كشفت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عن تنفيذ عملية مزدوجة استهدفت قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي كانت تتحصن داخل منزل في بلدة القرارة شرق مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.
تفجير منزل وعين نفق
وجاء في بيان صادر عن الكتائب اليوم الأحد أن "مجاهدي القسام، وبعد عودتهم من خطوط المواجهة، أكدوا أنهم فجروا المنزل بعدد من العبوات الناسفة الشديدة الانفجار، مما أدى إلى انهياره وسقوط عدد من الجنود الإسرائيليين بين قتيل وجريح".
وأضاف البيان أن "مجاهدي القسام فجروا أيضاً عين نفق في مجموعة من الجنود الذين وصلوا إلى المكان، وجرى اشتباك مباشر معهم باستخدام الأسلحة الخفيفة، كما تم رصد هبوط طائرات مروحية إسرائيلية لإخلاء المصابين من موقع العملية".
وأوضحت الكتائب في بيانها أن العملية نفذت صباح يوم الثلاثاء الموافق 20 أيار/مايو الجاري، مشيرة إلى أنها "تأتي في إطار الرد على جرائم الاحتلال واستمرارا لمسيرة المقاومة".
ويتزامن البيان مع ما ذكرته مواقع إسرائيلية عن هبوط مروحيات لجيش الاحتلال لإخلاء جنود جرحى وقتلى في حدث أمني يتكتم الجيش حتى اللحظة على تفاصيله، مشيرة إلى وقوع إصابتين بجروح خطيرة.
غارات وشهداء
بدوره، أعلن الدفاع المدني في غزة استشهاد ثمانية فلسطينيين في ضربات شنها سلاح الجو الإسرائيلي على القطاع فجر الأحد.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لوكالة "فرانس برس" إن طواقم الجهاز نقلت "ثمانية شهداء على الأقل ونحو 30 مصاباً، نتيجة لعدة غارات شنها الاحتلال الإسرائيلي في مناطق عديدة في قطاع غزة".
وأوضح بصل أن "خمسة شهداء وعدداً من المصابين بينهم أطفال ونساء نقلوا بعد غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلاً لعائلة دكة في بلدة جباليا" في شمال القطاع.
وأشار إلى أن بعض الجثث كانت "متفحمة" موضحاً أن عدداً من المفقودين لا يزالون تحت الأنقاض، حيث "لا يمتلك الدفاع المدني معدات للبحث ولا معدات ثقيلة لرفع الأنقاض لإنقاذ المصابين وانتشال الشهداء".
وأوضح بصل أنه تم "نقل شهيدين بينهما سيدة حامل إلى جانب عدد من المصابين إثر غارة نفذتها طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت خيمة للنازحين في مخيم النصيرات" وسط القطاع.
وبين أن الجيش الإسرائيلي قام بهدم عدد من المنازل في منطقتي التفاح والزيتون شرق مدينة غزة، كما نسف خمسة منازل في بلدة القرارة شرق خان يونس.
استهداف القطاع الطبي
يذكر أن القطاع الطبي في قطاع غزة يعاني تحت وطأة الهجمات المنظمة التي يشنها الاحتلال على المستشفيات والمراكز الطبية، بهدف تحييدها وإخراجها عن الخدمة.
وهاجم الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 10 مستشفيات وعيادات في قطاع غزة، خلال الأسبوع الماضي، وفق صحيفة "هآرتس" العبرية.
وكشف تحقيق نشرته الصحيفة، السبت، أن "10 مستشفيات وعيادات طبية في غزة، تعرضت لهجمات إسرائيلية خلال الأسبوع الماضي، ما أدى لخروجها كلياً أو جزئياً عن الخدمة، ما فاقم بشكل كبير الضغط على ما تبقى من النظام الصحي في غزة".
حصار خانق
من جهتها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الأحد، إن الطريقة الوحيدة لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة هي ضمان تدفق المساعدات بشكل فعّال ومستمر، في ظل الحصار الإسرائيلي الخانق الذي يفرض على القطاع منذ نحو ثلاثة أشهر.
وأوضحت الوكالة في منشور لها عبر منصة "إكس" أن سكان غزة لم يعودوا قادرين على انتظار دخول المساعدات، مؤكدة أن القطاع يحتاج يومياً إلى 500 إلى 600 شاحنة مساعدات تديرها الأمم المتحدة لتلبية الاحتياجات الأساسية.
تأتي هذه التصريحات في وقت لا تزال فيه الأزمة الإنسانية في غزة تتفاقم، بعد إغلاق إسرائيل المعابر منذ الثاني من آذار/مارس الماضي.
في الوقت ذاته، تروج إسرائيل والولايات المتحدة لمخطط لتوزيع المساعدات في نقاط محددة جنوب غزة، من خلال منظمة غير ربحية حديثة التسجيل في سويسرا تحت اسم "مؤسسة غزة الإنسانية".
وتشير تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن مؤسسها هو المبعوث الرئاسي الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
وأكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن هذا المخطط يهدف إلى تسريع إخلاء الفلسطينيين من مناطق شمال القطاع إلى الجنوب، تمهيداً لتهجيرهم.
القسام تكشف عن عملية مركبة..والحصار الإسرائيلي يخنق سكان غزة
المدن - عرب وعالمالأحد 2025/05/25

القطاع يحتاج يومياً إلى 500 إلى 600 شاحنة مساعدات (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها