وشهدت مدينة القدس المحتلة أحد أكثر أيامها توتراً، مع تحويلها إلى ثكنة عسكرية منذ مساء أمس الأحد، حيث نصبت قوات الاحتلال الحواجز والمتاريس وأغلقت مداخل البلدة القديمة، ما تسبب في شلل شبه تام للحركة وخنق اقتصادي متعمد.
وفي موازاة اقتحام الأقصى، عقدت الحكومة الإسرائيلية جلسة استثنائية في بلدة سلوان، جنوب المسجد، ما يؤكد انخراط المؤسسة الرسمية في دعم هذه الاقتحامات. كما شارك في الاقتحامات 12 حاخاماً من التيار الصهيوني الديني، المعروف بتوجهاته المتطرفة.
بدورها، أعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية في بيان صحافي، أن المستوطنين أدوا طقوساً تلمودية علنية داخل باحات المسجد، ورفعت مستوطِنة علم الاحتلال في الساحة الشرقية، وسط إجراءات عسكرية مشددة في البلدة القديمة ومحيط باب العامود. كما حاول مستوطنون إدخال "لفائف التوراة" من باب المغاربة، في تصعيد يُظهر استهداف هوية المسجد ومكانته الدينية.
اقتحامات واعتقالات في الضفة
في موازاة ذلك، شنّت قوات الاحتلال حملة مداهمات واعتقالات واسعة في الضفة الغربية، تركزت في محافظات الخليل وطوباس ورام الله، وسط استمرار التصعيد العسكري شمال الضفة.
وأفاد نادي الأسير بأن الاحتلال اعتقل الشابين محمد أبو سياح ومصعب بهجت في طوباس، وأحمد مروان ريان في رام الله. كما داهمت قوات الاحتلال بلدة الشيوخ شمال شرق الخليل واعتقلت الشاب محمد وليد المشني، وسلمت عدداً من الشبان استدعاءات لمراجعة المخابرات.
وفي بلدة حلحول، اعتقل الاحتلال ستة شبان هم: عادل علي أبو ريان، سيف تيسير أبو ريان، مصطفى أشرف أبو ريان، أحمد موسى أبو ريان، مجد أمجد يونس، وإبراهيم مالك البربراوي.
كما اعتقل جيش الاحتلال زوجة المطارد محمود الفسفوس بعد مداهمة منزل العائلة، في محاولة للضغط عليه لتسليم نفسه في مدينة دورا.
وفي تصعيد آخر، اختطف مستوطنون الشاب إبراهيم النواجعة من منطقة "واد جحيش" في مسافر يطا جنوب شرق الخليل، بعد الاعتداء عليه بوحشية أثناء ارتدائهم زي جيش الاحتلال.
كما نصب مستوطنون أعمدة كهرباء في أراضٍ فلسطينية خاصة قرب مستوطنة "أفيجال" في منطقة "أم الشقحان"، في إطار توسع استيطاني متسارع.
كما سجلت اعتداءات أخرى شملت إحراق أراضٍ زراعية قرب قرية عين سامية شرق رام الله، والاعتداء على منازل الأهالي في قرية المنية جنوب شرق بيت لحم، ورفع أعلام الاحتلال في شارع الواد بالبلدة القديمة، ومسيرة استفزازية في حي الشيخ جراح.
ووفق تقرير صادر عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، تم توثيق ألف و 693 اعتداء خلال نيسان/أبريل الماضي، بينها ألف و 352 نفذها جيش الاحتلال و341 نفذها المستوطنون، في مؤشر على تصاعد غير مسبوق في انتهاكات الاحتلال منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
بن غفير يقتحم الأقصى وجيش الاحتلال يصعّد بالضفة
المدن - عرب وعالمالاثنين 2025/05/26

بن غفير يقود اقتحام الأقصى (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر
اقتحم أكثر من 1400 مستوطن، يتقدمهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، ووزير النقب والجليل إسحاق فاسرلاوف، وعضو الكنيست إسحاق كرويزر من حزب "القوة اليهودية"، باحات المسجد الأقصى، في ذكرى احتلال الشطر الشرقي من القدس عام 1967. وتوقعت مصادر مقدسية ارتفاع أعداد المقتحمين خلال الساعات المقبلة، وسط تحشيد مكثف من جماعات "الهيكل".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها