newsأسرار المدن

اتصالات مباشرة بين سوريا وإسرائيل لخفض التوترات على الحدود

المدن - عرب وعالمالثلاثاء 2025/05/27
توغل القنيطرة (خاص المدن).jpg
مفاوضات مباشرة بين سوريا وإسرائيل تُجرى على الحدود الجنوبية بهدوء (خاص المدن)
حجم الخط
مشاركة عبر
كشفت خمسة مصادر مطلعة، لوكالة "رويترز"، أن سوريا وإسرائيل عقدتا خلال الأسابيع الأخيرة، اجتماعات مباشرة وجهاً لوجه، بهدف تهدئة التوترات على الحدود الجنوبية ومنع اندلاع نزاع مسلح، في تطور غير مسبوق بين دولتين طالما جمعتهما العداوة.

وأكد مصدران سوريان، ومصدران غربيان، إضافة إلى مصدر استخباراتي إقليمي، أن هذه اللقاءات تمثل أول تواصل مباشر بين الطرفين منذ الإطاحة بنظام الأسد. وأوضحت المصادر أن هذه اللقاءات جرت بالتوازي مع محادثات غير مباشرة عبر وسطاء، بدعم من الإمارات وتشجيع من الولايات المتحدة.
وأُجريت الاجتماعات في مناطق حدودية، بعضها داخل الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل، وقاد المحادثات من الجانب السوري أحمد الدالاتي، المسؤول الأمني الذي كان يشغل منصب محافظ القنيطرة، وتم تكليفه لاحقاً بملف السويداء، ولم تُعرف هوية ممثلي الطرف الإسرائيلي.


دعم أميركي وتحولات ميدانية

وأقر الرئيس السوري أحمد الشرع في وقت سابق هذا الشهر، بوجود محادثات غير مباشرة مع إسرائيل تهدف إلى تجنب التصعيد، واصفاً الاتصالات بأنها "خطوة ضرورية" في المرحلة الانتقالية، ويأتي ذلك بالتوازي مع تراجع ملحوظ في الضربات الجوية الإسرائيلية على مواقع داخل سوريا.
وشهدت العاصمة السعودية الرياض منتصف أيار/مايو، اجتماعاً غير مسبوق بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والشرع، وصفه مصدر استخباراتي إقليمي بأنه "نقطة تحوّل" في السياسة الأميركية تجاه سوريا. وقال المصدر إن هذا اللقاء دفع إسرائيل إلى إعادة النظر في استراتيجيتها الأمنية المعتمدة على استغلال تفكك الدولة السورية بعد الأسد.
وفي رسالة رسمية وجّهتها الخارجية السورية إلى واشنطن، واطلعت عليها "رويترز"، قالت دمشق: "لن نسمح بأن تكون سوريا مصدر تهديد لأي طرف، بما في ذلك إسرائيل".
وشكّل هذا التقارب الأمني انعكاساً على الداخل السوري، لا سيما في السويداء التي شهدت الشهر الماضي اشتباكات عنيفة، وردت إسرائيل بسلسلة غارات جوية، بينها واحدة استهدفت محيط القصر الرئاسي في دمشق، كرسالة تحذيرية بشأن أمن الطائفة الدرزية.
ورغم أن المحادثات تركز في هذه المرحلة على تنسيق أمني ميداني ومنع التوغلات، إلا أن ثلاثة مصادر رجحت لـ"رويترز"، أن تُمثل هذه اللقاءات أرضية لتفاهمات سياسية لاحقة، وقال أحد المشاركين في المحادثات عبر القنوات الخلفية: "السلام هنا يعني غياب الحرب، لا التطبيع".

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها