newsأسرار المدن

حلب تغرق بالبضائع التركية.. ورش الصناعة المحلية مهددة بالإغلاق

مصطفى محمدالخميس 2025/05/29
حلب أسواق حي الفرقان.jpeg
حلب: حالة "كساد" في أسواق الألبسة المحلية (المدن)
حجم الخط
مشاركة عبر
أُغرقت أسواق حلب بالألبسة التركية المستوردة، وتصدرت رفوف متاجر الألبسة، وزاد الإقبال عليها بسبب السعر المتهاود مقارنة بالمنتجات المحلية، الأمر الذي يهدد ما تبقى من الصناعة المحلية في هذه المدينة التي تُشتهر بهذا النوع من الصناعات.
ويؤكد مصطفى اليوسف، وهو صاحب ورشة لتصنيع ألبسة الأطفال في حلب، أن الملابس التركية أثّرت بشكل كبير على عمله. ويوضح لـ"المدن"، أن "غالبية التجار توجهوا للبضائع التركية، نظراً لرخص ثمنها".
ويشير إلى التكلفة الكبيرة للملابس المحلية قائلاً: "لا نستطيع في ظل ارتفاع أسعار المواد وعدم توفر الكهرباء، منافسة البضائع التركية".
ويلفت اليوسف إلى حالة "الكساد" في أسواق الألبسة المحلية، رغم بدء موسم الصيف وعيد الأضحى، ويقول: "في العادة يكون الطلب هذه الأيام على الملابس في أوجه، أما الآن لم نبع الكميات المتواضعة الجاهزة لدينا".
ينطبق حال اليوسف على غالبية أصحاب مصانع وورش الألبسة في حلب، وفق مشاهدات "المدن"، التي رصدت تصاعد شكاوى صناع وتجار الألبسة الجاهزة من منافسة البضائع التركية.
ويقول عبد الله النجار، وهو صاحب متجر للألبسة الرجالية، إن ما يميز البضائع التركية تصاميمها وسعرها، مؤكداً أن المنتجات المحلية تفوقها بالجودة، ويقول لـ"المدن": "رغم التعرفة الجمركية المرتفعة التي فرضتها الحكومة على البضائع المستوردة، لا زالت الملابس التركية أرخص من المحلية، ولهذا نجد إقبالاً أكبر عليها".
واللافت من وجهة نظره، أن تجار الجملة تحولوا بالكامل إلى الملابس التركية، رغم اكتظاظ حلب بورش ومصانع للألبسة، معتبراً أن ذلك يشكل ضرراً بالغاً على الحركة الصناعية المحلية.

مطالب بدعم الصناعيين
ويرى الخبير الاقتصادي رضوان الدبس، الموجود في حلب، أنه من الممكن تجنب أزمة توقف إنتاج الألبسة المحلية، من خلال التشديد على استيراد الألبسة الجاهزة، ورفع التعرفة الجمركية، على اعتبار أن المُنتج المحلي يستطيع سد حاجة السوق.
ويقول لـ"المدن": "كذلك يمكن دعم الصناعيين من خلال تخفيف تكلفة الإنتاج، وتخفيض الرسوم على المواد المستوردة التي تدخل في التصنيع (الأقمشة، الإكسسوار، الخيوط)، وتوفير الكهرباء للورش والمعامل، بجانب تشجيع المعارض والمشاركة الخارجية في معارض الألبسة، لاسترجاع ألق هذه الصناعة".
كذلك، يرى الدبس أنه من واجب الدولة تسهيل إجراءات تصدير الألبسة الجاهزة، لفتح الأسواق الخارجية أمام الملابس السورية، ولتعريف التجار والصناعيين على أحدث تصاميم الموضة المطلوبة.

ارتفاع حوامل الطاقة
في الأثناء، نظمت غرفة صناعة حلب جلسة حوارية الثلاثاء الماضي، حضرها عدد من الصناعيين العاملين في مجال صناعة الألبسة لمناقشة الصعوبات والتحديات التي تواجهها صناعة الألبسة. 
وذكرت مصادر رسمية أن الحضور أجمعوا على أن المشكلة الحقيقية التي تواجه صناعة الألبسة المحلية حالياً، هو إغراق الأسواق بكميات كبيرة من الألبسة المستوردة ذات الجودة المتدنية، ودخول ستوكات من الألبسة ووجود كميات من الألبسة المهربة أيضاً، بالإضافة لوجود صعوبات في شحن وتصدير الألبسة المحلية للأسواق الخارجية مع ارتفاع سعر الكهرباء وحوامل الطاقة ما يؤثر على هذه الصناعة بشكل كبير.
وقال مؤيد نجار المكلف بغرفة صناعة حلب، أن الغرفة مستمرة في جهودها لتحسين بيئة العمل والإنتاج والتواصل مع الوزارات والجهات المعنية لحل المشكلات القائمة، سواء ما يتعلق بسعر الكهرباء وحوامل الطاقة او الأمور المتعلقة بالرسوم الجمركية وسواها من العوامل التي تؤثر على الصناعة وغيرها من الموضوعات التي تعيق العمل.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث