

كما تم التشديد على الضباط بألا يستخدموا خطوط هواتف غير تلك المسجلة لدى الجيش وعدم إنشاء صفحات على مواقع التواصل غير صفحاتهم الرسمية المعروفة للشؤون المعنوية.

وشددت المخابرات الحربية على ضرورة الإبلاغ الفوري عن أي فرد بالجيش يتحدث في موضوع قصور السيسي أو ينشر أي شيء يتعلق بها. وأرسلت الشؤون المعنوية مئات المنشورات والفيديوهات والصور للضباط عبر تطبيق واتساب وطالبتهم بنشر هذه المواد على أوسع نطاق ممكن.

وركزت هذه المواد على ترسيخ صورة السيسي كبطل عسكري وكرجل متدين وكرجل دولة تحترمه كافة الدول.

وأكد المصدر أن الشؤون المعنوية حاولت بكل الطرق إقناع أفراد الجيش بأن هذه الأزمة الأخيرة ليست إلا معركة من معارك الحرب الدائرة بين ثورة يناير التي سعت وما زالت تسعى لتفكيك الجيش وبين وثورة 30 يونيو التي تعتبر الجيش جزءاً منها.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث