90 شهيداً بغزة..ونتنياهو يتراجع عن تصريحاته حول اقتراب الصفقة

استشهد 90 فلسطينياً وأصيب العشرات في قطاع غزة، من بينهم 33 في مدرسة تأوي نازحين، فيما تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الاثنين، عن تصريحات سابقة بإمكانية إعلان التوصل إلى صفقة مع "حماس اليوم أو غداً" وقال إنه لم يقصد هذا التاريخ تحديداً. وقال نتنياهو في تصريح متلفز مقتضب: "إطلاق سراح مختطفينا (الأسرى الإسرائيليين في غزة) هو في صدارة أولوياتنا، وآمل جداً أن نتمكن من إعلان شيء بهذا الشأن. إن لم يكن اليوم، فغداً". لكن بعد وقت قصير تراجع عن موقفه، وقال في بيان لمكتبه: "المقصد لم يكن بشكل ملموس (يشير) إلى اليوم أو غداً، بل إلى الجهود الدائمة المبذولة للتوصل إلى صفقة".
وتعهد نتنياهو بإعادة جميع الرهائن "الأحياء والأموات" من دون أن يتطرق إلى الاقتراح الأميركي للتهدئة في غزة والذي تحدث عنه في وقت سابق مصدر في "حماس"، معلناً موافقة الحركة عليه، فيما نفى المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف قبول الحركه به.
وقال نتنياهو في خطاب في ختام احتفالات "يوم القدس" إنه "إذا لم ننجح اليوم فسوف ننجح غداً، وإذا لم ننجح غداً فبعد غد. لن نستسلم... نعتزم إعادتهم جميعاً، الأحياء منهم والأموات". وأضاف "مهمتنا (بكسب الحرب) بما يشمل إعادة الرهائن تلازمنا ليل نهار وهذه الليلة أيضا، لن نتخلى عنها".
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مصادر إسرائيلية مطلعة، قولها إن "نتنياهو قصد أننا نعمل بجد وإن لم تتم صفقة اليوم فلن نستسلم". وزعمت المصادر "ممارسة الضغط على حماس وكذلك (المبعوث الرئاسي الأميركي للشرق الأوسط ستيف) ويتكوف ونأمل في أخبار طيبة، لكن المقصود كان المستقبل القريب وليس بالضرورة اليوم أو غداً (...) كانت مجرد طريقة تعبير".

وأكد الدفاع المدني في غزة اليوم سقوط 90 شهيداً وعشرات الجرحى في هجمات جيش الاحتلال على قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية بسقوط 52 شهيداً في مدينة غزة، معظمهم من الأطفال والنساء، بينهم 11 شهيداً من عائلة واحدة في قصف استهدف مدرسة تأوي نازحين في حي الدرج، و24 شهيداً في شمال القطاع، سقطوا بغارات استهدفت منازل ومدارس في جباليا، و10 شهداء في خانيونس جنوب القطاع، و4 شهداء في المنطقة الوسطى، بينهم نازحون في مخيم المغازي ودير البلح.

ويترافق الهجوم الإسرائيلي مع حصار خانق أدى إلى تفاقم نقص الغذاء والمياه والوقود والأدوية في قطاع غزة، ما أثار مخاوف من حدوث مجاعة. 

وفي السياق، أعربت مسؤولة كبيرة في منظمة الصحة العالمية اليوم الإثنين، عن أسفها لعدم تمكن أي شاحنة تابعة للمنظمة من دخول قطاع غزة على الرغم من بدء دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بعد أكثر من شهرين على منعها من قبل إسرائيل.

وقالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط حنان بلخي، في مؤتمر صحافي في جنيف: "لم تدخل أي شاحنة إلى غزة لتسليم المساعدات الطبية منذ أكثر من 11 أسبوعاً".

وأضافت: "الوضع كارثي. نحن لسنا قلقون فقط بشأن العمل الفوري الذي نأمل في مواصلة دعمه، بل نشعر أيضاً بقلق بالغ إزاء عواقب هذا الوضع على مستقبل الأجيال المقبلة".

وحذرت من أن المخزونات وصلت إلى الصفر لـ 42% من الأدوية واللقاحات الأساسية، و64% من المعدات الطبية.

وأضافت: "سمح لنحو 400 شاحنة بالدخول إلى غزة... لكن 115 شاحنة فقط هي التي تمكنت من دخولها، ولم يصل شيء إلى الشمال المحاصر"، علماً أن أياً من الشاحنات المذكورة لم تكن تابعة لمنظمة الصحة العالمية. وأضافت أن 51 شاحنة محملة معدات طبية تنتظر عبور الحدود.

من جانبه، أكد المدير الإقليمي للطوارئ في منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أحمد زويتن، أنه "من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان الأمر مجرد مسألة وقت أو ما إذا كانت هناك قضايا نحتاج إلى متابعتها".